الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لو كان النفط رجلاً لقتلته
يحيى الشيخ زامل
2008 / 2 / 9كتابات ساخرة

الفقر والنفط (نقيضان ) لا يجتمعان في مكان واحد... كما يقولون ....إلا في العراق ... بلد المتناقضات ....فأننا نشهد بوضوح عشرات المتناقضات في المكان الواحد والاتجاه الواحد والشخص الواحد ..ونرى الدين والكفر، والظلم والعدل ، والثقافة والجهل ،والموت والحياة في أصغر جزء من حياتنا .
هذا التناقض الذي يشهده العراق منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة لم يأت من فراغ ، ومن المؤكد أنه يحتاج إلى دراسة جدية من متخصصين موضوعيين للوقوف على أسباب هذه التناقضات وحالة اللاستقرار التي يعيشها العراق على مدى أيامه .
قد يعد الكثير من البتروليين أن العراق من أهم البلدان النفطية وذات الاحتياط الهائل والنوعية التي تتهافت عليها شركات النفط العالمية ، مع أنه ومنذ اكتشافه من قبل (الأخ ) أبو ناجي (الله يذكره بالخير ) لم يرَ جدوى لهذا الاكتشاف ، بل على العكس فأنه صار نهباً للكثير من بلدان العالم الكبيرة والصغيرة ، وكان من الشعوب الذي أبتلي بثرواته ، وكانت ساعة نحسة حين عثر على ذلك الذهب الأسود في البلاد ، إذ جر عليه الويلات والحروب والمؤامرات للسيطرة عليه وعلى وارداته ، فكان أن هب عليه ألأخضر والأصفر والأحمر و الأزرق ليقيموا حكوماتهم المنفية خارج بلادهم وليحملوا ما استطاعوا إلى بلدانهم على حساب الشعب العراقي .
وهذه ( البلوه السوده ) علينا كانت ( بيضة ) لغيرنا ، ولم نسلم على حياتنا التي هي أغلى من كل ( البلاوي السود والبيض وكل الألوان الأخرى ) .
النفط تحت قدمي المواطن وتحت بيته فيما (صوبته ) خالية خاوية صائمة الدهر كله ، ليس الواجب فحسب ، بل المستحب و المكروه أيضا .
في الحروب السابقة كان المواطنون يقفون صفوفاً وطوابير أمام ( البانزين خانات ) لملء ( صوباتهم ) و ( جولهم ) بما يسد رمق هذه الأفواه المعدنية بمددٍ من البلدان المجاورة باعتبار العراق حارس البوابة الشرقية والشرطي ( الذي سيحال فيما بعد إلى التقاعد) ، واليوم ترسل تلك البلدان المجاورة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة باعتبار العراق بوابة أيضاً ، ولكن ليس للشرقية ، بل لسقوط كراسيهم ( العتيكَة ) التي ورثوها عن أجدادهم ( الإعظام )والتي نخرتها الأرضة وهزتها الشعوب ( البردانه ) وهي ( تتراكَص ) من البرد القارص .
فأصبحت تلك الرحمة الإلهية نقمة على الشعب العراقي ، ونعمة على الشعوب الأخرى وصار المواطن العراقي إذا أراد الفرار بنفسه طلب اللجوء إلى بلاد الغرب والكفر و الانحلال ....... يا للمفارقة .
وبعد هذا كله لا نتفاجأ يوماً إذا خُطف أحدهم وطالب خاطفوه فدية (فد برميل نفط) ، وربما إذا كان المخطوف فقيراً أو موظفاً قد يبدلوه بـ ( تنكة نفط فقط ) .
حقاً لقد أبتلي الشعب العراقي بنفطه وثرواته إذ أصبح مغنماً يسيل له لعاب الطامعين والمستعمرين ، وقد يتمنى يوماً ، أنه لو لم يولد في هذا المكان ، ولم يكن عراقياً ، ويتمنى لو أن النفط رجلاً ليقتله .....!!!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أحمد فهمي : فيلم -أحمد وأحمد -صعب والسقا وأحمد نادر جلال بذل

.. صفاء سلطان تقلد كل فنانات الوطن العربي ببراعة

.. ستايل توك - المخرج محمود رشاد مع شيرين حمدي | 2 يوليو 2025

.. المخرج أحمد نادر جلال : أحمد السقا من أحسن الناس اللي اشتغلت

.. ستايل توك مع شيرين حمدي-إزاي المخرج محمود رشاد ترجم حبه للتا
