الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موعد مع النصب داخل مقر الدرك الملكي

حميد عنتار

2008 / 2 / 11
حقوق الانسان


كثيرا ما نسمع عن حكايات و قصص أحيانا أغرب من الخيال، عن فساد رجال السلطة و الدرك وغيرهم من أصحاب الحال ، لكني لا أصدق منها إلا القليل. رغم أنني لست من الذين يِؤمنون بمقولة " مطيشة واحدة كتخنز الشواري" لأن رجال الدرك كغيرهم من الناس ليسوا من طينة واحدة،فيهم الغث و السمين، النزيه و الفاسد كما في كل الإدارات . رغم ما نشاهده كل يوم في الطرقات ور غم ما شاهده العالم في شريط قناص تارجيست ، لا زلت أومن بأن الناس معادن كما يقال و أن هده الأشياء ما هي إلا سلوكيات فردية. لكنني عندما رأيت عن قرب " لاجودان" يقوم بتزوير الحقائق بكل ثقة في النفس دون أن تتحرك مشاعره ولا ضميره في تلك الليلة الليلاء ، استغربت كثيرا لهدا السلوك، وبدأت تتهاطل علي أسئلة كثيرة ، هل مازال في هذا العهد من يتصرف بهدا الشكل الفاضح ؟خاصة و أنني تنازلت عن حقوقي ولم أطالب أحدا يتعويضي عن الخسائر التي لحقت بسيارتي، ولم ألم من تسبب لي في تلك الحادثة ، لأنني مقتنع أن لا أحد يرتكب الحادثة بشكل متعمد . ولا أجد أي سبب لما أقدم عليه هدا القائد سوى محاولة إخفاء جريمة أبشع ، إما أن الذين صدموني ليست لهم أوراق السيارة أو أن سيارتهم مسروقة أو أنهم يحملون أشياء ممنوعة...
بتاريخ 23/12/2007 بينما كنت مسافرا في اتجاه مدينة خريبكة ، وفي الطريق بين خنيفرة و زاوية الشيخ وبالضبط في المكان المدعو "فرعون" حوالي الساعة الخامسة مساءا ، فوجئت وأنا على متن سيارتي بشخصين على متن سيارة تجارية من نوع toyota يسيران بسرعة جنونية سرعان ما فقد السائق السيطرة على سيارته التي كانت تسير بشكل جانبي في اتجاه اليسار إلى أن ارتطمت بسيارتي فأحدثت بها أضرارا مادية مهمة في الجانب الأمامي.قام أحد الشخصين الموجودين في تلك السيارة بالاتصال بالهاتف الشخصي لقائد الدرك الملكي بزاوية الشيخ .عندما تأخر عن الحضور ،غادر دلك الشخص المكان في اتجاه زاوية الشيخ ، بعد دلك حضر قائد الدرك رفقة دركي آخر ،و مباشرة بعد نزوله من سيارته طلب مني الحضور الى مقر الدرك رفقة الشخص الآخر الذي كان موجودا في السيارة التي تسببت في الحادثة، حيث رفض إنجاز محضر الحادثة لأن القانون كما يدعي لا يسمح له بإنجاز محضر إلا بوجود ضحايا بشرية ، مصرا على أن مثل هده الحوادث تتم تسويتها بشكل ودي . كان الوقت ليلا والأمطار تتهاطل بشكل كبير، عندما حضرت إلى المقر وجدت السيد القائد و معه الشخص الآخر الذي كان موجودا في سيارة Toyota - والدي تبين فيما بعد أنه يعرفه تمام المعرفة - و على الطاولة استمارة المعاينة الودية . نظرا لحالتي النفسية في تلك اللحظة ، وافقت على اجراء معاينة ودية لأنني لا أفكر الا في المغادرة بسرعة لحراسة سيارتي المرمية في مكان خارج المدينة لأن بداخلها كل حاجاتي، و قد أقنعني قائد الدرك ( لاجودان) بأن شركة التأمين ستتكفل بإصلاح سيارتي بما أنني لم أرتكب أي خطأ ، قام هدا الأخير بتعبئة الاستمارة بنفسه بعد أن طلب منا أوراق السيارتين ،عندما انتهى طلب مني التوقيع ، اطلعت على تلك الاستمارة ،بالرغم من أني لم يسبق لي أن رأيت مثل تلك الورقة إلا أنني لاحظت أن المعلومات ناقصة وتخفي ظروف ومعالم الحادثة . لكنه أصر على أنه يعرف عمله أكثر مني وأكد أن هده الطريقة الوحيدة التي تعبأ بها هده الوثيقة ، فلم يكن أمامي خيار آخر سوى التوقيع لأغادر بسرعة، خرجت مطمئنا لأنه لم يخطر ببالي أنني يمكن أن أكون ضحية للنصب داخل مقر الدرك الملكي، على اعتبار أنني متيقن أن هؤلاء موجودون في دلك المكان لأجل أمن الموطنين والسهر على حمايتهم وحماية ممتلكاتهم .
يوم25/12/2007 أرسلت عبر الفاكس تلك الاستمارة الى شركة التأمين . بعد ساعة تقريبا اتصل بي صاحب الشركة ليخبرني أن تلك الورقة غير صالحة، فاتصلت بالأشخاص الدين تسببوا لي في تلك الحادثة، على اعتبار أنني أسديت اليهم معروفا عندما لم أحاسبهم على أي شيء ، ففوجئت برد فعلهم الغير منتظر، حيث رفضوا الحضور لإصلاح الأخطاء التي دونها لاجودان بشكل متعمد ، فما كان أمامي سوى الإنتقال إلى مقر الدرك بزاوية الشيخ . لما رآني القائد تغيرت ملامح وجهه وبدا عليه اضطراب واضح ، ( أهلا وسهلا ، ياك لاباس فين مالين الدار فبن لوليدات فين الخدمة لا باس ، يالاه نشربو بعدا شي أتاي عندي فالدار ، ياك لاباس بعدا) هكذا استقبلني و كأن بيننا علاقات عائلية قديمة . أخبرته بأن لدي الشاي و القهوة في بيتي و أن الورقة التي عبأها غير صالحة لأي شيء . فأقسم بأغلظ الإيمان أنه لم يتعمد تلك الأخطاء وأنه فقط يريد مساعدتنا لأنه لا دخل له في الحوادث التي –بتعبيره- لا دماء فيها ، و أكد لي أنه سيطلب من صديقه صاحب السيارة المقاتلة الحضور لإعادة الأمور الى نصابها . يوم 30/12/2007 حوالي الساعة الخامسة مساء تلقيت اتصالا من قائد الدرك الملكي بزاوية الشيخ يطلب مني الحضور لإصلاح تلك الأخطاء لأن المدعو قدوري عبد الله المسؤول عن الحادثة سيأتي من مدينة الحاجب يوم الثلاثاء 01/01/2008. مرت أيام على الموعد الدي حدده( لاجودان) دون أن يحضر دلك الشخص ، حاولت الاتصال بهما ، لكن هاتفهما ظل مقفلا باستمرار . بعد دلك سافرت مرة أخرى الى مقر الدرك بزاوية الشيخ ، فاعتذر السيد القائد عما صدر منه مؤكدا أن تلك الأخطاء لم تكن متعمدة . فطلب مني وضع شكاية ضد الشخصين الهاربين لدى وكيل الملك بتادلة . الغريب في الأمر أن الشخصين المتسببان في الحادثة دالك اليوم لم يطلبا مني أي شيء حيث تكفل قائد الدرك بكل شيء ابتداء من رفض انجاز المحضر و مطالبتي باجراء معاينة ودية و تزويرها و انتهاء بالإعتذار عن الحادثة نيابة عنهما.
يوم 28/01/2008 زرت مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي ببني ملال حيث وضعت شكاية شفوية بسلوك " لاجودان" و كلي ايمان بأن رؤساءه لن يسكتوا عن هذه الممارسات التي تسيء لسمعة هدا الجهاز وسمعة البلد ككل .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: القوات الإسرائيلية تطلق النيران على النازحين


.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة




.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن


.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم




.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل