الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشق مدينة الصمت ... مدينة الأبواب المغلقة

مازن شريف

2008 / 2 / 9
الادب والفن


كان بردى شريان الدم المتدفق في قلب العاصمة السورية دمشق بمياهه المتدفقة عبر أحيائها إلى غوطتها المسكونة بالخير والعطاء وهي ترقص مع قدوم كل ربيع وتغفو لتستريح مع بداية الشتاء.
وكان قاسيون يتمايل ليحضن الربوة وهو يرتوي من شلالاتها ونسيمها المنعش على ضجيج الأطفال والشباب وهم يتراكضون على ضفتي بردى.
وكانت بوابات دمشق مفتوحة للعالم ولكل باب خصوصية تحكي لك تاريخ قديم من الصعب أن تسكن في حقيقته وصوت فيروز يتفنن في لفظ الشآم عند كل فنجان قهوة تشربه نسوة دمشق عند الصباح وهن يتفقن على التحضير ليوم مشمس وجديد.
تلون بردى بالدم حتى جفت فروعه وصار البشر يقولون هنا كان نهر اسمه بردى.
تحولت فروعه إلى أماكن للهرب من ضجيج المدينة الصامتة أبدا والمتكئة على بقايا خضرة تتنفس ما تبقى من عطر الياسمين المتدلي على بواباتها في حاراتها وأبنيتها العتيقة .
دمشق هذه المدينة التي سكنها الشر وكأن اللعنة تسرح بين حروفها لأنها فيحاء الشام فيحاء المطر الذي اغترب عنها.
دمشق كانت تلك الأرض الممتدة من بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس نهارها جميل وليلها يقودك إلى الاسترخاء في حضن غوطتها.

الديك يصيح في كل بلاد العالم مرة عند الفجر أما في دمشق فالديك يصيح مرتين عند الفجر ليقول للشمس هيا اطلعي وعند الظهر ليوقظ النيام ومن ثم يهرب إلى السكينة .
في كل بلاد العالم يقترب النبع من العصفور ليتمتع بزقزقته إلا في بلادي يهرب العصفور ويسكن في قفص ليحلم بالحرية.
في كل بلاد العالم تقترب الكلاب من البشر لتستأنس بها وتداعبها إلا في بلادي تضرب الكلاب بالحجارة (لم يعد في بلادي إلا كلاب شاردة).
في كل بلاد العالم للماء طعم لذيذ إلا في بلادي طعمه علقم.
في بلادي رغيف الخبز تلوح وجهه الزنزانة لا الشمس.
في بلادي كل كلمة ملعونة ما لم تمهر بخاتم السلطة!!!
في بلادي يسكن الصمت إلى الأبد!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل