الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية الدولة المغربية

يوسف رشيدي

2008 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إن من الصعب جدا تحليل مفهوم الهوية بكل أبعادها الحقيقية و الظاهرة. وغالبا ما تقتصر الهوية لأغلب المفكرين على أنها الروح الذاتية لأي موجود كيفما كان (التحليل الفلسفي) .ويرى أخرون بأنها (الهوية)جوهر وعصب الإنسان ولما لا حتى الحيوان .لكن من غير المحتمل أن نجد عدة أشياء تحمل هويتان أو أكثر ولما لا حتى العشرات من الهويات ..إن من إختلاف طرق و أساليب التعريف وإختلاف مسبباته ودواعيه وغايته سوف نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد تعريف شامل للهوية و يكفينا الأخذ بالتعريف السطحي الشفوي ألا هو كل شيء يكون وحيدا يقترن به صاحبه لا غيره .إن من دواعي هذا التقديم هو البحر ولو جزئيا في إشكالية معقدة وربما مستحيلة عند
البعض(العروبيون) وسهلة للغاية لأخرون وربما كنت أنا من أولئك .
*هنا نستحضر إشكالية الهوية التي تقترن بها الدولة المغربية .وبالأحرى هوية الدولة المغربية الحديثة أو هوية المملكة المغربية المغربية الحديثة ? في هذا الصدد فنحن أمام دولة بمنظور دولتي ETATIQUE نتعامل معه في زاوية دقيقة (المغربETAT-NATION )وهذا عصب أي تفكير للهوية الدولتية .
إذا نظرنا إلى داخل المغرب فسوف نجد تركيبة مختلطة من هويات و هويات (اليهود,المسيح,الأمازيغ,العرب المعربون...) فلا يمكن إطلاق هوية واحدة على الأخرون كما هو حالنا اليوم الهوية العربية أطلقت بالقوة أحيانا وبالجهل أحيانا أخرى على باقي العناصر المكونة ,لكن عموما و ظاهرا يطرح علينا هويتان من حجم كبير .الهوية الأمازيغية للدولة المغربية أو الهوية العربية للدولة المغربية .وبتفكير تاكتيكي سياسي نجد :دولة مغربية بأمة أمازيغية كما يقرأها المهندسون الجدد بالبلاط الملكي أو دولة أمازيغية بأمة مغربية لا عربية مختلطة كما يرغب تسميتها الداعون لحزب سياسي أمازيغي وبالتالي العمل لإيجاد حكومة أمازيغية تؤكد مسارهم .النضالي.

فالتوجهان ينخرطان جاهدا في مرحلة جديدة ترث مرحلة سابقة وميتة في منظورهم إرتكزت على مرجعية تاريخية ـ دولة عربية بأمة أمازيغية التوجهان الوارثان لدولة عربية بأمة أمازيغية في المغرب لم يحسما هوية الدولة الجديدة لا كسيرورة أية ديمقراطية من خلال إكتمال الإنتقال الديمقراطي ,ولا كمرجعية من حسم خيار الدولة المرغوبة في علاقتها بالرهان الأمازيغي.
سؤال هوية الدولة ? لقمة سهلة للإسلامويون الذين يجعلون أو بالأحرى يستغلون و يهضمون لغة الدين (العربية) أو لغة المقدس في نظرهم (الإسلامويون) وفي حد زعمهم أن التقديس يطال لغة القرآن. (لغة الجنة) ,ولغة المجتمع والسوق الأمازيغية أي لغة(الإستهلاك) للإنتاج (تمزيغت مكتخرجش من باب دارك) .ولهؤلاء سوف أسئلهم هل لو كان القرآن نزل بلغة الإنجليز لعظمتم الإنجليزية???وفي الأية الكريمة جواب عنهم: (و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) .
لكن السؤال هل الأمازيغية لغة الأمة ما دامت العربية لإنتماء المغرب للعالم الإسلامي يفرض عليها أن تكون لغة الأمة الإسلامية وإن لم تكن العربية لغة دول تنتمي لهذه الأمة (باكستان,إيران ,أندونيسيا..) لهذا يمكن إعتبارهذه الدول كافرة أو عاصية لأنها تنقصها ركن تقديس العربية ليكون إسلامها صحيحا مقبولا :إشكال للإسلامويون..
*القول بأن المغرب أمة NATION .بنفسه يكرس الوعي الجديد الذي يقود المرحلة وهو توجه قائم على تقسيم سيكوـ سيسيولوجي ستظهر آثاره مستقبلا و يهدد قشرة الدولة التي تصنع الضوء البرتقالي للأمازيغية السياسية فقط ومحاربة الأمازيغية الطبقية المتشبعة بالهوية الأمازيغية للمغرب ومحاربة الإسلام السياسي من الأخير هي طبعا صورة الدولة الحالي للتهرب من حقيقة الهوية الأمازيغية وتكريس الهوية العربية صورة الدولة الحالي العروبية المؤسلمة في إتجاه الأمازيغ,ودحر كل السلفيون المتمركسون في جلباب الإسلام.
ولعل اللعبة السياسية التي إستوعبتها العدالة و التنمية وأتباعها خير دليل على فشل مؤامرة تعريب العرش و سلطنة الملكية.ولعل تأخر العدل والإحسان في دخول اللعبة راجع إلى حلمها في جعل الملكية الأمازيغية خلافة راشيدية .
كتب alen baor أن التاريخ المغربي صداه أمازيغيا وأن التحديث صداه عربيا وهنا تتجلى الهوية الصحيحة.
فلا يمكن إعلان نهاية التاريخ في الأسرة العلوية بنظامها الليبرالي( الديمقراطي) الحالي إلا بتقدم الإشتراكية العربية التي نازعت العرش في تحويله رغم الإعلان عن الإنتماء العربي و الإسلامي في عهدي محمد الخامس و الحسن الثاني .ولعل تراجع الملكية المغربية في العالم إن على مستوى حضور جنازة البابا يوحنابولس الثاني أو في موت ملك السعودية وتراجعها على المستوى العربي والقضايا الدولية كلجنة القدس مثلا وصعود الملكية الهاشمية بالأردن على لدليل قاطع على خيار الملكية الأمازيغية للعمل على تطلع وخدمة الشعب أولا قبل الغير.
*إن الليبرالية الفرنكفونية التي تبناها الحسن الثاني قد تحولت إلى الليبرالية الأنجلوأمازيغية مع حسن أوريد وأتباعه وهو الذي يصوغ المرحلة الحالية. وتبقى الإشارة إلى متي سوف تبقى الأمازيغية مدارة بإدارة أمنية خوفا من عودة الأمازيغ لعهد الإنقلابات. وهذا لن يرجع حتما بكون الملكية أمازيغية محضة ولا يمكن لها الدخول في مسار غير مرغوب فيها ضد العرش.
كتب: يوسف رشيدي
إسبانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة