الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد ( الحوار المتمدن ) الثاني!

نوري المرادي

2003 / 12 / 9
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


تمر اليوم الذكرى الثانية لتأسيس موقع (الحوار المتمدن) فتحية اعتزاز له وللمشرف عليه الأستاذ الفاضل روزجار عقراوي.
وخلال العام المنصرم، والذي قبله أيضا، عرفت موقع (الحوار المتمدن) واحدا من المواقع العراقية الرصينة، والقليلة بالمناسبة، التي تعالج الشأن الوطني دون تشنج أو حساسية رغم الطيف الواسع جدا من المشاركين فيه، ورغم المزاجية المعلومة التي نتصف بها نحن الكتاب. ونحن غالبا ما لا تحبذ سوى انحياز المحرر لما نقول أو ما نحتج به على الخصم. وإن كان رضاء الناس غاية لا تدرك، فرضانا نحن الكتاب (والعراقيين حصرا) والمجادلين في الشأن الوطني، غاية من المستحيل. من هنا، ربما كان محرر الموقع الذي نتعامل معه بحاجة إلى أن يعزل نفسه عن مشاعره أو أن يضع أعصابه في (ثلاجة) كي يتحملنا.

وقد أعاد الأستاذ روزكار لي بضعة مقالات، مبينا مسببات عدم النشر، فتقبلتها (على مضض طبعا) وإن أبديت تفهمي لموقفه.

على أن لا ننكر الضغوط التي يتعرض لها محررو المواقع العراقية، من ساسة بعينهم أو من جهات تعمل الآن داخل العراق همها أن يسكت الصوت المعارض رغم أنها جاءت تحمل راية الحرية ومعاداة الدكتاتورية. وقد تعرض العديد من الكتاب وفي هذه الأيام بالذات لحملة شعواء يقودها أناس أما ارتدوا على أنفسهم بعد إغراء أو هم أصلا من التيار الذي صلى وأنذر النذور كي تحتل أمريكا العراق. واليوم فقط أبرد لي زميل عزيز عن محاولات من أسماء معلومة تطالبه أن يتحول من موقفه الوطني المعهود إلى معاد لعمليات المقاومة الوطنية لطرد المحتل. وهم طبعا أسموا هذه المقاومة إرهابا، جريا على لسان سيدهم. وقد عرضوا عليه ما أسموه بالمساعدة التي ستكفيه العوز طوال عمره!!

ومن هنا، وفي ظروف المهجر وفي حالة الكفاف التي يعيشها محررو المواقع العراقية واستقطاعهم تكاليف مواقعهم من لقمة عيشهم، سيكون الإيقاع سهلا جدا. وقد سقطت بعض المواقع حين لان محرروها للضغوط والمغريات، بينما صمدت مواقع أخرى من بينها (الحوار المتمدن) وحافظ على خطه الذي بدأ به، وطنيا خالصا. ولابد وكان ذلك بفضل معدن محرره وتربيته التي لاشكها أقوى من المغريات.

ومن خصوصيات موقع (الحوار المتمدن) البحوث النظرية في قضايا السلم والاشتراكية والحركة العمالية. وبينما تجنب الجدل المبسط في الدين كقضايا الحوزات وما بين المذاهب، تناول اللاهوت من حيث جوهره الأعم كعلاقة روحية بين الفرد وخالقه. أما في السياسة فالموقع وإن كان يساريا لم يهمل آراء الطرف الآخر. وقد طالعت العديد من الآراء التي أضعها شخصيا في خانة اليمينية الصرفة. مثلما في القضية الوطنية، كان الباب مفتوحا على كل الآراء التي تبلغ حد التعارض التام كالموقف من الاحتلال الغاشم لوطننا، حيث لازال هناك من يرى به تحريرا، ويرى بالأمريكان حلفاء، حتى بعد 7 أشهر من الوقائع الفاقعة. على أية حال فهو صراع آراء ولا يلام المحرر عليه، بل على العكس، في خضم الجدل وعلى خلفية الوقائع اليومية لابد ويتبلور الرأي الصحيح في هذه القضية أو تلك.

إلا أن أفضل ما يحسب للأستاذ روزكار عقراوي هو ذلك الجهد الكبير الذي بذله لإنشاء المواقع الفرعية للكتاب والجهات المشاركة. وعن نفسي فكثيرا ما أعود لموقعي الفرعي على الحوار المتمدن للأرشفة والاقتباس وعندها المس تلك الفائدة العظيمة من هذا الجهد. وحبذا لو يحتوي الموقع الفرعي حتى تلك المقالات التي يعتذر عن نشرها.

وعموما فتجربة موقع (الحوار المتمدن) واحدة من التجارب القليلة الرائدة في مجال الصحافة الحرة والكلمة النزيهة. واستمرارية نجاحها مرهون بنا نحن المعنيين بحرية الكلمة وصدق التعبير الخارج عن إطار الضغوط.

فتحية مجددا لموقع الحوار المتمدن وتحية لمحرره الأستاذ عقراوي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و