الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شموع حديقة الورود الاعلام وفق ذوق المستهلك ام الاعلام المنتج ؟

كازيوه صالح

2003 / 12 / 9
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


منذ ان هددت العولمة البنية التحتية للصحافة المطبوعة بنزول قيمتها الثقافية والاقتصادية والاعلامية  خسرت الصحافة اكبر ثروتها الابداعية وهي ثقة المستهلك وذلك بخضوعها الى مظاهر غير لائقة مع مبدأ الصحافة للترويج على حساب المنتج.

فلو نظرنا الى الصحافة المطبوعة والصحافة السمعية او حتى السمعبصرية  نرى  انها تراجعت كثيرا بسبب الامتداد الجغرافي للانترنيت من جهة وتفشى التسلط على حرية التعبير من قبل السلطات على الصحافة المحلية  من جهة اخرى ولجوء الكتاب والصحفيين الى الصحافة الالكترونية للتعبير عن أرائهم.

وهذا بدوره ادى الى لجوء القراء ايضا بشكل اكبر الى الانترنيت لمعرفة الحقائق وعدم تضليل انفسهم تحت اضواء الترويج . لهذه الاسباب واسباب اخرى يطول شرحها الان ادت الى هبوط القيمة الحقيقية للصحافة المطبوعة او الورقية كصحافة الراي والمعلومات ...لذلك هناك بين فوضى النشر والاصدارات وفوضى الالكترونيات انشقاق واضح بين هدف الصحافة كمهنة وكسلطتها على سلطات اخرى.

 خارج الصحافة ليس هناك حرية الفكر ولا ثورة في المجتمعات المغلقة.

نحن نعيش اليوم زمنا لم يعد للكلمة نفعا الارهاب الداخلي والارهاب الخارجي .لذلك يجب على جميع الذين يؤمنون بقدسية الكلمة ان يدعون  ليس فقط الى حوار الثقافات وانما ايضا الى حوار في حق الكلمة وقدسيتها في عالم الكلمة.
 
 وكما نعلم ليس هناك شئ يبلغ الكمال لكن الذي يلفت الانتباه ان موقع ( الحوار المتمدن ) قطع اشواطا بعيدة ورائعة رغم عمره القصير في هذا المسار، وفعلا انه منبر لجميع الثقافات  وتقارب المثقفين  حيث ان الصحافة حاملة قيم تقارب الشعوب وايضا تحمل ثقلا اكبر على عاتقها وخاصة صحافة الراي والصحافة المعلوماتية وهي كيف تستطيع تغير السلطة من نهج الى اخر لصالح المجتمع ،اي طريقة تغير المجتمع وتوجية حياته، فدفاعنا عن الحوار واللجوء الى الحوار والتقارب بين الشعوب يعني دفاعنا عن التعددية الثقافية ومن ضمنها تاتي مساحة الانسانية اكبر ودفاع عن الانسانية وهذا يحتاج الى حرية الفكر ولا تاتي حرية الفكر الا من خلال حرية الاعلام .

 لا يصل الفكر المتحرر الى المجتمع الى من خلال اعلام حر  ومن الضروري ان يكون هذا هدف ( الحوار المتمدن ) واهدافنا في المشاركة معه . و قد استطاع اجتياز خطوات واسعة في هذا الشأن ايضا حيث برغم انه موقع اليسار التقدمي لكن هناك مقالات وحوارات لتيارات وآيديولوجيات معاكسة وهذا ركن اساسي في مبدأ حرية التعبير والديمقراطية والحوار الحضاري .
وايضا عامل رئيسي لنجاحه وكثرة قرائه لذلك اتمنى انفتاح اكثر له.
من المعلوم أن هناك فرقا بين المفكر والمثقف والمتعلم وكما هناك القارئ الناقد والقارئ المتذوق والقارئ الناقد يطلب من الكاتب المواد المنتجة والابداعية والقارئ المتذوق يطلب منه المواد ممتعة للاستمتاع بوقته اثناء القراءة  وهناك الصحافة المنتجة والصحافة المستهلكة  اي صحافة القارئ الناقد  والقارئ المتذوق واعتبر (الحوار المتمدن ) للقارئ الناقد .
  لا يمكن ان يكون مخططا وفق ذوق المستهلك لكي ينال اعجابهم او يزيد من قرائه...بل يجب ان يرتكز على مبادئ المهنية ومبادئ الصدق والتوازن وعدم الانحياز....هذا شان الحوار المتمدن  لأن أكثرية مواده تحتاج لتنقيح وعدم النشر وخاصة المواد الذي تكتب بانحياز عاطفي لايدولوجية معينة وليس بانحياز علمي و ثقافي وعقلي.

 والصحافة الالكترونية ايضا تتراجع امام مغريات الصحافة المرئية مالم تتطور وتزيد اهتمامها بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بشكل  يدعى بلغة الصحافة اثتيك (   
Ethtic لاننا نرى اكثر اهتمامات صحف اليوم  بشؤن السياسية وهذا شئ طبيعي من ناحيتين اولا ان شؤن السياسو اكثر  تاثيرا على جميع ميادين اخرى ، وثانيا الحرب وعدم استقرار السياسي له تاثيره الرمزي والنفسي على الكاتب والصحفي ولكن ترك هذه المجالات  ايضا او عدم اهتمام المطلوب بها كما نراه في الصحافة المحلية يعني مشاركة إجهاضهم بسبب تلك الظروف التي تخلقها السلطات والسياسات المستبدة .

 ووجود قسم خاص بذلك  في (الحوار المتمدن ) شئ جدير بالاعتبار والمطلوب هو الاتصال بالمختصين  بذلك للكتابة والتحاور معهم لاثراء الموقع اكثر .
     هناك شئ  ينقصه موقع ( الحوار المتمدن ) ويعتبر من اهم ركن في الصحافة وعامل قوي للربط بين الصحافة والمجتمع وهو ( الخبر او الاخبار ). ارى الصحافة الالكترونية بشكل عام لديهم فقر لا مثيل في ذلك المجال وهو اهم شأن في الصحافة ، حيث ان كثيرا من المواقع  تنشر الاخبار لا تعتمد على المراسلين لكي يصلون الى الحقائق بل يعتمد على الصحافة المحلية ونشر نفس الخبر المنشور من قبلهم وكما  بينا سابقا ان اكثر حقائق الصحافة محلية وخاصة بالنسبة لاخبار مزيفة .

 وايضا بعالم الالكترونيات هناك نقص في فن الخبر ولا بد للصحافة الناجحة ان تهتم بعوامل فن الخبر وعند صياغة الخبر اهتمام باسئلة دبليوئيج (
اي :   ( Wh)
What ? How? Who ?Where? Why ?
 ( ماذا ؟ متى؟ من؟ اين ؟ لماذا ؟ ) وخاصة انني ارى الصحافة بشكل عام تريد ان تنسحب من سؤلين( من ؟ ولماذا ؟ ) حيث هناك نقص بشرح اكثرية الاخبار واسباب حدوثها ومن وراء حدوثها بشكل صحيح وايضا من خلال فن الاسئلة ضروري أن يكون هناك التحليل والتقرير للخبر ومن خلال ذلك يمكن وصول القناة او الصحيفة الى قراءة جزء من أخبار المجتمع ، ولا اقول قراءة انتوغرافية لان ذلك ليس سهلا تجسيده ضمن مساحات اعلامية ضيقة .( لا اظن ذلك عاصيا على الحوار المتمدن)

بما ان الصورة تعتبر شيئا مهما منذ زمن النقوش على الحجر والالواح الى الان لها اهميتها الى درجة تعتبر الصورة نصف الحدث او الخبر،وضروري نشر الصور مع المقابلات لاننا نعلم أن مساحة الصحافة الالكترونية لا تسمح بالتعبير بالصورة بشكل مطلوب  وكذلك اختيار اللون المناسب

 ...واخيرا ليس اخرا  اتمنى لهذا الموقع الرائع مزيدا من النجاح والتالق في عالم الصحافة وان يطفا مئات الشموع من مسيرة الابداع والثقافة في خدمة الانسانية  وانني مؤمنة بمساعدتنا جميعا سوف يكون افضل موقع والصحيفة طالما استطاع بسنتين ان يكسب هذا الرقم الهائل من القراء والكتاب . 
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك


.. هل أصبح بايدن عبئا على الحزب الديمقراطي؟ | #أميركا_اليوم




.. مسؤولون أمريكيون: نشعر باليأس من نتنياهو والحوار معه تكتيكي


.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟ ولماذا يفضلها ا




.. سرايا القدس تبث صورا لتفجير مقاوميها بكتيبة طوباس سيارة مفخخ