الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريق البنك المركزي .. من التالي؟

حسن طبرة

2008 / 2 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن ظاهرة حرق المؤسسات الحكومية ظاهرة جديدة نوعاً ما على الساحة العراقية ، حيث بدأت بعد 9/4/2003 وسقوط نظام البعث وقيام العديد من العصابات الصدامية بعملية إحراق المؤسسات الحكومية كالوزارات والهيئآت إضافة إلى المقرات الحزبية بغية التمكن من إتلاف أكبر قدر ممكن من الوثائق والأدلة التي تدين النظام السابق ومن معه من البعثيين والمنتفعين بالجرائم المتنوعة ، وخاصة الأوراق الرسمية التي كانت تابعة للمؤسسات الأمنية السابقة والتي تكشف عن إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في العراق .
أما الوزارات الأخرى فكانت تحتوي على وثائق تشير إلى جرائم الفساد المالي ونهب المال العام وخاصة جرائم الفساد الدولي والتي تم كشف الكثير منها ، كجرائم الفساد التي ترافقت مع ماسمي ببرنامج النفط مقابل الغذاء الدواء الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة آنذاك ، فضلاً عن الرشى الدولية التي كان النظام السابق ينمحها للمسؤولين الكبار في بعض الدول المجاورة وغير المجاورة والشركات والمؤسسات الإعلامية بغية تلميع صورة النظام والتطبيل الإعلامي له على الصعيد الدولي والأقليمي وكذا الحال مع عمليات غسيل الأموال العراقية لغرض فتح أرصدة للنظام في المصارف والبنوك الدولية .
أما الآن وبعد إنحسار عمليات الحرق الصدامية عادت إلى الوجود مظاهر حرق المؤسسات الحكومية حيث دشنت بعملية حرق البنك المركزي العراقي وخاصة الجناح الخاص بمكتب المفتش العام ، ومع تعدد وإختلاف الجهات المستفيدة من هذه العملية إلا إن الهدف واحد ، أي إخفاء وإتلاف أكبر قدر ممكن من الوثائق الرسمية التي تدل على تورط جهات معينة خارجية وداخلية بجرائم فساد مالي وإداري حسب تصريح الشيخ صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي والذي حذر بدوره من عمليات الحرق التي ستطال الوزارات الحكومية الأخرى لنفس السبب ومن أبرزها وزارة التجارة التي وجهت إليها أصابع الإتهام بالفساد اكثر من مرة.
لذا ندعو المؤسسات الحكومية المعنية بمكافحة الفساد المالي والإداري وخاصة مكاتب المفتشين العموميين وهيئة النزاهة إلى إتخاذ التدابير اللازمة من أجل وضع حد للعمليات التخريبية من خلال العمل على وضع خطة وبرنامج عمل بهدف الحفاظ على الوثائق الرسمية المهمة والخطيرة ، وبالتالي ستكون عمليات الحرق والإتلاف غير مجدية بالنسبة للجهات المفسدة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ