الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى لوركا بيراني الآتي من الشمال

تغريد كشك

2008 / 2 / 5
الادب والفن


لوركا كان هناك
جاءني صوته من البعيد
مثل حلم يتعالى
فوق قمم جبال الشمال الحزين
صوته ارتدى ملامح الصمت
ترجل عن حلم الشمال
**********
جاءني صوت لوركا
يبكي جبال الشمال
ذاك الشمال المقدس
المترع ببقايا الأمل
يتمرغ بالوحل المبلل
فوق رمال اللاذقية
صوت لوركا أهداني للعتمة
اغتصب خلوتي اللذيذة
شتت أفكاري المتعبة
اختطف بقايا الضوء
***********
البارحة، لوركا كان هناك
يحرس أزقة أفكاري الخجولة
أنا ولوركا تحدثنا بالرموز
شربنا القهوة في مكانين مختلفين
كان لوركا يقرأ أفكاري
وكنت أسمع بوح حروفه
**********
عينا ه من جديد
تطلان خلف المطر
كان هناك ينتظر الطريق
ليرحل باتجاه الشمال الحزين
شفتاه ثورة من صمت
بعثرت كلماتي
ساقتني نحو ميادين الغضب
أصابعه الباردة نقشت فوق جسمي
اسطورة الفرح القادم
من خلف البرتقال الحزين
************
لوركا كان يجلس هناك
إلى جوار نافذة الأمل
يرتب الكلمات
يشعل منارات المرافىء البعيدة
هنا، يختلف المكان
الزجاج لا يسمح لي باستراق النظر
لكنه يمنح للكلمات أشكالاً أخرى
ويمنح للمطر فصولاً أخرى
************
هنا، صوت لوركا يرنم للإله
صوت لوركا يغني للمطر
لوركا كان هنا
لكنه رحل باتجاه الشمال
*********
بين لوركا وعيوني
وقف المطر
زجاج النافذة الملون
صرير الباب
ومئات الكيلومترات
تفصل تلك الدويلات
**********
بين لوركا وعيوني
وقف الشمال
وجع السجن
وبرد الشتاء
بردٌ يرتدي سكون المكان
هواءٌ يتغلغل داخل
قمصان الشتاء الملونة
أجساد ترتعش داخل المعاطف
أرصفة تلتحف التلج
********
بين لوركا وعيوني
آلاف النغمات
أغاني الكورد والفرس واليونان
موسيقى تعود لطوائف وملل وأديان
بين لوركا وعيوني
يقف الشمال
حديث المقاهي
دخان السجائر
رائحة البن المحمص
*******
لوركا كان زائر الشتاء
صور من ألوان الضباب
من أصوات المطر
متوالية من لغة الأرقام
*********
لوركا غيّر مفهومي عن الرحيل
فنحن إلى الآن لم نفترق
لوركا كان هناك معي
وهنا كنا تحت المطر
لن نفترق حتى
يحين هجوم المغول الجدد
سأبقى أعانق وجه لوركا
ووجه السماء
*********
رائعة كانت رحلتنا
نحو الشمال
رائعة كانت
حكايا المحال
حبك باقة من ريح
وأنت الشمس
وشوقي إلى الشمال
رصيف من قلق
طريق من ضباب
********
الآن يجتاحني الملل
تأتيني عروض السفر
فأزداد للشمال حنيناً
راحلة أنا إلى
حيث الانتظار
إلى حب المرايا
وعشق الصور
راحلة أنا لأكرر أنفاسي
لأضحك وشيء كبير بصدري
يعادل حبي للشمال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل