الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظات من الذاكرة

عبده جميل اللهبي

2008 / 2 / 3
الادب والفن


قد يمر على الواحد منا الوقت دون أن يستشعر هدير ثوانيه وهرولت ساعاته . ويصل إلى مرحلة الاستيقاظ المتأخر التي لايجد بعدها غير الصفير ..
كان من الممكن أن ندرك ذالك بصورة سريعة , غير أن المتغيرات الحياتية والطبيعية والاجتماعية تلقف بما نجمع وما يمكن أن نستشعره للغد..
الأمر لم يعد بطبيعته بعدما احتدم الصراع بين الواقع المرير والنفس الحالمة , بين جذور الواقع المتهدم وأحلام النفس وتطلعاتها الجادة للحياة والمستقبل ..
تمر لحظات العمر ونحن نتوجس لحظات من الصفاء تسهو رياح الغروب وتحملها بشبقها المحرم إلينا , وتمسح بعبقها المعطر لحظات اليأس والانهزام ..
تتخطى الآمال وجوه الملايين من البشر , وتتبعثر في قلب المحيطات , تركن وجهها الحالم بزاوية المنفى ,وتنام إلى ابد محتوم ....
لم يعد الأمر بيدي .. كل شيء ذهب إلى مخدعه .. وأنا اتجهت إلى دائرة السكون , وشذبت حياتي من كل البؤر السوداء التي همت بنا منذ رحيل أخوان الصفاء ..
كان من الممكن أن يترك الناس أديانهم , ويتذوقون لحظات الزمن بعفوية محضة , يستشعرون طيبة نعال عاهرات الفضاء ، ووفرة شعرهن المتساقط على قلوب الخائفين ..
الحياة تمر بخفقات الموتى ، ونحن لازلنا نمني أنفسنا الأماني ، وقد قطع الزمان كل مفاصل الحياة فينا ، وجعل منا خرق بالية تتمزق بلحظات الذاكرة الصاخبة .. ووجهها المدور كصحن صيني ..يتطاير من ضجيج الأفكار الشاذة ..
أتقلب على فرش من الجمر ، وبين يدي صبية في الرابعة عشرة لم تكتمل أغصانها الرطبة في حقول مليئة بالشوك والقات ..
غصون الزيتون تباعدت عن يدي ورحلت إلى الأيام المقابلة ..أطفال عيوني سرحت تلعب في حدائق مليئة بأنفاس شتى ..
أوراقي تمددت بغية منها لمضاجعة الأقلام الحرة بشررها المتطاير في وجوه الأباطرة.
أحلامي الفوضوية تناهت إلى العالم المشرق بحثاً عن أمل مفقود ..عن سجية منسية بين ضلوع الزمن ...وأنا أترقب ساعة الصفر.. ساعة الرحيل من جنوب الإسفاف .. وعسف الواقع المرير .. ولحظات الإيقاف والتفتيش ...
أن تتمازج الأيام بحلو تجلياتها ، وتنحدر الدموع من خدود الجبال لتلحق بأنهار الأرض الميتة بغية الإشفاق على حال كاتب سكير ..
وتنتهي الأيام واللحظات القاسية بعد عصرها بثوب من أزهار العمر الذي لم يكن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس