الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسرة هل تعرض مشكلاتها على مراكز المشورة؟

باسنت موسى

2008 / 2 / 6
العلاقات الجنسية والاسرية


عندما تقبل فتاة أو شاب على الزواج كثيراً ما ينصحهم العقلاء بأن يبتعدوا عن حكي ما سيواجهونه من اختلافات أو مشكلات للأهل لأن المشكلة بين الزوجين قد تنتهي ويسامح كل طرف الآخر وتظل قائمة في ذهن الأهل فيقيمون على أساسها العداء في علاقاتهم مع الطرف العدو لابنهم أو بنتهم كما يظنون. ومع تطور الاهتمام بمجال الأسرة وتنميتها باعتبارها الركيزة الأساسية لنجاح المجتمع ظهر في السنوات الأخيرة ما يسمى "بجمعيات المشورة الزوجية أو مراكز الإرشاد الزوجي" حيث تضم هذه المراكز والجمعيات خبراء مدربين عن كيفية التعامل مع المشكلات الأسرية بطريقة علمية لا تعلي أو تنتقص من حقوق طرف على حساب آخر ونحن اليوم ومن خلال هذا التحقيق طرحنا تساؤلاتنا عن كيفية عمل جمعيات المشورة؟ وما هي أكثر التحديات التي تواجه العاملين بها؟ وكيف يمكنهم التواصل مع الأسر؟ ولم ننس بالتأكيد أن نسأل الرجال والنساء عن رأيهم في عمل تلك الجمعيات، فإلى المزيد ...
ت. ص ربة منزل تقول: أسمع عن أن هناك مراكز مشورة تساعد الأزواج على عبور مشكلاتهم لكنني لم أر أي من قريباتي تذهب لهم، لذلك لا يمكنني أن أقيم هل هم جيدين أم لا؟ لكن فكرة أن تكون هناك مراكز علمية تساعد الأسر أمر يستهويني جداً خاصة وأنني على سبيل المثال لا أروي مشكلاتي مع زوجي لأهلي وأحتاج كثيراً أن يرشدني أحد ماذا أفعل؟ لذلك أرجو من تلك المراكز أن تعلن عن نفسها بشكل أوضح حتى يمكننا الاستفادة مما تقدمه.

س. ك طبيبة تقول: الأسرة كأية مؤسسة تحتاج لكي تتقدم معرفة وعلم ومراكز المشورة الزوجية تقدم العلم والمعرفة لمن يحتاجها وأنا شخصياً أستفيد مما تقدمه تلك المراكز من محاضرات عن الأسرة لكنني لم أذهب لهم لطلب مشورة أو دعم خاص ليس خجلاً أو إقلالاً من عملهم وإنما لأنني أستطيع تقييم حجم مشاكلي مع زوجي وإيجاد حلول مناسبة وذلك بفضل محاضرتهم القيمة بالتأكيد.

ك. و سائق يقول: أعتبر أن مراكز أو جمعيات المشورة هي إحدى تقليعات المجتمع التي لا تفيد فلنسأل لماذا تحدث مشكلات أسرية؟ ببساطة لأن المرأة لا تطيع زوجها وتعتبر أن من حقها أن تعترض على ما يقوم به وهذا ما يجعل سفينة الحياة تنقلب لأن الزواج لا بد له من قائد واحد هو الرجل وعندما تتداخل الأدوار ويصبح هناك قائدين تحدث الخلافات .

ط. ص مدرس يقول: لا يجوز أن نسير في عصر اليوم ونحن لا نحمل سوى أفكار الماضي عن الزواج والمرأة وبما أن أسرنا لم يتوفر لها فكر اليوم فعلينا أن نخلع عنا عباءتهم ونتحلى بالفكر العلمي الجديد عندما نسير حياتنا، أنا مقبل على الزواج لذلك أحضر بانتظام الآن محاضرات عن الأسرة تعقدها إحدى جمعيات المشورة وبعد الزواج بإذن الله إذا واجهتني مشكلة سأذهب لأتعلم كيف أجد الحل ولأعيب في ذلك مطلقاً.

"من داخل جمعية الناس الطيبة للمشورة الأسرية"

التقينا بالأستاذة الدكتورة ماري بشرى رئيس مجلس إدارة الجمعية فأوضحت لنا قائلة: العامل في مجال المشورة الأسرية لا ينبغي فقط أن يكون قادر على الاستماع للآخرين ومشكلاتهم وإنما يكون أيضاً دارس لعلم النفس والاجتماع الخاص بالأسرة والمجتمع وهذا ما نفعله نحن بجمعيتنا حيث أنني على الرغم من كوني طبيبة إلا أنني درست مشورة أسرية بأمريكا لأتواصل بشكل علمي وسليم مع الحالات التي تأتي لنا طالبة للمساعدة. لكن لا تواجهنا مشكلة في الخبرة والعلم تواجهنا مشكلات أخرى . فكثيراً ما تلجأ الأسر لمرشدين غير مؤهلين أملا فى الحصول على نصيحة مفيدة لكنهم يفاجئون بأن المشكلات في كثير من الأحيان تزداد تعقيداً لذلك على الناس أن يدركوا حدود دور كل فرد في حياتهم لتستقيم الحياة بشكلها الطبيعي. الزواج يحتاج لينجح لمجموعة من الأشياء تبدأ من الاختيار السليم المبني على أسس سليمة ثم مواجهة تحديات اختلاف الطباع والنشأة التي تظهر بعد الزواج من منطلق أن كل فرد سيتفهم اختلاف الآخر وبالتالي سيتغير هو وليس سيقوم بعملية تغيير للشريك.
وتكمل د. ماري حديثها عن أغرب الحالات التي جاءت لجمعيتها وتقول الناس ليس فقط لديها خلط في عمل المؤسسات المختلفة وإنما أيضا تتصور أن مراكز المشورة قد يستخدمونها للحصول على طلاق وما إلى ذلك، ذات يوم جاءني رجل يطلب مني مساعدة عاجلة وأنه لم يعد يطيق العيش مع زوجته لأنها مريضة نفسياً كما ادعى عليها وطلب مني التوقيع على ما يفيد بأنها مريضة نفسياً ليطلقها وبالطبع لم يحدث أني وقعت لأن عمل المشورة لا يكتفي بالسماع لطرف واحد من علاقة الزواج والتقييم أو النصح بناء على هذا الطرف بل نسمع الطرفين معاً ونحدد معهم كيف يمكن أن يكونوا حل لمشكلاتهم نحن فقط نوضح لهم أبعاد مشكلاتهم والخطوط العريضة للحل ونتركهم يحددون الوسائل الملائمة والتي يجب بالتأكيد أن تكون سليمة لتبني علاقة جيدة.
وعن وسائل الإعلان عن مراكز المشورة للأسر تقول د. ماري بالتأكيد كل مركز أو جمعية للمشورة الأسرية يحاول الإعلان عن نفسه من خلال مساهمته في ندوات أو مشاركات في وسائل الإعلام بصورها المختلفة لكن الإعلان بمعناه المباشر صعب لأن عمل المشورة مكلف من حيث رعايته للحالات التي تطلب المساعدة وبالتالي ليس من السهل الإعلان لكن وللأسف الإعلام يروج للكثير من الأفكار الذكورية والغير سليمة عن الأسرة بصورة تصعب من عمل مراكز المشورة الأقل انتشار مقارنة بالإعلام المرئي على سبيل المثال .
الأستاذ مجدي سليمان عضو عامل بالجمعية يقول: العمل بالنسبة لي كرجل في مجال المشورة لا يحمل فروقاً في الإعداد لكن الفروق تظهر عندما يأتي رجل إلى بمشكلته ويتوقع مني أن أدعم قيمه الذكورية وتابوهاته المقدسة عن الرجولة ولا يجد ذلك وربما يثور لما أقوله له أو يتركني ويمضي من حيث جاء لذلك أتعامل مع هؤلاء الرجال بطريقة هادئة بمعنى أن أجعله يتبنى قضيته ويشعر بأزمة أسرته دون أن أخترق بشكل مباشر ما يسميه هو رجولة فيتغير ويفهم ويختبر بذاته أن ما كان يفعله ليس رجولة وإنما تخريب لبنية الأسرة التي يحبها .
مهندس ملاك كامل عضو عامل بالجمعية يقول: المشكلات الأسرية برأيي تكون بدايتها ليس من خلال الزواج وإنما من الاختيار الخطأ في البداية والزواج ما هو إلا كشف لهذا الخطأ بصورة واضحة أحياناً يمكننا المعالجة وأحياناً أخرى لا خاصة عندما يتطور الخلاف بين الزوجين ليصل لحد تقديم بلاغات ضد بعضهم البعض في أقسام البوليس هنا تفقد علاقتهم أشياء كثيرة كالأمان والثقة وتلك عناصر إذا فقدت يصعب جداً إن تسترد مرة أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط


.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي




.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش