الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8شباط وعودة الذئاب الديقراطية

عزيز العراقي

2008 / 2 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يؤكد الكثيرون ان قرار بريمر في حل الجيش كان يقصد منه الاستحواذ على ادارة العراق , وجعل حبل القيادة بيد القوات الامريكية فقط . وما من شك ان هذا القرار ساهم بشكل جدي في خلق ارضية للمقاومة ( الشريفة ),
وسهلت التوافق ليس بين عصابات البعثيين ومجرمي " القاعدة " فقط , بل وسحبت اليها بعض المتضررين من هذه القرارات , والذين ليس لديهم يد في جرائم النظام الصدامي . والذي لاشك فيه ايضاً , ان حالة التردي والتمزق الدموي التي وصل اليها العراقيون , ليس بسبب قرارات سلطات الاحتلال فقط , بل والاهم هو الفشل السياسي الذي رافق القيادات السياسية العراقية منذ سقوط النظام ولحد الآن .

كان ابرز تجليات هذا الفشل هو فقدان المشروع الوطني العراقي , وتحول العراق ومقدراته الى ساحة الصراع الرئيسية للمشروعين , القومي الايراني وطموحه في السيطرة على مقدرات دول الاقليم النفطي , والدخول كلاعب اساس في رسم السياسات الدولية . وبين المشروع الامريكي المتفرد في زعامة العالم , والذي لايسمح حتى لحلفائه الغربيين بموازاته في قيادة العولمة .

ان مشروع اقتسام العراق الذي طرحه النظام الايراني عن طريق ممثليه في البرلمان , باقامة اقليم الوسط والجنوب الشيعي الغني بالنفط , وما رافق ذلك من تقوية المليشيات الشيعية , واختراق الاجهزة الامنية والشرطة – الحديثة التكوين – من قبل هذه المليشيات , وتعميم الجريمة , وبالذات جرائم التهجير الطائفي , واشاعة ثقافة ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) على ايدي حثالات هذه المليشيات , وامعانها في قتل النساء , وارهاب باقي الطوائف , ومحاربة كل مضاهر الحياة المدنية . وفي نفس الوقت يجري دعم عصابات " القاعدة " السنية لخلق حالة عدم الاستقرار القصوى . ليس لاشغال الامريكان فقط , وابعادهم عن التعرض للنظام الايراني – ثالث انظمة محور الشر – كما حددتها الادارة الامريكية . بل ولخلق الاسس الضرورية لمشروع اقتسام العراق عن طريق اقليم الوسط والجنوب الطائفي . ولابد من الانتباه ايضاً لاستثمار مئات الملايين من الدولارات على مئات المشاريع الثقافية ( التبليغية ) , والشركات الاقتصادية ومؤسسات تملك وادارة الفنادق , والسيطرة على السياحة الدينية ومراقد الائمة الاطهار , واستغلال المناسبات الشيعية لتشجيع مضاهر التخلف والبدائية , مثل اشاعة ضرب الزنجيل والقامات الممنوعة في ايران , لشحن عواطف الانتماء الطائفي , وربط ( الاقليم ) بشكل عضوي بالنظام الايراني .

وامام هذا الخطر الحقيقي جدد الامريكان حساباتهم , واعادوا تأهيل الحليف القديم , ومستودعهم عند الحاجة
( البعث ) . لغرض ايجاد الموازنة مع ارضية النفوذ الايراني من الاحزاب الشيعية . واتخذ التأهيل اشكال عدة, من بينها علاقات مباشرة مع بقايا فصائل البعث , وايجاد تسمية اكثر تميز من مفهوم السنة باسم " صحوة العشائر " . والضغط باتجاه المصالحة الوطنية , واقرار قانون المساءلة والعدالة بدل قانون اجتثاث البعث . وتجدر الاشارة الى ان المعارضة الحادة التي ابداها المجلس الاعلى تجاه اقرار هذا القانون , ليس بسبب الرغبة في اجتثاث افكار وجرائم البعث , وتخليص العراق من ترسبات هذه السفالات , بقدر ماهو منع تقارب البعث مع الامريكان . والكل يعرف ان جرائم المليشيات الشيعية لاتقل بشاعة عن جرائم البعث .

الكثير من المؤشرات تدلل على ان القوى العراقية الحقيقية ان لم تتمكن من النهوض بالمشروع الوطني , واخذ زمام المبادرة لتفعيل العملية السياسية باتجاه الافق المفتوح لخير كل العراقيين , فأن البعثيين مثلما نجحوا بالادعاء بانهم وحدهم المدافعين عن وحدة العراق , وضد المشروع التقسيمي الطائفي الايراني , وتمكنوا من اقناع الامريكان والانظمة العربية بذلك . سينجحون هذه المرّة ايضاً , بكونهم القادرين على اعادة بناء الدولة ( المفككة ) التي فشلت في تشكيلها الكيانات الطائفية الشيعية والقومية الكردية . واصبحت مستنقعاً لكل انواع الفساد والرذيلة , والسبب الرئيسي في صراع اللصوص من كبار القيادات السياسية . ولامجال لنهوض العراق الا بعودتهم ( الميمونة ) . وعندها سيعاد النظر بكل ما افرزته المرحلة الحالية .

بغض النظر عن التصريحات الدبلوماسية الامريكية ( التخديرية ) بدعم حكومة المالكي , وبقدر ما تآكلت وحدة قائمة " الائتلاف " , وتمزق الثقة الكردية الشيعية , تتطور العلاقة ( الحميمة ) بين الامريكان والبعثيين . ويبقى وضع العراق معلقاً بتطور الصراع بين الامريكان والايرانيين , ولا حل بدون انتصار احدها على الآخر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ