الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في اجندة اعمال اقليم كردستان - الجزء الثاني

ريبين رسول اسماعيل

2008 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قطاع الاسكان والمقاولات
ان قطاع الاسكان والمقاولات يعتبر الان واحدة من اهم القطاعات ليس في اقليم كردستان فحسب، بل في عموم المنطقة والشرق الاوسط بشكل خاص لكثرة ازمات الاسكان والدخل الجيد للدول المصدرة للنفط بعد ارتفاع اسعار النفط عالميا.
وكون ان اقليم كردستان تتمتع بميزة الاستقرار الامني قياسا الى باقي انحاء العراقن فأن ذلك شجع العديد من الشركات الاجنبية للعمل في هذا القطاع في الاقليم، مما خلق مناخا ايجابيا لتدفق الاستثمارات الاجنبية في مجال الاسكان والمقاولات واقامة مشاريع تنموية واعمارية، وهذا يعني ان تكون للجهات المختصة ان تكون لديها تصور كامل عن البدائل لادارة موارد الاقليم في هذا القطاع من اجل زيادة جلب الاستثمارات الاجنبية وتشجيع الرأسمال المحلي على الدخول في السوق ومنافسة الشركات الاجنبية من خلال توفير الضمانات القانونية و الاعفاءات الضريبية ومزايا تشجيعية اخرى.
اشارت الاجندة الى النمو التي تشهده هذا القطاع في اقليم كردستان في ظل تعدد شركات الاسكان والمقاولات المحلية والاجنبية التي تعمل في الاقليم مستفيدة من الاستقرار الامني، اضافة الى بعض التسهيلات المقدمة لها من قبل الحكومة. لكن هذا القطاع يعاني كبقية القطاعات من عدد من المشاكل كالنقص شديد في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وغياب الاحصاءات السكانية واغفال نسب النمو السكاني ومعدلات دخل الفرد و العائلة في عمليات التخطيط للاسكان وعدم وجود مسوحات طبوغرافية للمدن او تقادمها، وهذه المسوحات الطبوغرافية لاشك بأنها ضرورية في عمليات التخطيط للاسكان، اضافة الى ضعف القوانين الحالية الخاصة بتصنيف الاراضي الزراعية في الاقليم بحيث يحقق الموازنة بين الحاجة للوحدات السكنية وبين حاجة الاقليم من الاراضي الزراعية.
هناك ايضا الروتين الحكومي في معاملات الحصول على رخصة اجازة البناء التي تستغرق وقت طويل وتأخذ الجهد الكبير من المواطنين وكثرة التعليمات المتداخلة فيها مما يسبب ارباكا للموطنين، هذا في الوقت الذي مازال المواطنون يعانون من مشكلات عديدة بسبب قانون الايجار الحالي وضعف قدرته على احداث الموازنة بين المالك والمستأجر. وهناك ايضا مشكلة تمويل مشاريع انتاج مواد البناء كالمعامل والمصانع الخاصة بأنتاج البلوك والطابوق والحديد السلح في ظل عدم وجود قروض عقارية ميسرة طويلة الامد وبروز عدة مشاكل اساسية تتعلق بتوفير الخدمات الاساية في المجمعات السكنية كالماء والكهرباء والطرق وبناء المدارس والمستشفيات، كل هذه المشاكل مرتبط بغياب التخطيط الستراتيجي الشامل للمدن والمجمعات السكنية الجديدة في ظل غياب اعتماد المواصفات الاقليمية والعالمية للتصميم الاساسي والخدمات الملزمة في تلك المنشأت.
ان النهوض بهذا القطاع الحيوي جدا في المرحلة الراهنة ونحن نحاول جاهدا اعادة بناء المدن والمجمعات، يعني قبل كل شيء تعديل مجموعة من القوانين المتعلقة بتصحيح صنف الاراضي و تعديل قانون الايجار القديمن او حتى طرح قانون جديد للايجار تأخذ في الحساب الوضع الاقتصادي الجديد كون ان اكثر من نصف مواطني اقليم كردستان هم مستأجرون في الاقليم ولايملكون بيوتا خاصة بهم، وهذا يعني ان اكثر من (80%) من دخل هؤلاء المواطنين يذهب في نهاية الشهر الى جيوب المؤجرين.
اضافة الى ذلك، يحتاج هذا القطاع الى اصدار قانون خاص بتقديم التسهيلات المصرفية سواء كانت من قبل المصارف الحكومية او المصارف الخاصة وتشجيع المصارف الخاصة على استثمار اموالها في تقديم القروض بدلا من تكديسهان وهذا يحتاج بلاشك الى قانون خاص ينظم العملية ويحافظ على حقوق البنوك والاشخاص. ان اصدار قانون جديد بالضرائب وترتيب الضريبة في الاقليم يساهم بشكل كبير في معالجة هذه المشكلة على ان يرافقها تقليل الرسوم على الوحدات السكنية واصدار شهادات الايداع لتمويل المشروعات السكنية وتحديد جهة مستقلة تتولى التنسيق ما بين جميع الدوائر المعنية بالارض والبناء والكهرباء والطرق والجسور وتتولى ايضا السيطرة على المشكلات الناجمة من تداخل القرارات والتعليمات وسياقات العمل بين هذه الدوائر.

سمات قطاع الاسكان والمقاولات
من اهم سمات هذا القطاع هو الخلفية المؤسساتية داخل الدولة والمجتمع كونها تأسست في وقت مبكر ولها تجارب كبيرة وخبرة لابأس بها من خلال العمل المشترك ما بين نقابات العمال ونقابات المهندسين واتحادات المقاولين واتحادات رجال الاعمال والتي تمتلك فيما بينها خبرات كبيرة وقامت بتنفيذ المشاريع الكبيرة في السابق، ولكنه مع ذلك يعاني من التخلف وغياب استخدام التكنولوجيا الحديثة من مواد ومعدات ومكائن وانظمة معلومات.
وكذلك قدم وتخلف الاجراءت والاساليب والمهارات من قبل كوادرعا الوظيفية الحكومية العاملة مع هذا القطاع وسوء اداء المنظومات الادارية الحكومية المرتبطه به من تصميم اساس المدن وغياب الاحصاءات الدقيقة او عدمها والتشريعات التي تكبل هذا القطاع. في الوقت التي تعاني فيه الاقليم من ازمة سكنية خانقة قد تستمر في السنوات القادمة نتيجة النزوح الجماعي من مدن وسط العراق بسبب التهديدات والوضع الامني الصعب في العراق مالم يتصدى لها المعنيون بالامر بشكل جدي واساسي.
فالحاجة الكلية لمواطني اقليم كردستان بشكل خاص تزيد الان على اكثر من (300,000) الاف وحدة سكنية، وهذا يعني ان المشكلة لت تحل في الوقت القريب وتحتاج الى جهد كبير ومتواصل من قبل المنيين. في الوقت الذي تتراوح معدل النمو السكاني السنوي في الاقليم مابين (3% ــ 3,5%) وهو معدل بدأ يتصاعد خلال السنوات القليلة السابقة وهو مرشح للتصاعد في السنوات القادمة.
في المقابل فأن معدل مساحة الاراضي المخصصة للسكن في الاحياء الحضرية للاقليم يحتاج الى اعادة نظر بسبب تغيير وضعية الاراضي ونوعية الاراضي الزراعية الى اراضي سكنيةن وهذا مايفقد الاقليم مساحات زراعية شاسعة بسبب التوجه العام للبناء الافقي وعدم الاهتمام الجدي بالبناء العمودي التي يسهل فيها ايصال الخدمات الضرورية واقل كلفة من الناحية المادية.

المشكلات التي تواجه هذا القطاع
قسمت الاجندة المشكلات التي تواجه هذا القطاع الى عدة ابواب مختلفة بدأ بالتصميم الاساسي والاحصاءات والمسوحات الى التمويل والاراضي والسيطرة النوعية والمختبرات الانشائية والمقالع ومواد البناء ومنظومة قيم الثقافة السكانية والموارد البشرية والاسكان وقطاع السياحة والمستثمرون والشركات الاستثمارية والمقاولات وتصنيف الخبرات والمعايير المطلوبة و وكيفية الحصول على العقود والاحالة ومشكلات التمويل ومشكلات التنفيذ والمنافسة الموجودة بين الشركات والمشاركة الخارجية من قبل الشركات الاجنبية والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي والتطلعات والآفاق المستقبلية التي تنتظر هذا القطاع.
اذن ان المشكلات كثيرة ومتعددة الجوانب، ولهذا يحتاج الى حلول كثيرة ومتعددة الجوانب ايضا. كون ان الحلول ليست عند جهة واحدة، بل عند عدة جهات مختلفة، وهذا ما يصعب معالجة الوضع المعقد للاسكان.
1) تعثر وتأخر الحصول على رخص البناء والوثائق المطلوبة والاجراءات الروتينية الطويلة وغياب قواعد الانجاز وكثرة تداخل التعليمات فيه. وهذا يعني ضرورة الاسراع في تبني انظمة ادارية تعمل وفق مناهج الحكومة الالكترونية لتسهيل مهمة الحصول على الوثائق المطلوبة لرخص البناء وضرورة دراسة الدورة المستندية للمشروعات الاشتثمارية وسبل تخفيضها.
2) الاجراءات غير متماثلة في مدن ومحافظات الاقليم في منح رخص البناء وتستغرق مددا متباينة ويرتبط ذلك بحجم الصلاحيات الحددة. وهذا ما يدعو الى توحيد اجراءات منح رخص البناء في جميع مناطق ومحافظات الاقليم واختصار الفترة الزمنية لانجاز المعاملات.
3) تعدد جهات المساءلة والتدخلات الحكومية بعد صدور اجازة البناء. وهذا ما يدعو الى ضرورة توحيد جهة اصدار رخص البناء والمساءلة القانونية بعد الاصدار لضمان حقوق المواطن من جهة، والدولة من جهة اخرى.
اما بالنسبة لمشكلة التمويل فقد تم تشخيصها في مشكلة واحدة كالتالي:
1) نقص التمويل اللازم للمشاريع الانتاجية التي تعمل في مجال انتاج المواد الانشائية، وكذلك ندرة التمويل اللاوم لآنجاز مشاريع اسكانية عملاقة، في غياب انظمة مصرفية فاعلة او استراتيجية حكومية لسد حاجات التمويل الضخمة في هذا القطاع. اذن فلابد ان تكون الحلول المقترحة عبارة عن ضرورة انشاء صندوق القرض الاسكاني والائتمان الاسكاني وبنك الاسكان و وضع برنامج للرهن الاستثماري وتقديم تسهيلات مصرفية من قبل المصارف الحكومية للمشاريع الاسكانية. اضافة الى تشريع قوانين جديدة للضرائب وتقليل الرسوم على الوحدات السكنية واصدار التشريعات التي تسهل اصدار شهادات الايداع لتمويل المشروعات السكنية وضرورة التنسيق بين البنك المركزي والمصارف المحلية لتشجيع العملية الاسكانية بالتشاور مع منظمات القطاع الخاص واستخدام اساليب اخرى في دعم المستثمرين عن طريق المصارف كشراء المصارف للمعدات والمكائن وتأجيره للمقاولين وهي طريقة تأجير اميركية معروفة واستخدام سلفة القرض العقاري كعامل محفز لتشجيع اقامة المشروعات السكنية والدور في الاقضية والنواحي.
ان التحدي الاكبر التي تواجه هذا القطاع في اقليم كردستان هو كيفية الخروج من حالة الفوضى التي تسود مجمل نشاطاته والتشابك الحاصل في نشاطات هذا القطاع مع النشاطات الاقتصادية الاخرى لمجمل قطاعات الاقتصاد في الاقليم، وهذا ما يدعو الى ضرورة وضع بناء استرتيجية ورؤية شاملة للخروج من فوضى التشريعات الكثيرة والتي تعيق عمل هذا القطاع والتداخلات الحاصلة في نشاطاته والعمل على جلب التكنولوجيا الحديثة تساهم في اعادة نشر ثقافة نمط جديد بمنطق اقتصادي قليل الكلفة بشكل يلائم اجواء الاقليم وتحقق جودة عالية.

* مدير ASK في اقليم كردستان واحد المشاركين في اعداد الاجندة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان : هل يعكس الفن السابع الواقع ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. مشاجرات في البرلمان الجورجي قبل التصويت على -القانون الروسي-




.. طاعة الحوثيين لخامنئي.. ورقة إيران لشرعنة وكلائها؟| #التاسعة


.. إحباط غربي من الهجوم الروسي وبلينكن يتوعد بوتين بدفع الثمن!|




.. يتحدث معك حسب مزاجك.. ثورة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي من