الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قررو مصيركم بأنفسكم يا أهالي كركوك الكرام !

حسين باوه

2008 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في السابع من شباط عام 2008 ’نشر في جريدة صوت العراق خبرا مفاده أن برلماني تركماني يدعو لوضع الوثائق التركية والبريطانية بشأن كركوك تحت تصرف الامم المتحدة وبغداد.
حيث دعا البرلماني التركماني فوزي أكرم الترزي ( وهو من الكتلة الصدرية ) الحكومتين البريطانية والتركية اللتين استعمرتا العراق ان تضعا تحت تصرف الحكومة العراقية والامم المتحدة الوثائق التاريخية والرسمية التي تحدد هوية كركوك وما جاورها.

ياترى أية وثائق تركية هي تلك التي يطالب السيد فوزي أكرم الترزي وضعها تحت تصرف الأمم المتحدة وبغداد ، أقصده هنا هي تلك الوثائق التي ’تشير إلى إحتلال العراق ( بلاد الرافدين وكردستان ) من قبل الأتراك في عهد السلطان العثماني سليم الأول في بداية القرن السادس عشر ؟ أي إحتلال بلاد قبل خمسمائة عاما من تاريخنا هذه ؟ أو وثيقة التآمر لربط كردستان الجنوبية بالعراق في أعقاب حل قضية الموصل عام 1925 ومن خلال محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي كانت لبريطانيا اليد الطولي في قراراتها ؟

وجاء في نفس الخبر بأن الترزي قد صرح ان وفدا تركمانيا رفيع المستوى سيقوم خلال الايام القادمة بجولة لدول خليجية ويلتقي بالجامعة العربية لتوضيح وجهة نظر التركمان بشأن كركوك .

من خلال هذا التصريح في إمكاننا إستنتاج مايلي :

أولا : عدم وضوح الرؤية و النزعة الأديولوجية لدى السيد الترزي ، أي هل هو تابع لكتلة دينية ( التيار الصدري ) أو هو شخص ذو إنتماء قومي تركماني .

ثانيا: المحاولة لقرع الطبول ثانية وتهويل مشكلة كركوك في الأوساط العربية .

ثالثا : المحاولة الأخيرة للكتلة الصدرية لللعب بورقة كركوك من خلال نائبها فوزي أكرم الترزي بعد أن فشلت على المستوى السياسي والعسكري و في أغلب الميادين.

وليعلم السيد فوزي الترزي ورفاقه وأمثاله في البرلمان العراقي عربا كانوا أو أكرادا أو تركمانا أو أقليات ’أخرى ، بأن قضية كركوك ماكانت تتعقد إلى هذه الدرجة ، لو لم تكن قد جرت المساومة والمتاجرة حولها ومنذ البداية .

لقد سيطرت "عقدة التاريخ " على كل الأحزاب المتواجدة في العراق عربية كانت أو كردية أوتركمانية وخاصة فيما يتعلق بمصير محا فظة كركوك ،
وعلى غرار العقدة التاريخية التي لحقت بفرنسا بعد ’أفول وإنتهاء التوسعات النابليونية في أوروبا وكذلك العقدة الألمانية بعد سقوط ألمانيا الهتلرية ، رغم الفرق المتواجد من الناحية الأديولوجية ومن ناحية المنهج والمسلك.

ومنذ سقوط النظام الفاشي العفلقي في العراق ولحد اليوم يحاول كل جانب إرجاع كركوك إلى مهده ! فعرب العراق ’يحاولون الـتأكيد على عروبة أو بالأحرى عراقية كركوك ، والأكراد يعتبرونها جزء من كردستان والتركمان يعتبرونها مدينة تركمانية والآثوريون يرون فيها جزء من " نينوى " ، وكل هذه الشحنات ’تولد وبإستمرارمن قبل الأحزاب القومية وفي وقت تسيرفيه فكرة الأحزاب القومية نحو الزوال ، رغم كونها في الأصل فكرة ’مختلقة من قبل الطبقة البرجوازية من أجل إستقطاب الجماهير وتوجيهها لخدمة مصالحها الخاصة والذاتية .

فنحن نعيش اليوم في عصر العولمة وأن العولمة لا’تشكل عاملا مهددا للمبادئ الديمقراطية فقط ، بل وتعتبربمثابة إعلان حرب على الأحزاب والدول القومية كذلك ، وحيث سيبقى للسياسة في نهاية المطاف دورا ثانويا وهو خدمة مصالح رجال الأعمال وكظاهرة مؤقتة يتبعها نهوض قوى اليسار في العالم ومن جديد !

وحين دخل السادة الأمريكان العراق في عصر العولمة وأسقطوا نظام صدام حسين فما أرادوا الأخذ بيد الشعب العراقي والسير به نحو الأمام ، بل قاموا بإحياء جراثيم في جسد العراق كالعشائرية والمذهبية والطائفية والقومية والتي من الصعب القضاء عليها دون تواجد وتعاون عقل جماعي . لذا ، ومن أجل أن يسبق أهل كركوك النتائج السلبية لمؤمرات العولمة والمخططة من قبل السادة الأمريكان لما يخص مستقبل العراق فعليهم :

أولا: المحاولة لإنقاذ ذاتهم من براثن السياسة الأمريكية والإشراف الأمريكي على تقرير مصير محافظة كركوك ورفض كل إشراف ’يقترح من قبل هيئات الأمم المتحدة والتي ’تعتبر في حد ذاتها آذانا صاغية لأمريكا .

ثانيا : تشكيل لجنة محلية رئيسية ولجان فرعية للمناقشة والمداولة حول مستقبل كركوك بعيدا عن التأثيرات الحزبية والحكومية والدولية.

ثالثا: أن يكون الهدف الرئيسي لللجنة البحث عن ’أسلوب أو طريق للتعايش السلمي بين القوميات المتواجدة في محافظة كركوك من خلال رئاسة دورية لشؤون المحافظة لكل عام أوعامين.

رابعا: عدم إفساح المجال للبرلمان العراقي بإتخاذ أي قرارحول مصير ومستقبل كركوك دون علم وموافقة هذه اللجنة الرئيسية المشرفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة