الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يتجاوز اليسار العراقي التقليدية والديماغوجية

عبد العالي الحراك

2008 / 2 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


التقليدية بمعنى السير وفق قوالب ثابتة غير متجددة , رغم ان المكان والزمان وظروفهما قد تغيرت كثيرا . ويتطلب الامر استحداث اساليب وطرق جديدة في العمل السياسي لدى معظم التنظيمات السياسية وهي تسمى تقليدية. الديماغوجية صفة اخرى مرافقة للتقليدية , فالحزب السياسي التقليدي بالضرورة يكون حزبا ديماغوجيا , بمعنى انغلاقه على نفسه في تفسيره للمبادي , التي يؤمن بها ويفترض ان يسير عليها . فمعظم الاحزاب اليسارية العراقية تمسكت بالتقليدية منذ نشأتها ولم تتطور, او تستحدث اساليب نضالية جديدة و طرق مخاطبة الشعب مختلفة عن الطرق التقليدية , رغم ان الحياة في تطور كبير ورغم ان الظرف العام في العراق مختلف كثيرا عن ظروف اخرى , واقربها تلك التي كان يعيشها العراقيون قبل سقوط النضام فبالرغم من استثنائية المرحلة سارت الاحزاب اليسارية العراقية على نمطية قديمة في تفسير الاحداث وعرضها في صحافتها بشكل بارد لا يجذب القارىء لقرائتها , بالاضافة الى طريقة اخراج هذه الصحف وتبويبها بالعناوين والاخبار التي تنقل بطريقة كلاسيكية لا توحي بانها جريدة لحزب يساري يفترض ان تكون في الطليعة بين الصحف الموجودة , رغم صعوبة الظرف وخطورة الاحداث .. ثم ان احزابا يسارية ما زالت متشبثة جدا بالاطروحات الايديولوجية الثابتة وان كانت صحيحة في الخط النظري العام ناسية ان المرحلة الحالية والتي ستطول هي مرحلة وطنية عامة لا يمكن ولا بأي حال من الاحوال طرح موضوعة الصراع الطبقي مثلا والطبقة العاملة , ليس فقط لانها لم تحدد ولم تنضج بالمستوى الموجود في المجتمعات الصناعية المتقدمة بل ان الشعب الان يعيش ظرف عام والطبقات فيه متداخلة وتعاني تقريبا نفس المعاناة وتكافح في سبيل تحقيق نفس المطاليب , فتعاونها وتوحدها اساسي وضروي لتحقيق المطالب العامة في حق العمل والسكن والصحة وتوفيرالماء والكهرباء وتحرير البلاد من الاحتلال والطائفية . وهذا يحتاج الى تكاتف عموم الشعب بطبقاته المختلفة , ولا بأس ان يؤمن الحزب اليساري بمبادئه الفكرية السليمة ولكن عليه ان يدير المرحلة ويوفر مستلزمات نجاحه وتجاوزها نحو تحقيق المراحل الاخرى وصولا الى العدالة . فكيف القفز على مرحلة مهمة جدا والحديث عن الاشتراكية التي ستكون فهما ديماغوجيا لها والحزب والشعب مقيد ضمن ظروف اخرى اكثر عمومية وشمولية ولا يحتاج الى خلافات ثانوية مع احزاب وقوى وطنية تشترك معه في هذه المرحلة الوطنية العامة. العمل الوطني السليم يعتبر مرحلة مهمة في نجاح العمل القادم من اجل الاشتراكية فمن يؤمن بالنظرية بطريقة ديماغوجية كمن ينتحربفقرات ايديولوجيته التي فهمها خطئا ويطبقها خطئا. مقاومة الاحتلال الامريكي ايضا يجب ان تكون بكل الوسائل والطرق الممكنة دون انتحار ودون تكليف الشعب فوق طاقته. فالتوعية الشعبية العامة , مرحلة من مراحل المقاومة.. المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات على ما تقوم به قوات الاحتلال مستوى عال من المقاومة.. التحالف الدولي مع منظمات يسارية توفر دعما دوليا للمقاومة من اجل التحرير وايصال صوت الشعب العراقي الى العالم عبر الهيئات والمنظمات الدولية ... مقاومة الطائفية ورفض خططها نوع من المقاومة.. وهكذا.... وليس فقط بالسلاح , فهو المرحلة الاخيرة ان لم تفلح المراحل الاولية الاساسية . مقاومة الاستغلال والظلم والمطالبة بالحقوق والحريات الاساسية نوع مهم من المقاومة ... ومواجهة العولمة الامريكية الظالمة بالتحالف مع قوى الخير في العالم وليس الانغلاق على الذات كما تفعل حكومة الائتلافات الطائفية الحالية . بمعنى ان المقاومة ليس خنوع ومجاملة مع الاحتلال او اصدقاء الاحتلال ولا هي انتحار عبثي بل الاستخدام الأمثل للعقل وللمنطق والنظر الى الظروف والقوى الذاتية والموضوعية وكيفية تطويعها في سبيل النصر . لا بأس من تعدد اطراف اليسارفهو تعبير عن تعدد وجهات النظربشرط ان يسودها الحوار والنقاش والعمل المشترك وفق المشتركات وهي عديدة و تزداد في هذه المرحلة ... ان يتحاور هذا التعدد ويتعاون دون حرب ودون عنف ودون تجريح او تسقيط يدفع العمل المشترك لليسار خطوات كبيرة الى الامام . كل طرف يجب ان يتحرك ويعمل وفق امكاناته النظرية والعملية فقد يكون في الامام او في الوسط ومن يتعثر في الخلف يجب ان تعطيه الدعم والمعونة القوى الموجودة في الامام دون يأس او احباط . المهم ان يتجاوزاليسار عموما حالة التقليدية والروتينية التي يعيش الان , وينتقل الى حالة التحديث والتجديد , وابتكار الحلول الممكنة من الظروف نفسها . الاحزاب الوطنية واليسارية التي دعت الى التعاون المشترك من اجل بناء الدولة العراقية الديمقراطية المدنية عليها مهمة التخلص من الكلاسيكية والتقليدية في العمل , وهو واجب كوادرها الواعية والمثقفة التي لم ينشط معظمها لحد الان للاخذ بهذه الدعوة الى حيز الظهور والانتشار بين الناس من خلال الكتابة حولها وتوضيح شروط نجاحها وتقدمها فلم نلحظ الا مثقف ناشط واحد او مثقفين , اما الاخرون فما زالوا ينظرون لأمور كلاسيكية تخص النظرية الماركسية وجوانبها التي لم يكن الوقت وقت البحث فيها . اتمنى ان يطلق المثقفون وبالاخص اليساريين الحرية لأفكارهم , لأن تنطلق خارج المكاتب الحزبية الى الشعب لان الكلمة الهادفة الصادقة في هذه المرحلة, لها دوي هائل وكبير, واحي في هذا الجانب الكاتب والمثقف القدير الاخ ياسين النصيرللهمة والعزيمة الواضحة في سبيل انجاح الدعوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليسار يتصدر انتخابات فرنسا، ما هو تحالف الجبهة الشعبية الجد


.. بعد فوزه بالانتخابات. . ما الأحزاب الفرنسية المشاركة في تحال




.. النائب عن تحالف اليسار ديفيد غيرو: سنعرض مرشحنا لشغل منصب رئ


.. نائب المستشار الألماني يرحب بفوز اليسار على أقصى اليمين في ا




.. بعد الانتصار.. معركة جديدة في صفوف اليسار الفرنسي؟