الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة المغربية : غياب المهنية وسيطرة المال

عمر الفاتحي

2008 / 2 / 6
الصحافة والاعلام


ثمة ظاهرة يتميز بها المغرب عن باقي الدول العربية ، وهي العدد الكبير للاصدارات الصحفية المكتوبة : صحف يومية ، أسبوعية ، مستقلة أو حزبية ، عامة أو متخصصة .لقد أصبح في إستطاعة أي مغربي ، إصدار صحيفة ، بعد القيام بالاجراءات القانونية والادارية المطلوبة لدى السلطات الرسمية المعنية .لكن الاستمرارية
تتوقف وإلى حد بعيد على مدى قدرة ناشري هذه الصحف على تغطية المصاريف والتكاليف المادية لاصدار مطبوع صحفي .صحف يومية أو أسبوعية ، محسوبة على اليسار أو اليمين ، صدرت منها مجموعة من الاعداد ، لكن أحتجبت عن الصدور ، إما لأسباب مادية بحثة أو لكونها إعتمدت اللغة الخشبية في معالجة قضايا المواطن المغربي .صحف حزبية فقدت مصداقيتها لدى الرأي العام المغربي ، لانها أصبحت عبارة عن منشورات حزبية ، تكتفي بتصريف مواقف الاحزاب الناطقة بإسمها، سواء كانت في المعارضة أو في الحكم . صحف مستقلة بعضها فرض وجوده في الساحة الاعلامية والبعض الاخرى يلعب على الاثارة الجنسية ً من القلب إلى القلب ً
وفي نفس الوقت محاولة التماهي مع صحف عربية وأجنبية لها مصداقيتها .صحف مستقلة مدعومة من طرف لوبيات إقتصادية ومالية محسوبة على ما أصطلح عليه في الشارع السياسي المغربي بالمخزن ً أي الدولة ً والتي رغم محدودية قرائها المحسوبين على الفرنكوفونية ، لازالت تجد مكانا لها في الأكشاك والمكتبات ، مما يؤكد
أنه لولا الدعم المالي من طرف بعض اللوبيات لما إستطاعت الاستمرار.
نعم لنا تعددية منبرية إن صح هذا التعبير ، ولكن السمة المشتركة التي تطبع أغلب المطبوعات الصحفية الصادرة في المغرب ، هي غياب المهنية ، فأغلب المهاجرين إلى الصحافة المكتوبة ، هم وافدون من مهن أخرى ، تعليم ، مهن حرة ، إدارات عمومية ، أجهزة إستخبارات . اما الاشتغال والعمل في هذه المؤسسات الصحفية ، فتحكمه إعتبارت أخرى لاعلاقة لها بالمهنية أو الكفاءة ، محسوبية ، زبونية ، علاقات قرابة ، إعتبارت إقليمية وجهوية ً محور الرباط ، الدارالبيضاء ، مراكش َ كمثال .
وبإسثتناء صحيفة ً المساء َ اليومية المستقلة ، الواسعة الانتشار في المغرب ، فإن أغلب الصحف اليومية والاسبوعية ، فقدت ثقة القارئ المغربي الذي أصبح لايقرأها
إلا لماما ، إما بالمجان في المقاهي وبعض المؤسسات والمرافق العمومية ، والاكتفاء في أغلب الاحوال بإستنساخ َ ركن الكلمات المسهمة ً وإرجاعها للاكشاك مقابل
درهم مغربي .
لقد أصبح إصدار مطبوع صحفي بالمغرب ، موضة أو تقليعة ، يلجأ إليها البعض : إما للبحث عن دعم مالي ، يكلف خزينة الدولة مئات الملايير سنويا وفي غياب
أي إفتحاص مالي لمعرفة أوجه صرف هذا الدعم . أو لترويج منتوج تجاري أو صناعي تحت غطاء العمل الصحفي ، أو للتقرب من المالكين لسلطة القرار السياسي
والمالي والأمني بالمغرب ن أو لتصريف مواقف لشخصيات نافذة مقربة من القصر ، التي بحكم موقعها السلطوي وقربها من عاهل البلاد ، كهيئة إستشارية ، تجد
حرجا في التواصل المباشر مع الصحافة المكتوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا