الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضمحلال أمريكا وعلم المستقبليات

مهدى بندق

2008 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بتاريخ10-11-2007كتب الأستاذعبد البارى عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربى اللندنية مقالا يبشر فيه بدنوالموعد المنتظر ، موعد سقوط الأمبراطورية الأمريكية . والحق أن من يقرأ هذا المقال لاغرو سيشعر بالإرتياح لفكرة سقوط تلك القوة الغاشمة التى جثمت على أنفاسه وأنفاس قومه لأكثر من نصف قرن . وقد لا يسأل هذا القارىء نفسه : وماذا بعد سقوط أمريكا ؟ لكن الكاتب كان حريا ً بأن يطرح هذا السؤال على بساط البحث ، فسقوط أمبراطورية ليس كسقوط قالب من الطوب على رأس أحد المارة ( وهى في حد ذاتها خسارة إنسانية بالطبع ) أما الأخرى فشأن عالمى ودولى وإقليمى لا مشاحة ، يترتب على وقوعه كوارث سياسية وإقتصادية وجيوبولوتيكية غير محدودة . لكن العقل العربى المؤسس على ثقافة القدرية لا يقدر – وربما لا يرغب – في تصورها بله مجابهتها ، وتلك هى الكارثة الأعظم !
في عام1979 أثناءالتوقيع على محادثات سولت2 صرح أحد المحللين الإنجليز بأن بلاده لم تكن تستطيع الصمود أمام جحافل الجيش الأحمر ( السوفييتى وقتها ) بأكثر من 20دقيقة مالم تتدخل أمريكا من قواعدها في أوربا ! وبعد ذلك نرى من كتـّاب العرب ومحلليهم من يتندر كان بذيلية تونى بلير لكلينتون ، ثم لبوش !
ليتنا ندع التندر على الآخرين جانبا ً ، فنحن الأولى به ؛ عندئذ سندرك أن تبعية طرف لطرف إنما هو إنتاج لواقع ملفوف بمصالح الدول ، غير متعلق بشخصانية الأداء ، ومن غير المتصور إن تكون أوربا غير مدركة لما سوف تئول إليه أحوال الأمبراطورية المريضة ، بيد أنها تنتظر إعلان الوفاة لتحصل على نصيبها من الميراث دون جلبة.
ما أريد قوله لا يذهب الى نقد مضمون مقالة عبد البارى عطوان ، وانما هو تحفظ على أسلوب التناول ، ذلك أنني من موقعي في معسكر الديموقراطيين العرب [ وهوموقع محدود كيفا وكما، دعنا نعترف ] أتفق مع الزميل الأستاذ عطوان حول إقتراب سقوط إمبراطورية اليانكى( بشواهد الديون الفلـــكية =65 تريليون ) و تدهور الدولار(70% من سعر اليورو )جنبا ً الى جنب الإخفاقات السياسية في العراق وباكستان وإيران ، فضلا عن الاضطرار للعبث بالقضية الفسطينية وما آلت إليه ،. بفضل السياسة الأمريكية وتابعتها إسرائيل ، من حث الأصوليين الفلسطينيين على البحث عن وطن بديل ( = سيناء ! ) لجر مصر إلى مواجهة مع الأشقاء في الخارج والداخل، أو إلى التسليم لهؤلاء بما يريدون فينفتح بذلك ملف الفتنة الطائفية إلى حدود غير مسبوقة تشي – لا قدر الله – بدمار وخراب المحروسة، والمشرق العربى جميعه .. وهو ما تسميه أمريكا برعونتها وغبائها الإستراتيجى " الفوضى الخلاقة " !!
يدرك كل من قرأ كتاب " القوى العظمى .. التغيرات الإقتصادية والعسكرية للمؤرخ الأميكى المعاصر ، والأستاذ بجامعة ييل: بول كنيدى أن كل الشواهد التى أحاطت بظروف سقوط واضمحلال القوى الكبرى عبر التاريخ ، هي نفسها الشواهدالدالة علي اقتراب موعد اضمحلال وسقوط القوة العظمى " الأوحد " في عصرنا الحالى .. وتلك كما أسلفنا القول كارثة لا يستهان بها ، سواء للولايات المتحدة الأمريكية- حيث شبح الإنفصال يطل برأسه – أو لحلفاء أمريكا ، الذين
ربطوا عملتهم بعملتها ، وسياساتهم بسياستها ...الخ
بالنسبة لنا نحن رجال ونساء العالم الثالث تتبدى الكارثة المنتظرة فى أن البدائل الإستراتيجية غائبة ، فشبح الفاشية ماثل أمامنا باسمه الحركى : الأصوليات، وليس ثمة من يبنى في هذه الصحراء الموحشة سفينة َ ( أو حتى قاربَ ) نوح وكفى بواقعنا المتردى على كافة الأصعدة شاهدا ً ودليلا ً.
. ليس قولي هذا تأسيسا ً لتشائم ما بعد حداثىّ، بقدر ما هو دعوة للمثقفين المصريين والعرب أن يضعوا على رأس أجنداتهم دراسة السيناريوهات المحتملة لعالم قد يخلو من نظام القطب الأوحد،تمهيدا لوضع التصورات الواقعية الملائمة ، في استجابة منهم لمطالب علم المستقبليات Futurology هذا العلم الذى بدونه فلا أمل لنا في تجنب الكارثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة