الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربع الطافي من جبل التخريب

عزيز العراقي

2008 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كان للتدخل الايراني ومحاولته مصادرة الانتفاضة العفوية عام 1991 , السبب الرئيسي في تنصل الرئيس الامريكي جورج بوش الاب عن وعوده التي قطعها على شاشات التلفزيون بدعمه للمنتفضين . وآثروا بقاء صدام على ان لايسمحوا للعراق بالسقوط في حضن النظام الايراني , مما زاد في قناعة العراقيين بأن صدام لايمكن ازاحته - فماذا يفعلون بعد انتفاضة اسقطت 14 محافظة في اسبوعين ؟! – وضلت الجماهير على هذا الموقف السلبي لغاية اسقاط النظام من قبل الامريكان في 9نيسان 2003 .
هذا معروف , واصبح من الماضي الذي لانزال ندفع ثمنه , بعد ان استمر صدام في جبروته لاثني عشر عاماً اخرى , وفرض الحصار على شعبنا المنكوب , وترك آثاره المدمرة على البنية الفسلجية للانسان العراقي , وخلق حالة من تدني القدرات نتيجة الحرمان من كل متطلبات الحياة الضرورية .

كل هذا كان يمكن ان يفسر بسوء التقديرات السياسية لحكام طهران . الا ان الاستمرار بأستخدام اساليب اكثر فتكاً , واشد تأثيراً على تفتيت الوحدة العراقية . يوضح مدى الاصرار على اخضاع العراق للنفوذ الايراني , فمن سرقة النفط الى تسليح المليشيات الشيعية , وزرع ناشطين من جيش القدس الايراني في المؤسسات الامنية العراقية من خلال انتمائهم لقوات بدر وباقي المنظمات الشيعية , وخلق مئات الشركات المشتركة بين العراقيين والايرانيين , او بأسم الايرانيين من العراقيين المسفرين او المهاجرين الذين تنصلوا عن كل انتماء عراقي , واصبحوا جزءاً من النظام الايراني , وتمكنوا من شراء مئات العقارات والمؤسسات بأموال اجهزة الامن الايرانية . والا من اين هذه الاموال التي يتصرف بها السيد عمار الحكيم ويشتري بها كل هذه العقارات , والتي تضاهي اموال كبار الملياديرية في العالم , وهو الشاب الذي لم يعمل في حياته يوماً واحداً لكسب عيشه بعرق جبينه . فهل يصرفها النظام الايراني اكراماً لعيون عبد العزيز الحكيم ونجله عمار , او لعادل عبد المهدي والصغير والقبانجي ومن لف لفهم ؟!

واخطر ما في التوجه الايراني لاحكام سيطرته على الوسط والجنوب الشيعي , هو في استغلال الاحتفاء المشوه بالتراث الشيعي , وتحويل مضاهره الاحتفالية الى مناسبات تكاد ان تكون وطنية , وتشغل جميع اشهر السنة , وبأبتداع اخوة وابناء , وابناء ابناء , للائمة المعصومين , وايجاد قبور ومزارات جديدة في اغلب مدن الوسط والجنوب . مستغلين حب العراقيين لآل البيت الذي حرموا من التعبير عنه طيلة سنوات النظام المقبور, وتنطلي عل الكثيرين منهم ان النظام الايراني يصرف ملايين الدولارات على حب الحسين .
وتجد اليوم مؤسسات كثيرة تشغل الجوامع والحسينيات التي تناسلت بشكل غير معقول , وعمل هذه المؤسسات ادامة التحضير لهذه المناسبات الشيعية , ونشر وسائل ممارسة طقوسها , من الزنجيل والقامات , وطين الخاوة والحنة , والحرمل والبخور , والمحابس وشذراتها , واخذ الخيرة قبل القدوم على اي عمل , ومئات الخزعبلات الاخرى . ولعل ابرز ما في الضحك على الذقون في حملة التجهيل الايرانية لهذه الجماهير المنكوبة : هو في اقامة معاهد ( علمية ) متخصصة لتدريس الاشارات والضواهر التي ترافق انتظار ظهور المهدي . ان هذا النشاط الايراني هو الربع الضاهر من جبل الثلج كما يقولون , والباقي لايعلمه الا الله والمخابرات الايرانية .

وبعكس ما يسعى اليه النظام الايراني لتطوير قدراته النووية , والعلمية في باقي فروع الحياة , يجري العمل حثيثاً على نشر الخرافة والجهل في العراق . ان اساليب النظام الايراني ووحشيته في تحطيم واقع المجتمع العراقي فاقت كل تصور , وهل هذا يدخل في حساب اضعاف عدوهم الامريكي ايضاً ؟! حالها حال الاسلحة والمتفجرات التي يجري تهريبها , وترتكب بها افضع الجرائم من قبل المليشيات الشيعية , وعصابات " القاعدة " السنية المرتبطة بهم .
فهل قدر العراقيين سيستمر بين اطماع النظام القومي الطائفي الايراني , وبين جبروت الاحتلال الامريكي ؟ والى متى ؟ والقيادات الوطنية والديمقراطية العراقية لاتزال تتبارى في المشاريع السياسية , ولم تتمكن بعد خمسة سنوات على سقوط النظام من خلق مشروعها المؤثر , وتنتظر انتهاء تسكع بعض القيادات الكردية على ابواب سلطات الاحتلال , وعلى ابواب القيادات الطائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟