الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيحكم غزة

علاء نايف الجبارين

2008 / 2 / 12
القضية الفلسطينية


الشروط المتبادلة التي وضعها طرفي النزاع الفلسطيني للوصول للتوافق جعل الأمور أكثر تعقيدا واظهر الجميع إنهم يريدون مصلحتهم الحزبية أولا وقبل كل شي، فحماس لم تقم بالانقلاب لتعود عنه كما تريد القيادة الفلسطينية والتي لن توافق على إعطاء حماس دورا اكبر خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية اكبر العقبات أمام أي حوار، فكلا هما يريد أن يسيطر ويسير هذه الأجهزة بطريقته الخاصة وان دعت حماس إلى الإصلاح فانه مرتبط بمدى ما يمكن يقدم لها ويتوافق مع منهجها.
الدور الذي ستلعبه القاهرة ليس بسيطا ولكن يبدو إن القيادة المصرية مصممة هذه المرة أن إيجاد الحلول المناسبة لان الأمور بدت أكثر تعقيدا وقربا منها خاصة بعد هدم الجدار بمبادرة من حركة حماس فدخل الفلسطينيين إلى مصر بدون تأشيرات وتعرضت مصر لضغوط إسرائيليه أمريكية وقال مبارك لن نترك أهل غزة يموتون جوعا، وكذلك لا يمكن التغاضي عن رغبه المصرين الإمساك بجميع الخيوط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خاصة بعد دخول السعوديين على خط المصالحة وهذا يعتبر انحسار للمد المصري في المنطقة
إن تجاوز الحدود لم يقتصر على الفلسطينيين فقد دخل المصريين غزة بسياراتهم وكان وجودهم طبيعيا ومرحبا به فهم إخوة وأشقاء ويعيد وجودهم ذكريات الماضي الذي ربما سيتجدد وذلك عندما كانت مصر تدير الأمور هناك

قد يكون الحل هذه المرة مصريا بكافه جوانبه فكما ذكرنا فيما سبق تعتبر الأجهزة الأمنية هي المسالة الأكثر تعقيدا فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني فهل ترسل مصر قواتها لإدارة المراكز الامنيه في غزة لفترة انتقالية تعمل إثناء ذلك على بناء هذه المؤسسات على أسس غير حزبيه ومؤهلة لإدارة الوضع؟
إن هذا الأمر لن يكون مفاجئا للفلسطينيين كشعب فهم ينظرون إلى مصر أنها العمق العربي والإسلامي لهم وكذلك الأمر بالنسبة لحماس والتي أعلنت أنها ستنقل تبعية غزة الاقتصادية من إسرائيل إلى مصر والتي تسعى إلى تغيير في الأجهزة الأمنية، وفي الوقت نفسه تظهر أمام مناصريها إنها لم تتراجع عن الانقلاب والذي كان سلوكيات الأجهزة الامنيه احد مبرراته وأيضا ستجد في الأمر إعفاء لها من مسؤولية محاربه التنظيمات المتطرفة التي نبتت في البيئة التي أوجدتها بعد الانقلاب لان في مواجهتها ربما ضرر على سمعتها كحركة مقاومة
وفي حركه فتح سيفهم الأمر انه أفضل المساوئ ويمهد لعودتها لغزة ويعفيها من الدعوة لوجود قوات دوليه أعلنت حماس أنها ستكون أهداف مشروعه لها، وبالتالي القبول بقوات دولية لن يؤثر عليه تبديلها بقوات مصرية.

أما الجانب الإسرائيلي والذي وافق على إجراء تعديلات على اتفاقيه كامب ديفيد فهذه فرصة للحديث مع المصرين حول الصواريخ وكبح جماح المقاومين وهي بدأت في الآونة الأخيرة أكثر صراحة في الحديث عن فصل غزة وسيجد العالم أن هذه أفضل الحلول وستتعامل مع الوضع الجديد ويفك الحصار وذلك لدعم المبادرة المصرية
إن نجاح هذه المبادرة الانتقالية مناط بقدرة المصرين على تجديد ثقة الشعب الفلسطيني بهم والعمل على إنهاء مهمتهم بأسرع وقت لان التمديد ربما سيحولهم لقوة غير شرعية وتجد إسرائيل فرصتها في إلغاء غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب