الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهروب إلى الأمام من استحقاق انهاء حالة الانقسام

وليد العوض

2008 / 2 / 9
القضية الفلسطينية


عاد العدوان الإسرائيلي مجددا يطل برأسه مستهدفا شعبنا في قطاع غزة , وقد حصد هذا العدوان خلال الأيام الثلاثة الأخيرة سبعة عشر شهيدا وعشرات الجرحى بالإضافة إلى العودة مجددا لارتفاع نغمة الحديث عن قطع الكهرباء وإمدادات الوقود المقلصة اصلا ، وكل هذه مؤشرات على أن العدوان سيتواصل والحصار سيتشد بوتائر عالية ويبدو أن ذلك يجري وفق الحسابات الإسرائيلية الدقيقة الهادفة الى خنق أبناء شعبنا في القطاع والدفع بهم جنوبا نحو حدود مصر الشقيقة تحقيقا لرغبتها الكامنة المتمثلة بالقاء كرة غزة الملتهبة في حضن مصر الشقيقة والتخلص من استحقاق الانسحاب من الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الاراضي المحتلة عام1967 وحل قضيةاللاجئيين طبقا للقرار 194، ما يدلل على ذلك ان هذا التصعيد المتجدد يأتي في إعقاب أيام عشرة من الهدوء والسكينة الخادعة شهدتها جبهة الصراع مع الاحتلال في قطاع غزة، وللتذكير لابد من القول انه منذ يوم 24/1/2008 حيث صمتت الصواريخ التي كانت تتساقط كأوراق الشجر على بعض البلدات الإسرائيلية وتتخذها إسرائيل منها مبررا لعدوانها على شعبنا ، فقد توقفت تلك الصواريخ في أعقاب أسبوع دموي نفذت إسرائيل خلاله عدوان وحشي سقط خلاله عشرات الشهداءومئات الجرحى وعملت على قطع الكهرباء وإمدادات الوقود وبات سكان قطاع غزة مهددون بكارثة إنسانية لايمكن للمجتمع الدولي تحملها واحتجاجا على ذلك انطلقت حملة شعبية عارمة وسارت مئات التظاهرات الشعبية في كافة دول العالم للضغط على اسرائيل ومطالبتها برفع الحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل عن شعبنا ، وقد كادت هذه الحملة التضامنية الشعبية إن تؤتي أكلها بالضغط على حكومة الاحتلال وإلزامها على شك الحصار .
ولكن يبدو أن هناك حسابات أخرى كانت تجرى في بعض الأروقة ، فقامت حركة حماس وتحت أنظار الأجهزة الأمنية التابعة لها بتوجيه الجماهير الفلسطينية نحو الحدود مع مصر الشقيقة وما من شك فإن الحاجة الملحة للخلاص من الحصار والكبت والاحتقان الذي يسود قطاع غزة منذ أيام الانقلاب وما تلاها من ممارسات مست بشكل كبير حرية الرأي والتعبيروحملات المداهمة والاعتتقال السياسي اضافة الى الشعور العام بالمصير المجهول المنتظر كل ذلك ساهم في تواجد مئات الآلاف من الجماهير الفلسطينية نحو الجنوب يبحثا عن متنفس في المدن المصرية المتاخمة للحدود مع غزة وقد استمر تدفق السيل البشري هذا عشرة أيام متواصلة يسجل خلالها لمصر الشقيقة سعة صدرها ورحابته على الكثير من الممارسات والسلوك الغير مقبول الذي قام له البعض بحق مصر وسيادتها وأبنائها الجنود الطيبين الشجعان .
وما من شك فإنه كان يمكن الاستفادة من الوضع الذي نشأ والتعامل معه بمسؤولية عالية لرفع الحصار عن شعبنا عبرالتعامل بايجابية مع مبادرة الرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة الدكتور سلام فياض بشأن المعابر والعمل على تشغيلها والسعي في ذات الوقت بالاستفادة من ما نشأ من واقع إلى تحسين شروط العمل في معبررفح والحد من التدخل الإسرائيلي في عملية تشغيلة وانتظام العمل به لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل لحسابات مافي نفس يعقوب ،فعادت أزمة الحصار والعدوان تعود مجددا بعد ان عادت الصواريخ تطل لتضرب البلدات الإسرائيلية الأمر الذي تتخذ منه إسرائيل مبررا وهي بدون شك تعتدي دون مبررات ولكنها ستستخدم ذلك لارتكاب مجازر كثر وحشية تقودها إلى تحقيق مراميها التي أعلنها كبار ساستها في مؤتمر هرتسيا مطلع العام والمتمثلة بأن يتواصل الضغط على الفلسطينيين ودفعهم باتجاه سيناء وتوسيع القطاع بهذا الاتجاه يطول بعمق عشرة كلم وعرض 100كلم ، مما سيوفر من وجهة نظر حكومة الاحتلال فرصة لها للتهرب من استحقاق عملية السلام والاقرار بحقوق شعبنا وفي مقدمته حقه في اقامة دولته المستقة، ويوفر لها كذلك فرصة الاستمرار في نهب الاراضي والاستطيان في اراضي الضفة الغربية واستكمال بناء الجدار الفاصل. وفي هذا المجال أقول ان الحسابات الضيقة التي استخدمت في التعامل مع قضية الحصار والمعابر بما في ذلك التعامل الاعلامي الخاطىء من قبل الشرعية الفلسطينة والذي بدا للوهلة الاولى لدى الجماهير المتعطشة لرفع الحصار وحرية المرور عبرالمعابروكأنه اصرار على عودة الجانب الاسرائيلي للتحكم بمعبر رفح ، بينما واقع الامرغير ذلك الامر الذي يستوجب تصحيح هذا الخطاب واظهار الامورعلى حقيقتها. ان التعامل الخاطىء مع قضية الحصار والمعابر كما اسلفت حال دون توظيف ما نشأ من حملة تضامن مع شعبنا لمصلحة الضغط على حكومة الاحتلال لرفع الحصارالظالم بل أكثر من ذلك ان منهج التعاطي الفئوي حال دون ان يشكل الاتفاق على هذه القضية الهامة مدخلا لإنهاء حالة للانقسام الراهنة ودرء المخاطر المتفاقمة على المشروع الوطني الفلسطيني لذلك لابد من القول أن الحسابات الضيقة في التعاملمع القضايا الوطنية الهامة بهذا الشكل ومحاولات الهروب إلى الأمام من استحقاق إنهاء حالة الانقسام واختزال قضية شعبنا وتوظيفها بشكل غير مسئول في صراعات فئوية بل وحسابات اقليمية ظاهرة للعيان ستؤدي بكل تأكيد إلى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وتحقيق ما تصبوا االيه إسرائيل شاء أصحاب الشعارات الرنانة أم أبو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب