الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة المفاهيم في الفكر الإهوازي مفهوم الدولة

محمود عبدالله

2008 / 2 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مشكلة المفاهيم في الفكر الاهوازي
(مفهوم الدولة)
3-3.

يواجه الفكر الاهوازي أزمة في تحديد و تعريف المفاهيم،ومنها "مفهوم الدولة"، ويقف وراء هذه الازمة سبب رئيسي نشير اليه- و هوغيا ب القراءات إلتي تنال النصوص الاساسية ، وبدل من هذا يتم الاعتماد على القراءات السطحية القصد منها كسب المعلومة الجهازة بشكل سريع لا معرفة المفاهيم بدقة، و هذا الاسلوب الترقيعي يؤدي إلي هبوط مستوي الوعي مع ما يرافقه من خلط في تعريف و تحديد المفاهيم.
وأنتشارالامية السياسية و الفكرية بين المتعلمين و الناشطين بيننا، عائد لهذا الامر، وهذه الأمية تعد أحد محاور التدهور و التوقف الذي أصاب الفكر الاهوازي ، فكر لم تحدد له لغة يُعبر بها - لغة تحدد هوية خاصة به يُعرف و يتميزبها عن غيره، و هذا وراء بقاء قضايا فكرنا حبيسة اطارها المحلي و لم تخرج منه،و يمكن الاشارة الي هذا الامر من جانبين-
اولا:غياب المثقف الملتزم في قضاياه الوطنية الذي يملك لغة يتكلم بها عن الاشياء ، وهذا هو الاسلوب الذي به يجد حلول للقضايا المطروحة و يشارك بها ، وليس كما هو منتشر بيننا الكلام على الاشياء و حولها- وبالتالي المثقف لابد أن يملك قسم من أدوات عمله- يحفر و ينتج الافكار و يحدد الاخطاء، و هذه مهمته الاساسية بالدرجة الاولى حيث أن المثقف يملك فقط اليات التفكير، ولا يملك أدوات التطبيق ولا اليات التنفيذ و فرض السيطرة .
الثاني: غياب السياسي الذي يرجح المصلحة العليا،و يبحث عنها بالممكن و المتاح ويكسر في سبيلها الحواجز ويفتح الابواب و ذلك من أجل الوصول للمقاصد الوطنية بعيداً عن مقولة "أنا وحدي في العالم، أو أنا الحق". و هنا نميز فقط حتى لا يحصل خلط بين "المثقف" ، و "السياسي" ، المثقف يفكر و ينتج المعرفة- مثلما أشار ديكارت : "أنا افكر انا موجود" فيما السياسي يحكم و يملك و يقبض على السلطة ،أنا الدولة كما قال لويس الرابع عشر أو حسب تعبيرأحد خلفاء بني العباس هذه دولتنا-أو في عصرنا- أنا الزعيم، أنا القائد.
وهذه المقدمات الاولى إلتي نفتقدها أنتجت فراغ فكري و سياسي مشهود حيث ليس لدينا لا إرادة ثقافية ناظرة، و لا إرادة سياسية مقبولة، و هذا الفراغ له أنعكاسات سئه بدأت تضيف تخلف مضاعف إلي التخلف الموروث عندنا، و هناك نماذج و شواهد كثيرة نختار فقط نموذجين نستدل بهما على ما نحن فيه -
الف: أذا نظرنا إلي المجاميع في الخارج رغم توافركثير من الامكانيات، وهو على عكس ما هو موجود في الداخل، و في المقدمة منها: الحرية و الامان،الا أن الامكانيات أصبحت توظف لنشر ظواهرسئه بين المجاميع تعلن عن هذا الفراغ، ومنها ظاهرة تذكرنا في مرحلة الفتنة بعد قتل عثمان بن عفان حيث ساد الارهاب الفكري عند ما كان يسئل الرجل أنت مع علي او مع معاوية، و عليك أن تختار و تصنف نفسك مع جهة مقابل جهة أو تختار العزلة و هو أمر سئ أو السكوت و هو الاسوأ منه، حتى اصبحت المجاميع على أثر ذلك منقسمة إلي ثلاثي و رباعي.
أما في الداخل الشروط تختلف لان الذي هنا ليس هناك، أمراض المجاميع غير منتشرة ، و المعضلة الان في الداخل تتمثل في الحصار مع العنف الخالص الذي قد فرض من جانب الدولة على الكتلة الوطنية في السنة الاخيرة مما أدى إلي أضعاف العمل و فقدان التواصل بين القوي مثلما كان قبل عام 2005. حيث المؤشرات تؤكد ان العمل هناك من جانب السلطة أخذ أسلوب التصفية و محاصرة الكتلة الوطنية مع احتواء الشارع و محاولة كسبه .
ب: ما يؤكد هذا الفراغ غياب رؤية واضحة و موضوعية تحدد نحن في أية مرحلة نعيش لنجهز لها و نستعد، هل نعيش مرحلة الثورة أم مرحلة الانتفاضة أو مرحلة المقاومة أو على اعتاب مرحلة بناء المؤسسات ؟ ثمة نهوض دون المواجهة ؟ أو هل نحتفظ في طاقاتنا حيث لا حاجة لنا الان في التضحية ، أم نمارس أسلوب التوريط و التصعيد؟ و هل بدء التفكير في لغة نتكلم بها عن فك الحصار المفروض على الكتلة الوطنية في الداخل أم مجرد كلام عن ما يحصل هناك فقط و هي لغة الوصف ليس الا.

لذلك عندما لا تكون عندنا لغة نتكلم بها تبرز لغة تشويه المفاهيم و تسود ثقافة الاهمال و التسطيح ، و هذا ما يلاحظ في المجال السياسي رغم كثرة من ينشغل فيه ، وما "مفهوم الدولة" الا أحد النماذج إلتي تاكد على (عمق الازمة و حجم الفراغ الذي يعاني منه الفكر الاهوازي) حيث غياب مفهوم الدولة و ما يرتبط به، ليس عائد لانهاغير مطروحة بيننا بل العكس الاكثرية تريدها و تطلبها و هذه مفارقة، ولا ليس لعدم وجود دروس عنها أو نماذج حولها بل الامر عائد إلي ثقافة تسطيح القضايا و تسيد الشفوية و الاعتماد على الذاكرة و القيل و القال، حيث أن الدولة تم حفر تاريخها وأبراز مكوناتها، و هذا شمل الدولة القديمة،و الدولة الحديثة ،و ليس هذا فقط بل تم التمييز ما بين ثابت كل من الدولتين – دولة الرعية و دولة المواطن،ونأتي و بأختصار إلي تاريخ و مكونات أنواع من الدول و هي-
اولاَ: دولة الراعي و الرعية والراعي هو الملك الإله الذي يسهربعينه إلتي لا تنام على الرعية،أو الاغنام، و هذه بنية الدولة إلتي شهدتها كل من الحضارة القديمة في العراق ، مصر، عيلام - الاهواز، و كان الملك يمثل الإله فيها ،و هذا التمثيل يمر عبر رجل المعبد (الكاهن) والذي مهمته الاساسية هي منح الشرعية الالهية للملك .
ثانياَ: مبدأ الطاعة و مزج المُلك و الدين معاَ ،و هي بنية الدولة الفارسية ،إلتي شكلها اردشير الذي وحد الامة الفارسية حيث أصبح الملك فيها حارساً الدين، و الرعية تخضع و تطيع أوامر الملك و رجل الدين معاَ- و هذا هو وراء ثابت الاستبداد في الدولة الايرانية في الماضي و الحاضر، وهو رئاسة الدين و الدنيا.
ثالثاَ: الدولة الإسلامية – دولة الخلافة – و دولة الملك، و تجد ثابتها في الشريعة، و كانت تشكل محاورها كل من العقيدة ، القبيلة،و الغنيمة، ثمة دخل عليها نظام الحكم الفارسي و تحديداَ مفهوم السلطان ، و المستبد العادل في لغة رجال الدين ، و هي الدولة إلتي تخدم السلطان ممثل ا لرب على الارض،و أما بنية الدول العربية في العصر الحديث لا تختلف كثيراَ عن ذلك ، حيث أن العشائرية، والطائفية، والاقتصاد الريعي هي مكونات هذه الدولة .
رابعاَ: الدولة المدنية، و هي الدولة إلتي تجد ثوابتها في المرجعية الاروبية و تتميز عن باقي الدول – في ثلاث محاور: النظم ( و هي الإدارة العقلانية)، العلم التجربي( وهو ما تنفرد به اروبا عن باقي الحضارات و الثقافات )،و الفكر الديمقراطي ، وهي ثلاث محاور شكلت دولة المواطن مقابل دولة الرعية .

الخلاصة:
عالمنا الحاضرهو بين دولتين، الاولى : (دولة الراعي الذي يقود ملايين من الرعية، دولة تحكم الحاضر وفق آيديولوجية الماضي وأن فصلتها مسافة 1300 عام المهم توفر لها ليس فقط شرعية الحكم بل تفتح لها أبواب التشريع لتسيطر بالقوة كما هو حاصل في ايران اليوم) و الثانية: (دولة المواطن) و دولة المواطن هذه هي الدولة الاوروبية بأمتياز معك و عليك في أن واحد، وهي إلتي طلبها دعاة الحداثة في الدول المتخلفة،و رغبت النهضة العربية منذ لحظة الطهطاوي في هذه الدولة ،كما رغبت ايران ذلك من لحظة ميرزا عباس القاجاري، و هي نقيض دولة الاستبداد و الخوف، أما الدولة الاهوازية فلم يسجل فيها قول بعد.
كاتب اهوازي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة