الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بد من خطوات اكثر جرأة وموضوعية

ثائر سالم

2008 / 2 / 5
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


اذا استبعدنا منظار /معيار، النوايا الحسنة ، الايمان او الاخلاص، لقضايا الديموقراطية ومجتمع التمدن والعدلة الاجتماعية ( باي معنى ؟)، التي اريد لها ان تكون ارضية الاجتماع السياسي، لقوى لاشك انها متقاربة ، في ثقافتها السياسية العامة، وفي رؤيتها لكيفية ادارة السلطة وصراع السياسات فيها او خارجها ، فان هذا الاتفاق لايشكل الارضية الكافية او المطلوبة ، لبلوغ الاهداف التي اعلن عنها مشروع الملف/ النداء.
رغم مشروعية الاهداف التي اطلقتها ، فان الصيغة، التي قدمت فيها ،.بدت تعويمية ، متناقضة، مشوشة، انتقائية، ملتبسة، في نقاط التقائها، ..و متعسفة وهي تحاول اعادة الحياة ، الى صيغ ، باتت كانها ذكريات ماضي بعيد،.. لم تعد مألوفة.. ،او غريبة لم يعشها الناس والبلد يوما. فقد كانت هناك دولة مدنية ، منذ زمن طويل ، ولكن الناس ناضلت ، من اجل الديموقراطية . ولكنها لم تفقد مدنيتها فحسب وانما، ايضا حريتها في تقرير مصيرها ، وقرارها المستقل ، السيادي والسياسي. ولتكتشف بعد كل ذلك ، انها لم تحصل اصلا على الديموقراطية....الا اذا اعتبرت المحاصصة ، الاقصاء، والاجتثاث ، ديموقراطية؟ والقبيلة ، الطائفة ، التعصب والثأر والقتل، الميليشيات، بنى المدنية والمجتمع المدني .
لابد لهذا الاضطراب..التشوش...التناقض ، في المشهد العام ( السياسي ، والاقتصادي ، والثقافي )، للبلد، ..لابد له ان ينعكس ، على اي قراءة فكرية ـ سياسية ، جادة ، ومحاصرة ، وفي ظروف استثنائية. وتقع تحت مطرقة ضغوط قوى واطراف متعددة ، الاتجاهات والاهداف...خارجية، دولية او اقليمية، الاحتلال الامريكي والتدخلات الاقليمية. او داخلية : قوى اليمين والتعصب الطائفي، والقومي (اليساري!)، التي تتصدر المشهد السياسي، وتتحكم بالقرار. اما على الضفة الاخرى والاهم ...فتواجه ضغط الشارع والناس، التي تعاني من اعتداءات ، مظالم ، وجرائم، لا حدود لشكلها او مداها او مصدرها، المحتل ، او قوى الجريمة المنظمة ، او الارهاب او ارهاب الدولة.
الا ان كل تلك العوامل والظروف ، تواجه بمقاومة او معارضة ، او محاولات تصدي. فالناس ليس موضوعا خاملا ، سلبيا ، لا حول له ولا قوة لهم بالكامل . فهم ينطمون انفسهم في الا حياء السكنية ، للدفاع عن اهلهم واحيائهم ، من هجمات عصابات الموت والارهاب والميليشيات .
واذا ماتوفرت الارادة السياسية ، والكيان السياسي الذي يحسن ، استخدامهم . سيكون الوضع مختلفا ، وستكون للناس تعبيراتهم السياسية، الاكثر فاعلية ، قدرة على التقاط عناصر القوة في الوضع ، وتقديم رؤية ، برنامجا ، اكثر واقعية ، مع مراعاة: مؤشرات / معايير ، قياس، محددات،.. يفرضها المضمون( الاجتماعي ـ السياسي) ، ومستويات تجلي ،...يمكن فيها اختبار تلك الاهداف المنشودة، او وسائل بلوغهأ.

مافهمته ان الملف هو مسعى يتجه نحو ، تكوين رؤية اقرب الى برنامج عمل سياسي ، ستراتيجي يعتمد ، ..في المرحلة القادمة، مشتركات تلك القوى، او هكذا ارجو ان يكون، اكبر من محاولة تجميع للقوى ، لخوض معركة انتخابية ، يمكن ضمان بضعة مقاعد فيها. بقراءة ما، لا يمكن الاختلاف مع القضايا التي يتوجه اليها المشروع. لاسيما حينما تكون في المشروع ، قوى تتمتع ، تاريخيا، بدرجة من الاحترام والمصداقية ، في الحياة السياسية والحركة الشعبية ، ولم يعرف عليها في الظروف الحالية اية شبهات ، تتعلق بالذمة والامانة والصدق .
فالقوى صاحبة الدعوة ، هي ابعد القوى عن شبهات الفساد ، السرقة ، الجريمة المنظمة ، المليشيات، والتنازع على السلطة. الا ان نظافة اليد والتاريخ ، والنوايا الحسنة ، والاخلاص في العمل ، من اجل المثل التي التفوا حولها ، ...لايمكنها في الظروف العادية ،... الحياة السياسية السليمة، ان تكون ، كافية للنجاح في مشروع كهذا، ...فكيف والبلد في وضع كالذي عليه الان؟ وهل يمكن لتلك الظروف الا ان تنعكس ، بشكل و بدرجة ما على ، منهجية ، رؤية، اهداف المشروع ، ورهاناته؟.
ولكن هل اكتشف اليساريون ، والديموقراطيون ، اليوم ذلك فجأة؟
ام انه تعبيرا عن التراجع عن خيارات او رهانات سابقة ، بات واضحا خطأها. ابتداء من الانظمام الى مجلس الحكم ، مرورا بالخضوع للابتزاز ، الفكري والسياسي ، لقوى التعصب الطائفي والقومي، المرتبطة بالاحتلال ، انتهاء بتخلي اقوى الحلفاء العلمانيون ، التحالف الكردستاني ، عنهم. ام انه قراءة ، لبلوغ مشروع المحاصصة والطائفة، نهاية الطريق المسدود ، وفشله، بعد ان باتت اكثر القوى الشعبية تريد الخلاص منه ؟ ورغم الاتفاق مع هذا الرأي. الا ان محاولة المشروع ، تشكيل اجماع على، شكل دون تعيين لمضمونه ، بمواصلة الاحتماء بالهروب للعام،..لن يكون المساهمة المطلوبة. ولا المنتظرة.

على قوى اليسار، ان يثبتوا للناس ولنفسهم ولجمهورهم ، انها ليست قوة عاجزة ، يحملها تاريخها السياسي فقط ، وانما حاملها التاريخي الحقيقي، ..جماهيرها التي تمثلها وتدافع عنها. وهي ايضا ليست قوة معتمدة على دعم وتفضل الاخرين ، حلفاء او انتهازيون . وانما العكس، فهؤلاء هم من بحاجة لمكانة اليسار الشعبية .
عدم الدقة في تعيين الاهداف، القفز على عوائق ومطبات، لا زالت تواجه الواقع السياسي ، وتشكل اكبر التحديات السياسية ـ الفكرية: كمشكلة الطائفية السياسية والثقافية، الحرية السياسية والفكرية ، مسألة الفيدرالية والقضية الكردية والاقاليم، علاقة الدين بالدولة ، شكل الدولة ، الدستور ، قضية الاحتلال... اضعف ممكنات وفرص، انجاز مقاربة نظرية وسياسية ، للواقع ، اكثر جدية.
ان المشروع بصيغته وتوجهاته الحالية ، ليس سوى مشروع حسن نوايا ورغبات، ان لم يكن تعاملا كسولا ، مرتبكا ومستسلما ، للوضع، وتلك الاسس ، التي تشتكي منها ، هذه المحاولة ذاتها . والتي آمل ان يكون قد تم التوصل ، الى قناعة تامة بان هذا الطريق هو طريق مغلق، لن يفضي الى الاهداف المنشودة. وان تكون خلاصة السنوات الماضية واضحة ، وهي : يجب التوقف ، عن كل محاولات ترقيع العملية السياسية . فالخلل كامن في اسسها .
لا امل في الاستقرار ، ولا مستقبل للديموقراطية ، والعراق كبلد ، مع بقاء هذه الاسس التي قامت عليها ، العملية (الديموقراطية )الحالية..العملية السياسية.
يجب ان يكون واضحا وملموسا ، لليساريين والديموقراطيين قبل غيرهم ، ان مهمة المشروع تقديم ، رؤية وبرنامج عمل، واضح ، لا يحتمل التأويل ، والالتباس في المواقف. فوضوح المهام ، واقعيتها ، الثقة بقدرة الناس والاعضاء ، على العمل فيه ، كانت دوما الارضية التي يتحول عليها ، المشروع الى حقائق تعاش. يجب اعادة الوضوح والصفاء ، الى برامج عمل هذه القوى ، التي قدم اعضائها ولازالوا ، تضحيات جسورة في مختلف الظروف.

الشفافية والصدق الجراة في المواقف، والاخلاص للمضمون الاجتماعي ، لقوى اليسار وانحيازها ، هو ماابقى لهذه القوى درجة المصداقية ، في وجدان الناس. والى حد ما في عموم الحركة السياسية. شعور او اعتقاد قسم من اعضاء حركة اليسار ، ان حركتهم باتت شيئا من الماضي، كيانا غير حي لا مستقبل له ، ليس لديه القدرة والقوة الذاتية ، على احتلال موقع ما في خارطة العملية السياسية ، لا سباب هي مفهومة على الاغلب ، منها:
تعقيدات المشهد وصعوباته ، وسيطرت قوى سياسية مناقضة تماما لقيم اليسار ، على السلطة السياسية، والشارع ، بفعل عوامل طارئة واستثنائية ، داخلية وخارجية . مشهدا كان اكبر من طاقلة ، اللذين لم تساعدهم ظروف الوضع السابق ، على التعرف ، على قيم اليسار. و بسبب تخلق البنية الاجتماعية ، فان الاغلبية جاءت من بيئات ريفية ، ثقافة او نمط حياة. وذلك ما اعاقه من اقامة صلة ، اعمق بمشروع اليسار الفكري . فكانت الكثير من تلك الهويات ، هي الاعمق في وعيه وثقافته .
كيف سيتم التعامل ، في ظل الفوضى التي خلقت هذا الارباك المقصود في لوحة المجتمع السياسية والاجتماعية ؟
في المشهد العراقي اليوم، هناك عملية خلط اوراق، لامثيل لها في تاريخه . وربما متفردة على مستوى المنطقة والعالم ، من حيث تنوع وسعة تناقض مظاهرها واطرافها واهدافها .
قوى رجعية في لباس ديني او قبلي او طائفي او قومي ، مكتفية بذاتها التاريخية، منغلقة على ساحتها الفكرية، تمتلك درجة من التعصب ... لا تستطيع الا نفتاح على اية رؤى عصرية ، تهدد بنيتها الفكرية والاجتماعية........ولكنها ذات قاعدة اجتماعية شعبية، واسعة . وقسم منها ، جمهورها الاعظم من الطبقات الكادحة ، منحازة فكريا وسياسيا ، لمصالح تلك الطبقات المسحوقة ، ..وهي ايضا ترفض حتلال ونهبه لثروة البلد ، ولوجوده وبقائه.
في الخندق الاخر المقابل ، تقف قوى ، ديموقراطية ، متمدنة، لا يوجد ما يمنعها من الانفتاح ، على العالم والعصر ولكنها، مرتبطة بالاستعمار. وهي مستعدة للتفريط ، بثروة البلد، والتخلي عن سيادته وحريته، والقبول بديموقراطية
العهد الملكي ـ البريطاني، في احسن الافتراصات . وهي بالتاكيد لا تشارك ، اليسار موقفه الاجتماعي .

من هذه الصورة الملتبسة ، المتناقضة ، الاشكالية ،....للمشهد السياسي الحالي، تنشأ اشكاليات الملف:
للممارسة السياسية ، اليومية ،هامش مناورة وحركة ، ردود افعال على سياسات . ولكن ذلك لا يرتقي الى الى مستوى ستراتيجيات وسيايات ، مكافئة ، معارضة ، او مواجهة . السياسة يجب ان تتسم ، بدرجة من الثبات في الاتجاه العام ، الذي يمكن ان يمنحها هويتها التي تتمايز بها ، وتعبر فيها عن مصالح الجماعات التي تمثلها .

ولهذا هناك حاجة ملحة ، وقبل البدء بالمشروع، للتحديد الملموس:
نظريا : اليسار مفهوم ، تاريخي ، و نسبي ، ..يتباين بتباين المجتمعات ، وعصورها وظروفها، والظاهرة التي يقارن فيها . فهناك يسار في كل تيارات الفكر ، ليبرالي ، قومي ، ديني ، ماركسي ، شيوعي.
1 ـ اليسار : ، لليسار العراقي . اقصد تحديدا ، الاحزاب ، القوى ، المنظمات ، التيارات المنظمة ، او غير المنظمة ..ولكن التركيز بالتاكيد على الحركات والتيارات الاساسية والمنظمة . ما هو المعيار الاساسي ، في هوية اليسار حاليا؟ وكيف يجسد ذلك ، في تحالفاته السياسية ؟ ما هو معياره في التحالف السياسية ؟ الهوية اليسارية او الهوية الديموقراطية ، المدنية ؟
2 ـ تجنب الاعلان عن مهام ، او طرح شعارات ، مغالطة فكريا ، غير واقعية ، غير ممكنة التحقيق، تسيء الى مصداقية التيار اليساري الديموقراطي ، وحقيقة الشعارات التي يطرحها ، وقدرته على تحقيقها . الامر الذي يزيد من الالتباس والتشوش ، لدى هذه القوى والتيارات وجماهيرها . وتضعف رؤية الحدود والتمايزات ، بين المضامين الاجتماعية ، للتيارات الفكرية والسياسية ، على الضفة الاخرى . فمثلا : الجميع يتحدث ، عن هدف اقامة العدالة الاجتماعية . ولكن هذه العدالة هي بمعاني ورؤى ومضامين مختلفة عند مختلف التيارات والقوى السياسية.
الاشتراك مع الاخرين في لعبة الهروب الى التعميم واخفاء عجز ادراك الواقع وتبني مالا يمكن تحقيقه ، او ابقاء مساحة التاويل واسعة ، لتحقيق اي شكل او درجة من العدالة. وتلك عملية تضليل مقصودة او غير مقصودة للناس.
اخلاقيات اليسار، هي احد هم اسلحته التي تميزه ، عن القوى الاخرى. لا يجب ان تقبل غير المعاني والاهداف الشفافة، الملموسة ، المفهومة، كونها واقعية وممكنة التحقيق. وبهذا فقط تحافظ قوى اليسار على رصيدها وتوسع جمهورها. كونه تعيين لنقطة انطلاق ملموسة، محددة، معنية فيما هو ممكن التحقيق، وستراتيجي، للمستقبل . لا مستقبل البلد والناس فحسب وانما مستقبل اليسار ذاته ايضا .

3 ـ هناك يسار اسلامي ..وهناك علمانيون وديموقراطيون ، يمينيون معادون لليسار. هذا الوضع المتناقض ، يضع على عاتق اليسار ( كيسار بالدبرجة الاولى ) ، مراجعة كفاية وسلامة ، الاسس التي يقوم عليها التحالف . ضرورة ، مراجعة هذا التوجه. والتاكد فيما اذا كان بامكانه التاثير بشكل افضل ، ضمن تحالفات ، على اسس اخرى اشمل ، كا الاحتلال ، الطائفية ، الفيدرالية ..الامر الذي سيشكل سياجا جماهيريا ،هاما وواسعا له . ولكن ذلك لا يعني قبول او السكوت عن ، فكرة الدولة الدينية .
4 ـ حول فكرة الدولة الدينية ، او القوى الدينية .
زيف هذا الادعاء، بات امرا تدركه كل القوى اليسارية والديموقراطية وقسما ممن تسمي نفسها قوى دينية. ان تلك القوى ، تمارس عن وعي وادراك مسبق ، السياسة والسلطة والنزاع عليها ، بشكلها المدني . وبمختلف اشكالها ، الاخلاقية او غير الاخلاقية . باسم قيم الدين المتعالية ، على كل ماهو لا اخلاقي.
كان الاولى بتلك القوى التي تسمي نفسها القوى الدينية ، ان تكون هي من يتصدى لمهمة حماية الدين ، من التشوية والابتذال في الممارسة السياسية. ولكنها بدل ان تفعل ذلك ، لجأت الى كل الوسائل ، من اجل الاحتفاظ بالسلطة ، والامساك بمرافق القرار الاساسية فيها .
والا ..ماعلاقة الدين ، الديني ، بهذا الذي جرى بالعراق، ولا زال ( القتل على الهوية ، والقتل العشوئي ، وتفجير الاسواق ، والسيارات ، والاماكن العامة ، وتهجير الناس)؟ كيف يمكن" لمسلم ان يقتل مسلما" ، وهم يثقفون الناس ليل نهار ، بان دم المسلم على المسلم حرام ، ومن قتل انسانا بغير حق ، كانما قتل الناس جميعا ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني