الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصير الجادرجي احد قادة بيان« من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق» - قضايا الوطن من منظور وطني عراقي ناصع

نصير الجادرجي

2008 / 2 / 2
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


تقدم عراق الغد واحد من السياسيين الذين ساهموا في اصدار بيان "من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق" والذي ايده لحد الان اكثر من 10.000 الآف عراقية وعراقي ، هو الاستاذ نصير الجادرجي الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي ، الحزب الذي يعتبر من ضمن طليعة الاحزاب الوطنية العراقية ومنذ ثلاثينات القرن الماضي يتحمل مسئولية الدفاع عن الديمقراطية وبناء العراق الحديث. وكان الحزب ولا زال حزبا لكل العراقيين من جميع القوميات والديانات من القاعدة إلى القيادة.في حديث الجادرجي نلقي الضوء على واحد من قادة البيان "الضوء" في ليل وطنا الداجي. وسنقدم بقية قادة البيان:
لم يشارك الحزب الوطني الديمقراطي في الانتخابات الاخيرة، وركزت الاحزاب التي خاضت الانتخابات على الهوية العراقية والطائفية وليس على برامج او مصالح. واصبحت الرؤى المختلفة للعراق اكثر ظهورا. وبقت الديمقراطية املا مشتركا. ونحاور الاستاذ نصير الجادرجي الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي حول هموم المرحلة والنداء "مدنيون" الذي صدر مؤخرا.
عصام البصري: تتعرض القوى الديمقراطية في العراق للتهميش بعد سقوط الدكتاتورية، فهل هناك امل في نهوض هذه القوى لبناء العراق على اسس ديمقراطية، مع التنمية الشاملة؟
الجادرجي: نهوض القوى الديمقراطية والوطنية ومشاركتها في العملية السياسية وفي اعادة بناء الدولة الحديثة هدف طالما سعى اليه حزبنا مع القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى منذ سقوط الدكتاتورية، وعندما كنت في مجلس الحكم دعوت الى دعم واسناد القوى الديمقراطية. ان ضعف القوى الديمقراطية والوطنية حالة تاريخية ترجع الى نشؤ هذه القوى في بداية تاسيس الدولة العراقية، حيث لم تلق الرعاية والاسناد والدعم من انظمة الحكم المتعاقبة على البلاد منذ تاسيسها ولحبن سقوطها في 9/4/2003، وانما حوربت محاربة لا هوادة فيها وقمعت احزابها ومنظماتها ومحقت افكارها ومبادئها عدا ومضات ديمقراطية مشرقة، ولكنها عابرة في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من القرن المنصرم المتمثلة بجماعة الاهالي والحزب الوطني الديمقراطي. وتعرضت هذه القوى والاحزاب التي تمثلها الى شتى صنوف القهر والاضطهاد وذلك بغلق صحافتها واعتقال وسجن زعمائها وقادتها واضعاف نفوذها بشتى الطرق والاساليب الغير مشروعة. ولم يتبنى أي نظام من انظمة الحكم التي توالت على البلاد الفلسفة الديمقراطية كأساس للحكم كما كان يدعو اليها حزبنا. وانما تبنت اليات للعمل السياسي كوضع الدستور واجراء انتخابات برلمانية صورية وادعاءات زائفة بالفصل بين السلطات او استقلال القضاء.
ولم تجد ادارة الاحتلال بعد سقوط الدكتاتورية تقاليد او مؤسسات ديمقراطية او منظمات مجتمع مدني او احزاب سياسية كما لم تجد طبقة متوسطة ناهضة ومتماسكة تركن اليها في ادارة الدولة وانما وجدت طبقة هشة وضعيفة ومرعوبة وممزقة نتيجة سياسات وجود وجور الانظمة الدكتاتورية فما كان حينها وهي المتوجة على ادارة البلاد الا الاستعانة بالقوى والاحزاب الدينية والمذهبية والاثنية التي كانت لها معها علاقات عمل وثيقة في المهجر قبل الاحتلال فاطلقت لها العنان للاستحواذ على الساحة السياسية والاستفراد بالحكم والسلطة بالرغم من افتقار هذه الاحزاب الى الخبرة الادارية والسياسية والاقتصادية في ادارة الدولة اضافة الى تشبعها بفكر منغلق وشمولي لا يؤمن بالديمقراطية كفلسفة حكم ولا بالتعددية السياسية والفكرية وانه سجين ايدولوجيته الدينية والمذهبية وتقاليده وتعاليمه السلفية المتشددة.
ان نهوض القوى الوطنية والديمقراطية والقومية مرهون بنهوض الطبقة الوسطى (الحاضنة الرئيسية للديمقراطية) وطليعتها شريحة المثقفين وتهيئة البيئة والوسط الامن والمستقر لممارسة نشاطاتها وفعالياتها وتكوين احزابها ومنظماتها واسنادها ماديا ومعنويا واشراكها في العملية السياسية من خلال تشريعات ديمقراطية عصرية كوضع قانون انتخابات جديد وتعديل الدستور تعديلا شاملا ومعاملة المراة على قدم المساواة مع الرجل في كل شؤون الحياة واشاعة قيم الديمقراطية والعدالة والتسامح وتبني برامج سياسية واقتصادية عصرية ومتقدمة.
عصام البصري: نشرت وسائل الاعلام البلاغ الصادر عن لقاء ثلاثي جمع الوطني الديمقراطي والشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية، ثم ظهرت حملة لنداء من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق. ارجو ان تلقي ضوءا على ذلك.
الجادرجي: اللقاء الثلاثي بين الاحزاب الشيوعي العراقي والحركة العربية الاشتراكية والوطني الديمقراطي كان ثمرة لاتصالات سابقة ومستمرة بين قادة هذه الاحزاب وكوادرها المتقدمة وبين قوى وشخصيات سياسية وطنية وديمقراطية اخرى. وتم فيه تبادل وجهات النظر حول التجربة السياسية الراهنة وافاق تطورها وتصحيح مسارها وسبل التصحيح والاسناد على ان تعقبها اجتماعات ولقاءات وحوارات اخرى للوصول الى الى اسلم صيغة للعمل المشترك الذي يصب في مصلحة تصويب مسار العملية السياسية.
عصام البصري: هل هناك دعوة للقوى الديمقراطية الاخرى لهذا اللقاء؟
الجادرجي: ان اللقاء الثلاثي حريص كل الحرص على دعوة اكبر عدد من القوى والشخصيات السياسية الديمقراطية الوطنية والقومية للانضمام اليه او المشاركة في الفعاليات السياسية التي يدعو اليها كما اننا نرحب باي جهد سياسي يصب في دعم العملية الديمقراطية او تكوين تحالفات او تعاون، وتنسيق لخدمة العملية السياسية لاننا لا نؤمن باي احتكار للعمل السياسي. ان اللقاء منفتح على كل القوى السياسية الديمقراطية والوطنية والقومية وزجها في العملية السياسية من اجل تصحيح مسارها واعادة بناء الدولة على الاسس الديمقراطية والوطنية.
عصام البصري: هل تخططون لفعاليات اخرى في هذا المجال؟
الجادرجي: ان اللقاء الثلاثي جاد لعقد مؤتمر وطني يطرح فيه برنامجه السياسي والاقتصادي المتفق عليه لمناقشته والحوار حول ما يرد فيه لاغراض انضاجه والوصول الى افضل صيغة يتفق عليها مع بقية القوى الوطنية التي ستشترك معنا. وهناك فعاليات عديدة نطرحها في وقتها تباعا للحفاظ على الزخم الذي افرزه النداء.
عصام البصري: تحدث النائب ورجل الدين المعروف اياد جمال الدين عن فصل الدين عن الدولة، في حين تتجنب القوى الديمقراطية ذلك.
الجادرجي: ان موقفنا من فصل الدين عن الدولة موقفا مبدئيا لا لبس فيه وسبق ان ابديناه سواء باجتماعات الحزب الدورية او بلقاءاتنا مع القوى والشخصيات الديمقراطية والوطنية او على صفحات جريدتنا - صوت الاهالي – ووسائل الاعلام الاخرى. اننا مع فصل الدين عن الدولة واستخدام الدين كوسيلة او ذريعة للوصول الى السلطة يضر بالدين وبقدسيته ولا يصب في مصلحة وحدة الدولة والمجتمع وذلك لما يتميز به العراق من تعدد ديني ومذهبي واثني. من هذا المنطلق المبدئي دعونا الى هذا الفصل، ودفعنا حرصنا على وحدة البلاد والمجتمع في كثير من المواقف الى الدعوة الى علمانية الدولة.
عصام البصري: هناك استياء واضح من الشعب بعد التغير، ولم يلمس الشارع أي تقدم رغم حصول الانتخابات والاستفتاء على الدستور وتشكيل حكومات متعاقبة، حيث تزايدت شكواه من الوضع الاقتصادي وتردي الامن في التهجير والقتل على الهوية والخطف وغيرها وبعضهم وجد انه لم يكسب سوى الفضائيات المتعددة وتنوع الصحف، فهل هذه اشكالية للديمقراطية؟
الجادرجي: حالة الاحباط التي يشعر بها المواطن حالة طبيعية لنظام المحاصصة الطائفية السائد وما رافقه من تسيس الدين ومن تهميش للقوى الوطنية والديمقراطية وما حدث من تداعيات امنية وتردي في الخدمات الضرورية وتفشي البطالة والفساد وفشل الحكومات المتعاقبة عن مواجهة هذه التحديات. ان الاحباط والاستياء لا تعد افراز من افرازات الديمقراطية وانما نتيجة اكيدة للاخطاء التي أُقترفت والمعضلات التي يعاني منها الشعب. ان الديمقراطية الحقيقية هي ليست اليات عمل سياسية فحسب وانما هي فلسفة حكم تقوم على اساس الشعب هو وحده مصدر السلطة والاليات هي وسيلة لتطبيق ارادة الشعب. ان ما نلمسه الان بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية وهو اليات عمل سياسية.
عصام البصري: شهدت مرحلة تعاقب الحكومات بالانتخابات ظاهرة تزوير الشهادات وخاصة العليا (الماجستير والدكتوراة)، كما توضح ذلك هيئة النزاهة. وتؤثر هذه الظاهرة على التعليم في العراق والدليل ما شهدت الامتحانات الوزارية الاعدادية في العام الدراسي الماضي. الا تجدون ان ذلك نتيجة لتجاوز القوى السياسية عن التدخل في شؤون التعليم؟
الجادرجي: ان ما نشهده الان من فساد وفوضى وتلاعب باموال الدولة وتزوير الكتب والوثائق والشهادات الدراسية حالة طبيعية لضعف الحكومة وغياب الديمقراطية وانعدام الرقابة الشعبية وانها صورة من صور الظواهر الشاذة، ولا يمكن معالجتها الا بتقويم الامور وتصويب اسس الحكم والتصدى للقيم الشاذة التي سادت المجتمع في الاونة الاخيرة جذريا ومنها الصراع الطائفي والانقسام المذهبي وتشويه الديمقراطية وحالات الفساد.
عصام البصري: تتعثر المصالحة الوطنية رغم المؤتمرات المتعددة والتصريحات الاعلامية، فهل نكتفي بالنية الحسنة لاقرار المصالحة الوطنية؟
الجادرجي: لا تتم المصالحة الوطنية بقرارات فوقية او تشريعات او قوانين وانما بممارسات واجراءات فعلية وعملية كتطبيق الديمقراطية والمساواة والعدالة ومعاملة المواطنين بصورة متساوية بصرف النظر عن الجنس والدين والمذهب والانتماء السياسي وتفعيل مباديء العدالة الجنائية التي تقوم على قاعدة معاقبة المسيء عن اساءته، وتعويض من اسيء اليه بما يتناسب مع حجم وما لحق به من اضرار مادية ومعنوية. اننا من دعاة المصلحة الوطنية الحقيقية المبنية على التسامح والعدالة.
عصام البصري: تعثرت مسيرة تعديل الدستور في العراق وتجددت الفترة للجنة تعديل الدستور وتطلب الان مهلة سنة. ويتذكر المواطن العراقي متابعة السفير الامريكي ابان كتابة الدستور. فهل تؤشر هذه ظاهرة استحالة التوافق بين العراقيين الا برعاية اجنبية؟
الجادرجي: وضع الدستور بعجالة وعلى وفق تحديدات زمنية ضاغطة ومن قبل لجنة تفتقر الى الخبرة والدراية في القانون الدستوري وانه جاء استجابة لمطالب خاصة لبعض القوى السياسية الفاعلة في الساحة السياسية العراقية ولم يكن استجابة لمتطلبات بناء دولة حديثة عصرية، لذا لابد من تعديله تعديلا شاملا بما يلبي حاجات الدولة الجديثة. وان أي تعديل عليه من قبل اللجنة التي وضعته سوف لايغير من جوهره اذا ما اعتمدت على ذات الاسس والاطر والتوجهات.
عصام البصري: اشكالية كركوك تم تدارسها في ايطاليا بين احزاب عراقية ونواب في البرلمان وبتدخل قوى اوربية وغيرها، فهل الاتفاق بين العراقيين لا يتم الا بتدخل الاجنبي؟
الجادرجي: مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها مشكلة معقدة لا تحل بالتعنت والتشدد وبالمواقف العاطفية والمزايدات السياسية وانما الحوار الهاديء البناء بين الاطراف ذات العلاقة مع الاخذ بنظر الاعتبار الاعتبارات التاريخية والديمغرافية لهذه المناطق. المشكلة اصبحت خطيرة ولابد من التصدي لمعالجتها والا فستكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
عصام البصري: رغم اعلان ميزانية ضخمة الذي تحدث عنها اعلام العراق طويلا، فلا زال المواطن يعاني ارتفاع الاسعار واشكالية الخدمات وغيرها. فهل الفشل في تحقيق ما يصبو اليه المواطن ينبع من امكانيات الدولة او ضعف اداؤها؟
الجادرجي: الموضوع ليس الميزانية وحجمها وانما المهم توفير الارضية والبيئة المناسبة لتنفيذ الخطة الاستثمارية ومن مستلزمات ذلك توفير الامن ووسائل النقل والكوادر الفنية والادارية والجهاز الرقابي الحازم لرصد حالات الفساد وتبديد الثروة وبدون ذلك لا يمكن ان يتم تنفيذ الخطة الاستثمارية بصورة سليمة ويجب الا ننظر الى الارقام الواردة في الميزانية فقط وانما خطتها التنموية وتنفيذها على ارض الواقع
عصام البصري: هل يحاول الوطني الديمقراطي اعادة ارتباط الاعضاء القدامى او من ترك الحزب غاضبا؟
الجادرجي: اغتنم هذه المناسبة لاتوجه الى كافة الاخوة الاعزاء من اعضاء الحزب القدماء ومن اصدقاء الحزب ومؤازريه بالعودة الى حزبهم ومؤازرتهم له للنهوض بمسؤلياته الوطنية والديمقراطية في تصويب العملية السياسية وبناء الدولة على الاسس الديمقراطية
عصام البصري: لماذا الحزب الوطني الديمقراطي هو الحزب الذي الذي ضم فئات الشعب؟
الجادرجي :لانه حزب وطني لا يؤمن الا بالعراق والعراقيين كمواطنيين متساويين، لا فرق بينهم لا من حيث القومية او المذهب او الطائفة، وان قادة الحزب كانو من جميع مكونات الشعب العراقي.
عصام البصري : ما راي الحزب حول الفيدرالية؟
الجادرجي : الفيدرالية والديمقراطية توأمان، ونؤيد الفيدرالية من حيث المبدأ، وخصوصا في العراق لانه متعدد القوميات والمذاهب والاجناس والاديان ويحتاج الى نوع من الديمقراطية اللامركزية، ولكننا في نفس الوقت اشد المعارضين للفيدرالية الطائفية او القومية التي فيها كيانات متعددة لكي لا تتحكم الاكثرية بمصير المكونات الاخرى

***********************
نصير الجادرجي احد قادة بيان« من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق» في حديث خاص مع عراق الغد
قضايا الوطن من منظور وطني عراقي ناصع
عراق الغد

http://www.iraqoftomorrow.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن