الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة الأقدار

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2008 / 2 / 7
الادب والفن



يا أقدارُ أرقُصي
وهنيئاً لكِ أمريكا
عقولاً لاتُشبِهُ العقولَ

أذكاهُنْ يُلطمُ عليهِ باليدِ
وأكثرهُنْ بالغباءِ تنعمُ

بئسَ العقولِ إن وجدتْ
فليسَ كلُ مايحويهِ البشرُ يُحترمُ

جُهالٌ يقودونا إلى المهالكِ
وينعقونَ بِما لايُعقلُ

صفرٌ جُردٌ
لايحملونَ في قلوبهمْ إلا قيحاً
وجُلَ مايعرفونهُ
ختنُ العذراواتِ
وشقُ الأصدُرِ

تبيتُ في جيوبهم النِعمْ
والشعوبُ بالسماءِ لها ملتحفاً
طاوية بلا ماء نهمِ
وَيعِزُ عليها في القارسِ خيطُ المغزلِ

يبكونَ السماءَ ان تُمطِر عليهمُ
وحقولهم لانابتٌ فيها إلا الحقدِ والغلِ

لاتسري في ظمائرهم دمعة أبنُ سبعٍ
ولايرون حُلماً نَحنُ فيهِ جياعُ

يلعقونَ ماينضحُ مِن أجسادنا
سَنُسقيهم يوماً مُرَ العلقمِ

جاؤنا يتوسلونَ ثمينَ صوتنِا
واليومَ أفواهُنا بالصنادلِ تُغلقُ

شكوانا للشياطينِ نَرفعُها
فالسماءُ صارتْ هي أيضاً
بالخُرافاتِ تسبحُ

عارٌ علينا وأن فعلنا عَظيمُ
إن نحنُ ذهبنا كالخرافِ لصناديقهمُ
فأرواحُنا بعارِ فتاويهمْ صادَروها
ولِصناديقِ الموتِ أهدَونا بلا ثمنِ

كيف إلى الموتِ بلا قرار نرتجلُ
والعقل نُسلِمهُ إلى سودُ اليدِ

رؤسهُم بالكذبِ معممةُ
لايقطعُها إلا ناصعٌ بتارِ

بِئسَ الشياطينُ تحكُمنا
لاتشبعُ مِنْ سيل الدمِ
ولا عيونهم مِنَ الشعبِ تستحي

أغربوا عَنْ أضلاعنا
فلا شروقَ لشمسٍ
بظلامِ اللحايا تُكبلِ

عقولِكٌم جرداءٌ إن وجدتْ
فلا يُشبِعُ السرابُ ضمأ القاصدِ

لانصرٌ لكَ ياعراق
إلا بقطع دابر الاعجمي

جهالُ سارتْ بخاصرتكَ
وأسمعكَ تأنُ بلا صوتٍ

آه يا وطنٌ البلاءاتْ
تكالبتْ عليكَ الأعاجمُ

فلا أبنُ عاش يفديكِ بيمينهِ
ولا فارسُ يهز الريح بمعصميهِ

فكل ابنائكِ قُتِلوا غدراً
ولم يبقى إلا أرعنُ او سافلِ

غريبة وجوه حاكميكَ
فلم تطرأ عليكَ يوماً
ولثراكَ لمْ تَسجُدِ

أبكيكَ يا انقى مِنَ الشفقِ
فلا شمسَ ترقصُ على جبيني بعدكَ
ولاقمراً يختَتِمُ شِعري

أبكيكَ يا وطناً إخضرّ جبينهُ دهراً
واليومَ إصفرّ ساعِدهُ كَوجهِ الميتُ

تغارُ منكِ عيونُ الشرقِ أكملُها
فلا عيون للشرقِ بلا العراقِ

أفديكَ يا نهرينِ مِنْ وَجلٍ
فاض بي الوجدُ بعيداً عنكَ

إلى مَنْ أرمي بِشوقي !
إن أنتِ عني تَغربُ

لاترحل بعيداً عَنْ قدمي
فنحن بِلا نخيلِكَ مكاسيحٌ
بلا أرجلِ

التمسُ مِنْ وجهكَ عِطراً
فالشموسُ تُحيي الأزهُرُ

أشِمُ ثراكَ مِنْ بُعدٍ
فالأمُ لاتثكِلُ رَضيعها
وإن فراقتهُما الأعّصرُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى