الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنها مؤسسة الشهداء ياسيدي المسؤول

يحيى الشيخ زامل

2008 / 2 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكّرني موقف أحد المسؤولين رفيعي المستوى في حكومتنا الموقرة بقصة طريفة ـ سأذكرها لاحقاً ـ حين أجاب عن مؤسسة الشهداء: بأنه لا يعرف مؤسسة بهذا الاسم..... !!
والقصة تقول: اتفق مجموعة من الزملاء ـ وكان عددهم تسعة عشرـ أن يؤدوا فريضة الحج بشكل جماعي، كما اتفقوا على أن الذي يضيع منهم عن المجموعة يتوجه إلى مكان النداء عن الضائعين وينتظرهم هناك.... فضاع أحدهم، وكما هو الاتفاق فقد ذهب إلى مكان النداء عن الضائعين، وقال للمنادي بكل ثقة: هذه أسماء ثمانية عشر شخصاً أريد أن أعلن عن ضياعهم!! ففزع المسؤول من النداء، واستفهم من الرجل، ثم انفجر ضاحكاً، وعبثاً صار يحاول أن يقنعه بأنه هو الضائع وليس هم، وأن عليه تقديم اسمه لا أسمائهم، وأن عليه أن يبقى لينتظر أصحابه، ولكن الرجل بقي مُصِراً على أنهم هم الذين ضاعوا، وحتى عندما جاؤوا ليأخذوه من مكان النداء صار يصيح فيهم: أين كنتم... ؟ لقد بحثت عنكم في كل مكان!!
فما أشبه هذا المسؤول بهذا الشخص الضائع الذي يُصِر على أن أصحابه هم الضائعون، ولا يعقل مثلاً أن مؤسسة تأسست منذ 8/ 1/ 2006 بناءاً على ما قررته الجمعية الوطنية العراقية في قانون إدارة الدولة، وكون ارتباطها برئاسة الوزراء، بل وهناك نص دستوري يشير وبشكل صريح بالمادة ( 104 ): أن تؤسس هيئة تسمى مؤسسة الشهداء وترتبط برئاسة الوزراء، ولها مديريات في كل محافظات العراق وتضم المئات من الموظفين غير معروفة لذلك المسؤول، بينما وحده هو المعروف الذي لا يحتاج إلى معرّف .
وهنا يتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة ؟
أولاً: هل قرأ المسؤول قانون إدارة الدولة العراقية؟
ثانياً: وهل يعقل مثلاً أن مسؤولاً في قمة القرار السياسي لا يدري ماذا كتب في دستور بلاده؟ ....إلا إذا لم يكن قد قرأه؟
ثالثاً : أين يقع الخلل في عدم معرفته؟ ..هل بهذا المسؤول..؟ أم بالمؤسسة لأنها لم تعرّف عن نفسها؟
والجواب الافتراضي عن هذه الأسئلة يكمُن في عدة اتجاهات أهمها:
أولاً: إذا اعترفنا بأن على المؤسسة واجب التعريف عن اسمها ونشاطها، وقد تقاعست عنه لظروف موضوعية أو غير موضوعية ، سواء كونها قد تأسست منذ عامين ولم تباشر عملها إلا منذ عام تقريباً، أم لأنها تفتقر إلى وسيلة إعلامية ناجحة وواسعة الانتشار،
وإن الكثير من أيتام النظام الصدامي قد أعلنوا الحرب عليها منذ تأسيسها ولحد الآن... فهل يصل الحد ببعض المسؤولين إلى عدم العِلم بوجودها ....هذا غريب حقاً!!
ثانياً : هل من واجب المؤسسة تعريف ذلك المسؤول بقانون دولته....أليس من المستغرب حدوث هذا الأمر وبهذا المستوى من الجهل بالقانون من رجل القانون!!.
ثالثاً : هل يتصور أحد منا أن مسؤولاً رفيعاً لا يعرف مواد دستوره ، وهو الذي جرت عليه عشرات التغييرات ومئات الاعتراضات قبل التصويت عليه.... ألا يُنبئ ذلك عن غياب المهنية في العمل ....أم إن ما وراء الأكمة ما وراءها؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران