الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي

محمد سيد رصاص

2008 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يحكم مبدأ الأواني المستطرقة علاقات الولايات المتحدة ،فيمايخص الشان العراقي منذ عام2003،مع كل من الأتراك والأكراد،حيث أدى قرار البرلمان التركي،في 1آذار2003 قبيل ثلاثة أسابيع من غزو واشنطن للعراق،برفض فتح جبهة شمالية أمام القوات الأميركية ،إلى اعتماد أميركي على القوى الكردية العراقية بالشمال،في الوقت الذي كان التوافق الإيراني- الأميركي آنذاك ضد صدام حسين مؤدياً إلى اعتماد واشنطن على مليشيات وأحزاب شيعية عراقية كانت متمركزة في ايران،وهو مارسم حدود التركيبة المحلية العراقية،في واجهة سلطة الإحتلال الأميركي،التي قامت أساساً على ثنائية شيعية- كردية خلال السنوات الماضية،إضافة إلى أن ذلك قد قاد،من جملة ماأدى إليه،إلى رسم سيناريوهات للعراق المقبل،راعت البنى المحلية المتنفذة،مثلماكان الأمر عليه عبر تلبية مطالب الأكراد في(الفيدرالية)و(تسوية وضع كركوك) من خلال النص عليهما في الدستور العراقي الجديد،على حساب قوى محلية أخرى،وضد مطالب وسياسات دول اقليمية،كان من بينها تركيا ودول عربية بعضها مجاور للعراق.
منذ الخريف الماضي،يلاحظ اتجاهات جديدة عند واشنطن،برزت في الخامس من تشرين الثاني،أثناء زيارة رئيس الوزراء التركي للعاصمة الأميركية واجتماعه بالرئيس بوش،عندما كان الإتفاق الأميركي-التركي حول موضوع(حزب العمال الكردستاني)مترافقاً مع اتجاه الولايات المتحدة إلى طي صفحة الإستفتاء حول مصير كركوك ،المدرج في الدستور والمحدد في كانون أول2007،عبر ادخاله في أنفاق أدراج الأمم المتحدة،الشيء الذي تزامن مع اعطاء واشنطن لأنقرة حرية الحركة في ضرب مواقع حزب عبدالله أوجلان بشمال العراق، الذي قال رئيس لجنته التنفيذية(مراد قره يلان)بأن التحرك التركي لايستهدف مواقع الحزب هناك فقط" بل التجربة الكردية في شمال العراق"أيضاً،وهو ماتوبع أميركياً،في بداية العام الجديد وبالتزامن مع زيارة الرئيس التركي لواشنطن،مع وضع المنظمة العسكرية التابعة لحزب العمال،أي"صقور حرية كردستان"،ضمن تصنيف الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية،بعد أن كانت الولايات المتحدة تغض النظر عن نشاطات حزب أوجلان العلنية في شمال العراق خلال السنوات اللاحقة للإحتلال الأميركي للعراق وعن رعاية حلفائها من أكراد العراق له،هذا إذا لم يصل الأمر،وفق معلومات بعض الصحف الأميركية،إلى تعاون استخباراتي أميركي معه،خصوصاً بعد تأسيس حزب العمال الكردستاني لفرعه الإيراني،المسمى(بيجاك)، والذي بدأبالدخول في نشاطات عسكرية ضد طهران في المناطق الكردية الإيرانية انطلاقاً من شمال العراق.
هنا،يبدو أن الموضوع الإيراني(الذي أصبح هو"التناقض الرئيسي لواشنطن في المنطقة منذ صيف عام2005)هو المحرِك في تقرير المفاضلة الأميركية بين الأتراك والأكراد،وهو مايمتد إلى أبعاد أكبر،عندما وصل الرئيس الأميركي،أثناء استقباله للرئيس عبد الله غول،إلى حدود الحديث عن"النموذج الاسلامي الرائع"في أنقرة،وإلى التعبير عن استغرابه للعراقيل الأوروبية أمام انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي التي تعبر-وفقاً لتصريح الرئيس بوش-عن"عدم فهم أوروبا لأهمية هذه الخطوة في مجال الطاقة"بعد أن أصبحت تركيا ممراً وسيطاً لتوزيع موارد الطاقة(غاز ونفط آسية الوسطى والقفقاس)إلى المحيط الأوروبي.
في هذا الإطار،أتت زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة للمنطقة،بعد أيام من ذلك اللقاء في واشنطن،لتعبر عن كم أن"الهم الإيراني" قد أصبح مركزياً في رسم السياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.من هنا يأتي الإتجاه الأميركي المستجد إلى "تعويم"الدور التركي الإقليمي في وجه ايران،وهو وضع ينبع من تردد"المعتدلين العرب"في الإصطفاف بحلف ضد ايران-بعكس مافعلته طهران مع واشنطن ضد بغداد2003- ومن تقديرواشنطن بأن اسرائيل غير مناسبة لذلك- تماماً مثل وضع حرب 1991 عندما منعتها واشنطن من المشاركة وحتى من الرد على الصواريخ العراقية-هذا إذا ماكان ابرازها يفسد كل"الطبخة الأميركية" التي تُعد الآن أميركياً ضد طهران،وأيضاً يأتي ذلك من كون الإضطراب الباكستاني،وخاصة بعد اغتيال السيدة بوتو،لايساعد على وضع اسلام آباد في دور اقليمي فعَال،وهو ماكانت تأمله واشنطن-إضافة للترتيب الباكستاني المحلي- من ذلك الزواج السياسي بين بنازير بوتو والجنرال مشَرف،الذي كانت تدفع باتجاه حصوله خلال الأشهر القليلة الماضية.
حتى الآن استجاب الأتراك لهذا الإتجاه الأميركي الجديد وحصلَوا مكاسب على صعيد مواجهتهم مع حزب عبد الله أوجلان،وعلى صعيد اضعاف أكراد شمال العراق:السؤال الرئيس الآن هل يستجيب أتراك (حزب العدالة والتنمية)إلى متطلبات ومخاطر دور اقليمي ،في منطقة مليئة بالقضايا المتفجرة ،في ظل شعور مازال يسود أنقرة منذ انتهاء الحرب الباردة بأن تركيا قد فقدت الكثير من دورها السابق الذي كان أثناء الإحتياج الأميركي السابق لها في زمن الصراع ضد السوفييت؟................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة