الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تنفذ الحكومة وعدها للمزارعين متضرري الصقيع..؟

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 2 / 3
القضية الفلسطينية


في أعقاب كارثة الصقيع التي سحقت المئات من مزارعينا الفلسطينيين-- وخصوصا الصغار منهم-- سارعت الإغاثة الزراعية الفلسطينية وانطلاقا من مسئولياتها الوطنية والتنموية، التي لم تتخل عنها منذ تأسيسها قبل ربع قرن.. سارعت للتحرك في أكثر من اتجاه-- الأول باتجاه الحكومة بهدف اطلاعها على حجم الكارثة التي لحقت بالمزارعين وبضرورة قيامها بتعويض المزارعين عن خسائرهم .. والثاني باتجاه المزارعين حيث وجهت عشرات الفرق من المهندسين والفنيين العاملين لديها، للوصول مباشرة إلى المزارعين في حقولهم ومزارعهم، ورصد حجم الخسائر والقيام بعملية توثيق دقيقة للأضرار بالأرقام والصور.. والثالث توجيه أطقم الإغاثة الزراعية ومتطوعيها-- وبالتعاون مع نشطاء اتحاد المزارعين-- لجمع تواقيع المزارعين المتضررين من كارثة الصقيع على مذكرة تطالب الحكومة الفلسطينية بإنشاء صندوق خاص، وظيفته تعويض المزارعين من أضرار الكوارث البيئية، وكذلك للمطالبة بسن قانون خاص للتامين الزراعي-- يوفر الحماية للمزارعين الذين يتعرضون لجرائم الاحتلال، ويوفر لهم شبكة أمان ضد الخسائر الناجمة عن انقلابات السوق وعن الكوارث البيئية.
وفي زمن قياسي استطاعت فرق الإغاثة الزراعية ونشطاء اتحاد المزارعين، انجاز مهمة جمع المعلومات المطلوبة عن كارثة الصقيع، وجمع آلاف التواقيع من المزارعين.. وعلى الفور تم تحديد لقاء عاجل مع رئيس الوزراء سلام فياض ووزير الزراعة محمود الهباش وبين وفد الإغاثة الزراعية المكون من رئيس مجلس إدارتها إسماعيل دعيق ومديرها العام خليل شيحة.. وقد قدم وفد الإغاثة الزراعية شرحا كاملا للأوضاع، مدعما موقفه بالأرقام والصور، وكذلك قدم الوفد رزمة المطالب التي رفعها المزارعون.. واستمع رئيس الوزراء بعناية فائقة لكل ما عرضته الإغاثة الزراعية، وكعادته أحال السيد رئيس الوزراء كل المطالب إلى الجهات واللجان الحكومية المختصة، ووعد بسرعة تحرك الحكومة، وتحقيق ما أمكن من مطالب المزارعين..
وللحقيقة فان كارثة الصقيع قد حظيت بالاهتمام اللازم من قبل كافة الجهات الحكومية ومعها أيضا المؤسسات الأهلية، وكذلك اطر الفلاحين المختلفة، وتحركت معها وسائل الإعلام بنشاط،، مغطية الحدث من جميع جوانبه، وعاكسة الأوجه المختلفة لآلام وخسائر المزارعين... الأمر الذي أسهم في التخفيف من ثقل الكارثة التي نزلت بالمزارعين، وجعلهم يشعرون ولو مؤقتا بان هناك من يحس بوجعهم، ويحرك ساكنا لمداواة جروحهم... وبدا المزارعون يعلقون الآمال العراض على الوعود التي قدمها لهم عدد كبير من المسئولين الحكوميين، الذين زاروهم في مناطقهم، والتقوا معهم في عشرات الورش والاجتماعات..
ورغم أن تجارب المزارعين مع تعامل الحكومات المتعاقبة مع قضايا التعويضات مريرة جدا، حيث كانت التعويضات توزع بشكل غير عادل، وكانت المحسوبية تطغى على كل عمليات التعويض، متسببة في إيقاع الظلم الفادح بصغار وضعاف المزارعين، ولم تكن عمليات حصر الأضرار ودفع التعويضات للمتضررين تسير بشكل منصف أو شفاف ونزيه، وكان يحيط دوما بعمليات التعويض ظلال وشبهات.. رغم كل ذلك.. ورغم أن المزارعين لم ينسوا تجارب الماضي.. إلا أنهم لم يفقدوا هذه المرة أيضا الأمل بالحصول على التعويض المناسب، وهم مصممون أكثر على متابعة قضيتهم بانتباه شديد وبمثابرة مختلفة، وهم يطالبون الحكومة بان تسرع عمل اللجان التي كلفتها بالعمل، ودفعها لتوخي الدقة، وللنظر إلى مطالب المتضررين وشكاويهم بعيون فاحصة، وان تبتعد كليا عن المحسوبية، لان من شان ذلك تعزيز ثقة المزارعين بالحكومة-- بعد أن تراجعت هذه الثقة طيلة السنوات السابقة.
مخيم الفارعة – 2/2/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا