الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام جديد و طريق جديد

ثائر دوري

2003 / 12 / 9
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


 بعد عدة أيام يبلغ عمر(( موقع الحوار المتمدن )) سنتين . و هذه مناسبة لتقليب الأمر على عدة وجوه فأن تكبر سنة يعني أن تصير أكثر نضجاً و أن يصبح المحيط أقل ميلاً للتسامح مع هفواتك و عثراتك لأنك كبرت.
أولاً – لا شك أن تطور صناعة المعلوماتية العاصف قد ترك بصماته على عالم النشر و الصحافة ، فإذا كان الأمر قد بدأ بأن تضع الصحف المطبوعة مواقع لها على الأنترنت ، فإنه مع الحوار المتمدن أخذ صيغة أكثر ملائمة لثورة المعلوماتية . موقع على الأنترنت فك ارتباطه بفكرة الصحيفة المطبوعة و أعلن عن نفسه ابناً لهذه الوسيلة الجديدة ، الأنترنت ، و هذا هو طريق المستقبل لأن صحافة الأنترنت ، أي المواقع ، قد خلقت ثورة حقيقية في تبادل الأفكار و المعلومات و تجاوز الحدود و الرقابة على الأفكار . لقد أدخلتنا الأنترنيت في عصر ديمقراطية النشر و المعرفة . صار بإمكان كل إنسان اليوم مهما كانت إمكانياته المادية ضئيلة أن يصبح ناشراً بفضل الأنترنت . و هذه خطوة مهمة في عصر أصبح الإعلام فيه بيد حفنة من الإمبرياليين و الصهاينة و المتصهينين كالمقبور ماكسويل و زميله الذي لا زال يعيث في الأرض فساداً روبرت مردوخ مروراً بأباطرة الإعلام من اليهود الروس ،  و آخرين لا هم لهم سوى جمع المال و إدامة سيطرة الإمبريالية و الصهيونية على العالم عبر تخريب العقول و قد وصل بعضهم إلى حكم دول كبيرة و متقدمة مثل بيرلسكوني في إيطاليا بفضل التهويش الإعلامي و غسيل العقول الذي يمارسه .
لقد منحنا النشر على الأنترنت فرصة مهمة للتحرر من سيطرة هؤلاء .
ثانياً – لا بد أن أشير إلى أن برنامج عملي اليومي يبدأ بفتح عدة مواقع و قراءة المستجدات و المقالات فيها و منها الحوار المتمدن ، الذي يميزه هذا الغنى  و التنوع ، مع وجود الشيء و نقيضه بشكل مبالغ به أحياناً . و أذكر أنه حين توقف قبل عدة أشهر بسبب مشكلات فنية شعرت بفراغ كبير لا يعوض .
ثالثاً – و هذا يدخل في إطار النقد . أعترف أني أحياناً و بصعوبة أستطيع هضم بعض ما يوجد على الموقع من آراء سياسية لا تدخل في منطق و لا يقبلها عقل . و صادرة عن حقد و جراح شخصية . و أرجو أن يتسع صدركم لقبول نقدي .
أنا ممن يعتقدون أن ما ينقص الموقع حتى الآن هو السياسة العامة . فلا يوجد حرية منفلشة هكذا بدون ضوابط . أفهم الحساسية المفرطة تجاه تعابير مثل ، الحرية المضبوطة  ، نشر ما يتوافق مع السياسة العامة ..................الخ من كلمات كان و ما زال يستعملها الطغاة لقمع الرأي الآخر . لكن مع ذلك سأقول أني لا أستوعب  و أنا ابن أمة معتدى عليها و تذبح كل يوم في أكثر من موقع و بيد واحدة هي اليد الأمريكية ، لا أفهم الحرص المبالغ به على نشر آراء تؤيد الإمبريالية و تعتبر الغزو تحريراً ، رغم أن الأمريكان أنفسهم يسمونه احتلالاً و قد استصدروا  قراراً من مجلس الأمن بهذا الخصوص . لا أفهم وجود هكذا مقالات في موقع يعرف نفسه باليساري ، اليسار الذي بنى وجوده تاريخياً على أنه نقيض  الإمبريالية وعلى التبشير بنظام اقتصادي اجتماعي مغاير للنظام الرأسمالي . لا سيما أن بعض هذه المقالات  يدخل  ضمن اللا منطق و غير قابل للنقاش ، كالأخ الذي اعتبر أن الذين تظاهروا في لندن ضد زيارة بوش هم  من عملاء النظام السابق !! ثم يأتينا بعد عدة أيام بمقال عن همجية ( العربان ) ، هكذا يسمينا ، الذين يستخدمون الحمير في عمليات حربية ضد الأمريكان و يقارن ذلك بإنسانية الغرب الذي شكل جمعيات للرفق بالحيوان !! و الغريب في الأمر أننا لم نسمع يوماً منه كلمة واحدة عن الشيوخ و النساء و الأطفال الذين يقتلون يومياً بالـ (( الاستخدام المبالغ به للقوة من قبل الأمريكان ، و الذي يمكن تبريره )) كما صرح أحد المحترمين من مجلس الحكم بعد مجزرة سامراء .
أدرك حجم معاناة الناس من الأوضاع السابقة و حجم الجراح و الآلام التي عاينوها و عاشوها في السجون و المنافي . لكن الأحقاد لا تصنع سياسة . فكيف بالأمر إذا كان المطلوب من اليسار أن يصنع عالماً بديلاً ؟
أتمنى لكم النجاح و التوفيق و الوصول إلى ما هو خير  لعراقنا و لأمتنا . و أقدر جهدكم في تشغيل و اختيار مقالات الموقع و هو جهد يحسب لكم و تشكرون عليه
تحياتي لكل القائمين على الموقع 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت