الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واخيرا روسيا تنتبه الى خطورة ايران النووية

عبدالله مشختى

2008 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اوردت وكالات الانباء تصريحا لحكومة روسيا تعلن فيها عن قلقها من التجربة الايرانية الاخيرة لنوع من الصواريخ الباليستية البعيدة المدى ويمكنها من حمل قمر صناعى الى خارج الغلاف الجوى للكرة الارضية .
ان نظام الملالى التى جاءت الى الحكم فى عام 1979 قد اعلنت ومنذ استلامها للسلطة الدينية والسياسية فى ايران بتصدير الثورة الى الخارج وكان هذا الشعار ولايزال وان تعمدت عدم جعلها فى صدارة شعاراتها الان لايزال هذا الشعار هو فى مقدمة اهدافها الاستراتيجية المستقبلية وانها قد خففت من جذوة هذا الشعار فى العقود الاخيرة بسبب ما تعرضت لها من عزلة دولية كبيرة ومعادات القوة الامريكية لها والتحالف الغربى بصورة عامة ونتيجة لانخفاض مستوى علاقاتها العربية والاسلامية الى ادنى درجاتها الا انها كانت فى الواقع تعد العدة لنفسها داخليا وبعد قناعتها بان الضغوطات الخارجية والمؤامرات الدولية وخاصة الامريكية والاسرائيلية هى اضعف من ان تطيح بها وبنظامها الاسلامى المعلن والمخالف لها فى الباطن وتوصلها الى الثقة الكاملة بان لاتوجد هناك قوة ايرانية معارضة منظمة بتلك القوة التى تمكنها من زعزة سلطة النظام . بدات بجد ومنذ انتهاء حربها مع العراق تعد نفسها لامتلاك قوة عسكرية وتكنولوجية تمكنها من اداء دورها التى خططت لها بعد ان اثبتت لها حربها مع العراق عن عجز قوتها والتها العسكرية التى كانت تعتمد على الغرب وامريكا خاصة بعد ان فرضت عليها الحصار ، وهى قانعة فى نفسها بانها امست حاكمة فى ايران ولن تتمكن قوة ان تهز حكمها وكما قال رفسنجانى مرة بانك لو سلمت احد الملالى درهما ثم اجتمع حوله كل الناس فلن يتمكنوا من اخذ هذا الدرهم من يد الملاوهو يشير الى اطمأنان النظام الاسلامى فى ايران من البقاء فى كرسى الحكم ، ومن هذا المنطلق اتبع النظام الايرانى سياسة اقتصادية دقيقة قللت من المصاريف فى الدولة وفرضت تقشفا كبيرا على الشعب الايرانى من اجل تكوين قوة اقتصادية تمكنها من بناء اقتصاد قوى ويمكنها بواسطة هذا الاقتصاد ان تبنى قوتها العسكرية كى تواجه اعدائها التقليديين وهى امريكا واسرائيل والغرب عامة .
ان السنوات الاخيرة قد اثبتت نوايا ايران حيث تمكنت من بناء الة عسكرية كبيرة ومتطورة من حيث تطوير الصواريخ الباليستية البعيدة المدى وتطوير سلاحها البحرى من حيث امتلاك الغواصات والسفن الاخرى السريعة واخيرا تطوير نوع من الطائرات العسكرية الامريكية ونشاطها المستمر فى بناء البرنامج النووى والتى شغلت المجتمع الدولى ببرنامجها هذا واصبحت تهدد الى حد ما السياسات الغربية بهذا الشأن وتتحدى المجتمع الدولى والوكالة الدولية للطاقة ورغم ان روسيا كان الجهة الاولى فى تزويد ايران باليورانيوم لمفاعلاتها فى بوشهر الى ان ايران لم تكتفى بالاعتماد على روسيا وحدها بل حصلت على الدعم فى المجال النووى من الصين وكوريا الشمالية وباكستان ايضا وحسب ما توحى بها مجمل الاوضاع التى رافقت وخلفت انهيار الاتحاد السوفيتى كانت فرصة لايران لتتمكن من الاستحواذ على الكثير من الخبرة وحتى يمكن القول من مخزونات تلك الدولة من السلاح النووى فى الدول الفقيرة التى خرجت من الاتحاد السوفيتى انذاك مثل اوكرانيا وغيرها ، ولم تتردد ايران فى استخدام كل طاقاتها من اجل ان تصبح دولة نووية فى المنطقة وخاصة وان لها الاهداف الاستراتيجية التى ثبتها الامام الخمينى رحمه الله واصبحت بمثابة استراتيجية لا يمكن التخلى عنها وهى تصدير الثورة الى الخارج ، ونرى ذلك بوضوح عندما لاحت لها الفرصة فى تدخلها فى شؤون العراق الداخلية منذ سقوط النظام الدكتاتورى وهى لن تتوانى ولن تسكن مهما اطلقت الوعود والتطمينات للحكومة العراقية بالتعاون وعدم التدخل ولكنها هى هرطقات سياسية لاغير وانها الان تمتلك المئات من الجماعات والجواسيس والميليشيات التى تحركها يوميا من اجل العمل باوامرها التى لا تتضمن سوى العمل على اضعاف العراق ونشر التخريب والتدمير فيها وهى على قناعة تامة بان العراق البلد المجاور والذى يؤلف سكانه الاكثرية الشيعية اذا ما تمكنت من الاستحواذ عليها فيمكنها ان تخطو خطوات اخرى فى الاتجاهات الاخرى .
ان ايران تريد الانسحاب الامريكى من العراق لتفتتح له الابواب فى العراق كونها تعتبر وهى كذلك ان امريكا واسرائيل اعداؤها بالدرجة الاولى لذلك بدأت بخطوات اقامة وتعزيز العلاقات التى كانت متدنية فى مستواها بينها وبين الدول العربية فى المنطقة حيث قام الرئيس الايرانى بسلسلة زيارات وكذا وفود اخرى للقفز بهذه العلاقات الى مراحل متطورة لاضعاف مواقف امريكا ، وكذلك محاولاتها فى اقامة وتطوير علاقاتها مع دول ذات توجهات معادية لسياسة امريكا مثل الرئيس تشافيز ودانييل اورتيكا واعلانهم علانية عن نيتهم اقامة شبكة علاقات متطورة وتحالفات قوية مع انظمة الحكم المعادية لامريكا فى امريكا اللاتينية لعزل واضعاف السياسة الامريكية فى العالم . وكانت روسيا والصين من الدول الوحيدة التى كانت تدعم مواقف ايران فى الامم المتحدة فى صراعها بسبب برنامجها النووى ، اعتقد بان الساسة الروس قد توصلوا الى قناعة من نوايا ايران المستقبلية بشأن التوجه النووى وانهم يحاولون الوصول الى امتلاك هذا السلاح وهذه اول مرة تعلن روسيا عن مخاوفها وشكوكها بشأن ايران وتوجهاتها العسكرية وخاصة بعد اعلان ايران عقب تجربة الصاروخ الاخير بانهم سيطلقون قمرا صناعيا ايرانيا خلال هذا الشهر بواسطة صواريخهم المتطورة التى انجزتهاخلال السنين الاخيرة ، وان ايران اصبحت لها حساباتها فى قضايا المنطقة فمن ازمة الاستحقاق الرئاسى فى لبنان بتحريك سوريا وحزب الله المدعوم منه والى حالة فلسطين وحركة حماس والجهاد اللتين تتبعان سياسات وتوجهات ايران فى صراعاتهما سواء كانت مع فتح او الاسرائيل وان ابران تعمل وبقوة من اجل اعادة توازن القوى فى المنطقة وان تكون قوة رئيسية تحسب لها حساباتها وكأنها تريد ان تقول للعالم بانه قد ولى يوم كان ايران دولة هامشية وضعيفة ولم يكن تحسب لها حسابات فى الاستراتيجيات والسياسات الدولية فيما يخص منطقة الشرق الاوسط ، خاصة وبعد ان امتلكت صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية لمسافات بعيدة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش


.. الصور الأولى لحادث الطعن في مجمع تجاري في -كرمئيل- شمالي إسر




.. مراسلنا: مناطق شمال غرب سوريا تشهد هدوءا حذرا مع انتشار أمني