الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهمة يعلن بداية نهاية الاحزاب السياسية المغربية

جمال الدين العارف

2008 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عندما أعلن خبر استقالة كاتب الدولة السابق في الداخلية السيد فؤاد عالي الهمة الذي يعتبر الرجل الثاني في المملكة والذي يتمتع بصداقة متينة وقوية بالملك محمد السادس وذلك ليترشح في بلدته بنجرير بلائحة اختار لها شعار التراكتور بدا الخبر حينها غريبا والتبريرات التي ألحقت بخبر الاستقالة اغرب منها اذ قيل ما قيل من أنه سوف يترشح كعضو في البرلمان ثم قد يصبح الوزير الاول الا أن التكهنات التي اطلقت بعضها حام حول الهدف وبعضها أخطأه فسرعان ما فازت لائحته بجميع اعضائها كاستثناء من بين اللوائح الانتخابية المغربية ثم كان أن شكل فريقه في البرلمان باسم الاصالة والمعاصرة وحينها بدأت ملامح أهدافه تكشف عن بعض جوانبها اذ بدأ انجراف البرلمانيين يزحف نحو الانظمام الى فريقه البرلماني وحصل نزيف داخل الاحزاب السياسية المغربية الممثلة في البرلمان وباشارة من الهمة أوقف هذا الزحف مؤقتا ما دام النصاب كافيا لاسناد حكومة الفاسي التي تتمتع بالاقلية داخل البرلمان وما دام هو نفسه الاداة التي قد تسقط الفاسي من عرشه الوهمي بعد اكتمال مشروعه "حركة لكل الديموقراطيين " الذي بدأ يرى النور والمتأمل في الوضع السياسي المغربي يدرك أن الهمة جاء في زمنه فقد شاخت الاحزاب السياسية المغربية برمتها وشاخ قياديوها في المسؤولية ولم يعد يبعدهم عنها سوى الموت ومن اليمين الى اليسار الى الوسط بدا جليا للمغاربة أنه لاخير يرجى في هؤلاء وكان آخر حصان راهن عليه المغاربة هو حصان اليازغي أو حزب الاتحاد الاشتراكي الا أن المغاربة جميعا يتابعون نهايته ونهاية بقية الاحزاب السياسية الكرتونية الاخرى وكيف يتحول رجالها من مناضلين وحقوقيين قبل الاستوزار الى انتهازيين ومعاكسين للارادة الجماعية للمغاربة في التغيير بعد الاستوزار وآخرهم السيد اليازغي الذي رضي بحقيبة فارغة فقط ليضيف 5 سنوات اضافية الى مشواره الحكومي الذي عمر فيه 10 سنوات بالتمام والكمال والحصيلة يعرفها العام والخاص اقتسام ما تبقى من الكعكة حتى أن المغاربة بلغ منهم العزوف السياسي مبلغه حيث فاق كل التكهنات بتدني المشاركة في التصويت في الانتخابات الاخيرة وهي اشارة واضحة للهمة ليقود تراكتوره الذي سيدك به ما تبقى من آثار للاحزاب السياسية التي تخلى عنها المغاربة فقد برهنت جميع الاحزاب السياسية عن خبثها في التحايل على المغاربة وانتهازيتها الذاتية الى درجة رفضت فيه الاعتراف صراحة بالاسباب الحقيقية للعزوف السياسي للمغاربة وأوعزته الى أسباب اخرى وظهر واضحا للمغاربة ان الهدف هو الاستوزار والوصول الى الحكومة والتمتع بامتيازاتها ونهب ثروات المغاربة وهو ما تعاقبت عليه الأحزاب السياسية المغربية في الحكومات السابقة وآخر الانتحاريين منها كان اليسار المغربي الذي فقد آخر بريق له في حكومة عبد الرحمن اليوسفي وحكومة ادريس جطو ثم حكومة عباس الفاسي المؤقتة والتي يبقى مصيرها مرهونا ببركة الهمة وأمام هذا المصير للاحزاب السياسية فان الهمة قد يشكل استثناء مادامت الساحة فارغة لكنه يحتاج الى اعادة الامل الى المغاربة من جديد وقد تكون هي المحاولة الاخيرة التي يمكن اقناع الشعب المغربي فيها بجدوى السياسية على يد الهمة وكي يحقق الهمة اكتساحا واسعا بحركته لكل الديموقراطيين يحتاج الى تغيير جذري لقانون الانتخابات وبعض الرتوشات الاخرى وبعد ذلك نقرأ معه الفاتحة ترحما على الاحزاب السياسية المغربية يمينا ويسارا ووسطا وعلى نفسها جنت براقش .
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة