الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصان الوطنية وعربة المأرب

وديع شامخ

2008 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حصان الوطنية وعربة المآرب
ومجال الجذب

تذهب الحكاية الشائعة عن أن السيد نيوتن اكتشف قانون الجاذبية من وحي سقوط تفاحة علي رأسه، فأفزعه أمر سقوط هذه التفاحة الحتمي دون خيارات أخري، مثل ارتفاعها أو طيرانها.
ولأنه عالم مختص بدراسة الظواهر الطبيعية الفيزيائية لم يتمثل لتاريخ سقوط التفاحة الغيبي ولا التفكير بتاريخ الخطيئة الأولي والعقاب السماوي لهبوط جدنا الأول آدم، أي أن سقوط التفاحة (ربما في لحظة اختمار لفكرة الجاذبية) قد أحال هذا العالم إلي ذروة دراسته لظاهرة قوة جذب الأرض فانصرف في حدود حقله العلمي إلي اكتشاف قانون الجاذبية وهو قانون أحدث تغيرات كبيرة في الفهم العلمي والشعبي لحركة الكائنات والجمادات في كوكبنا الأرضي. وفي الواقع الاجتماعي الإنساني برغم الفارق بين الظواهر الطبيعية والإنسان نجد أن العالم يفسر التغيرات في هبوط الإنسان وسموه أيضاً يخضع إلي قوانين ومقدمات منطقية تقود إلي نتائج محسوبة وفقاً لقانون المنطق المعروف، فلا شيء يأتي من فراغ لأن حركة الحياة ببعديها الطبيعي والروحي تخضع إلي علاقة جدلية قوامها الشعور بالحاجة المتبادلة لفهم قوانين التطور علي المستوي العام في الحياة في انهيارها ونشوئها.
أما في الحقل السياسي فالأمر أكثر تعقيداً من هذا التسامح وربما التبسيطي لدور السياسي في الحياة العامة ويزداد الأمر خطورة في حياة الشعوب التي لا تمتلك أبسط المقومات المؤاتية لفرز دور السياسي وأهميته سلباً أو إيجاباً.
فبعد سقوط صدام شخصياً انفجر بركان من الفهم الشعبي لمرحلة السقوط ــ بعد مرحلة الفرهود طبعاً ــ يؤسس للساسة العراقيين طريقاً لفهم السقوط بوصفه فرصة ذهبية لاشتغال الساسة في الفوز القادم والمنتظر، وهنا انتحر الظرف الموضوعي لمعالجة أو لمداولة في الشأن الخاص للسياسي العراقي (لا سيما وإن الهامش المسموح به في التمثيل العراقي السياسي لمناقشة الآخر قد أثبت هو الآخر عدم فاعليته بسبب حاضنات فكرية لأعضاء بعض مجلس النواب للاحتكام إلي شروط لعبة خارج الحقل السياسي العراقي وهم يؤيدون هذا الاتجاه. فالسياسي العراقي الآن لا يشتغل إلا وفق اشتراطات سياسية عراقية يحكمها قانون الجاذبية والفعل ورد الفعل لا يحكمها مشروع وطني يضع العربة خلف الحصان وكأن هذا السياسي الجديد لا يفهم أبسط قواعد اللعبة، لعبة السائس والحصان. وفي ضوء هذا التخبط اللاموضوعي لدور الساسة والذين يحلمون كلهم بمشاريع منفردة للإنسان العراقي متناسين أن الفيلسوف سبينوزا يقول (لا يمكن إرغام أحد بالقوة أو القانون علي امتلاك السعادة الأبدية). يوم بعد يوم يؤكد بعض الساسة العراقيين أن مفهوم السقوط هو متوالية للسقوط في نتائج حقل آخر كان له أن يقود هذا المفصل العراقي في لحظة حرجة من تاريخه لا أن يقف شاهداً أو ناطقاً فقط، والغريب في أمر الساسة في العراق قدرتهم العالية في (تعليق العضوية) أو الاستقالة والذهاب إلي عوائلهم في لندن طهران وغيرها من العواصم الحاضنة. وهذا قد تساهم في نمو التيارات التي راهنت علي هشاشة البرامج السياسية الوطنية لهؤلاء ويرمون بأوراقهم الأخيرة في ظرف التخبط هذا ليصطادوا بشكل واقعي صيدهم الوفير، طوابير من المتسيسين علي سعر الصرف. وإذا عاني السياسي العراقي في الوضع الجديد من الظلم فعليه أن يعي ثانية أن الحقل السياسي له اشتراطات لا تكفي مزاياه وعطاياه للدخول إليه بهذه البساطة للخروج منه بهذا الشكل الاعتباطي يجب علي الساسة أن يكونوا علي قدر من المعقولية في دورة التراجع والانتصار فقط، سيذهب بالسياسي العراقي إلي حالة فقدان التوازن وفق مبدأ ذراع القوة والمقاومة حسب المفهوم الميكانيكي لا سيما وأن السياسي يعي قبل غيره قيمة الاختلال في التوازن بين القوة وذراع المقاومة في الحقل السياسي تحديداً يعني إظهار قدر من المرونة اللازمة لتهيئة ظروف مناسبة لإنضاج طرح الحلول بقوة كافية لا تستطيع القوة إلا أن تعترف بها كذراع حقيقي للمقاومة الوطنية الواقعية والسلمية ..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح