الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليون ونصف شهيد والوطن شاهد

أمير المفرجي

2008 / 2 / 11
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


مليون ونصف شهيد والوطن شاهد
أمير المفرجي
نجح الاحتلال الغاشم على العراق في توظيف الانقسامات الطائفيّة والمذهبيّة عن طريق مؤامرة تغيير لخارطة الوطن من الداخل . حيث اختفت وطنية الدولة وأصبحت في خبر كان ولم يبقى في البلد سوى ذكريات الماضي لأن عراق ما بعد الاحتلال بدولته الجديدة يتم بناءه من منطق التفتيت واللامركزية , فلازال الاحتلال يصر على إعطاء المحافظات صلاحيات طائفيه وعرقية. على سبيل المثال أصبحت مدينة ألبصره ومدن الجنوب مركزاَ لميليشيات وطوائف وحسب فكرة المركزية الإدارية لكل عشيرة وحقها في التمتع بفوضى الاحتلال وغياب الاداره المركزية المسئولة عن وحده العراق ومساواة حقوق المواطن. نفس الشي هو ذاك الدور الذي أخذت تلعبه ميلشيات مجالس الصحوة في ثلاث محافظات في المنطقة الغربية المحيطة بالرمادي والمدن القريبة منها ناهيك عن بعض المناطق الأخرى في بغداد وغيرها من مراكز العراق المهمة. وهنا وجب على كل من له بصيرة وشعور وطني من الوقوف والتأمل عن اليوم الذي سيقرر به الاحتلال من استغلال هذه الضاهره وتفجيرها عن طريق دفع كل هذه الميليشيات التي سلحها ودعمها ليل نهار للتحارب فيما بينها بحجه الدفاع عن الطائفه أو العقيده ليكمل المهمة وينهي بهذا كل ماتبقى من الصمود الوطني العراقي الموجود في عمق كيان الإنسان العراقي. كل عوامل التخريب والقتل والفتنة هذه أرادوها من أجل تفتيت العزم ومساعدة الاحتلال المندحر سواء ان انسحب أو أعاد نشر قواته التي يريدون وضعها في مناطق آمنة بعيداً عن حروب القبائل السياسيّة التي ابتكروها لنا لقتلنا من الداخل.
سلاح الاحتلال إثارة الاحتراب والاقتتال الطائفي وسلاح المقاومة هو وحده الوطن وشعبه
لقد أظهرت الدلائل والوقائع الدائرة في المشهد العراقي اليومي، بأن الاحتلال يستخدم سلاح الفتنه بين الشعب الواحد وكذلك نفس السلاح بين الطائفة الواحدة ولم يبقى في موضع المتفرج بل بات يغذيها ويضربها سويه .
السؤال: هل استوعبت القوى المقاومة في العراق هذه الأهداف التي يتطلّع الاحتلال الأميركي إلى تحقيقها. هل فهم الإنسان العراقي عمق الكارثة التي نعيشها بعد أن ( تشرذم )العراق طائفيّاً ومذهبيّاً، وبات منقسماَ بغياب حكومة وطنية وبقيادة ميليشيات وصحوات تعمل بمعزل عن ألدوله ومؤسساتها. هل فهمت نفس هذه القوى ولكي أكون أكثر وضوحاَ بأن الاستمرار في ( تشرذم ) العراق يعني استمرار وبقاء الاحتلال لفترة بعيده الأمد وبالتالي استمرار نزيف الإنسان العراقي بدون استثناء . أن على الكل أن يعلم بأن عراق 2003 وفي غداة احتلاله لم يعد يشبه إطلاقاَ عراق 2008 . لقد غير الاحتلال الموازين بالحديد والنار وأشعلوا الطائفية والاختلاف بين العراقيين وهي الكارثة التي لايريد البعض من قبولها بل حتى رؤيتها. ان أحداث العراق لم تكن هينة ووجب معالجتها بشرف ومسؤولية الانتساب للوطن ولا غير الوطن ومرجعيته . لامجال للتفكير لغير هذا. لا لقائد أو رئيس... لا لمرجع ديني أو دينوي.
إن ما نحتاجه جميعا كعراقيين هو فهم الحقيقة التي هي تخصنا كمجموعه واحده بعيدا عن الأيديولوجية أو الانتماء الديني والسياسي لصالح انتماء واحد ألا وهو الانتماء لمرجعية العراق وهي الكفيلة بإنقاذنا جميعاَ وحجر أساس الوحدة الوطنية لشعبنا, وإبعاد فيروس الطائفية والموت المجاني والصراع الأهلي والتفتيت والتقسيم, لنكون في المحصلة سواسية في المساواة والتنمية والحياة الحرة الكريمة.
مليون ونصف المليون شهيد عراقي مسؤولية ثقيلة ودين في عنق كل عراقي
ما يحصل يوميا للشعب العراقي منذ أكثر من أربعة عقود متواصلة من قتل وإبادة منظمة هو جريمة لم يبقى مجال للسكوت عليها . إن ما يتطلبه الواجب ويفرضه الاعتبار هو رد اعتبار الوطن أليس للدم العراقي حرمته وقدسيته عند العراقيين ؟ أليس من حق الوطن من أن يطالبنا في ان نرد اعتبار أطفاله اليتامى وأرامله الذين شردتهم جرائم الاحتلال. أليس من واجبنا كعراقيين من أن نثبت لهم حقيقة جوهر المقاومة العراقية على إنها مقاومه عراقية وطنية لإرجاع السيادة والحرية وليست مقاومة أحزاب وتنظيمات سياسيه يعمل قسم منها من أجل الرئيس( فلان) وأخرى دينية عصبيه عمياء كسواد عمامة (فلتان). أن العراق الذي نصبوا إليه هو عراق الجميع والخالي من أي شهادة امتلاك شخصيه لحزب أو لمرجعيه سياسية أو دينيه وبمعنى أخر عدم شرعية أي جهة أي كان حجمها ونفوذها. إن العراق العزيز علينا جميعا هو ليس مُلك صرف بيد الاحتلال يباع وتشترى به ضمائر العراقيين عن طريق التلويح به حيث سيكون يوما لهذا وغدا سيكون لذاك. لافرق بين عراقي وأخر إلا بدرجه إخلاصه وعمق ارتباطاته وتضحياته. إن من يبني الشخصية الوطنية العراقية ومن يعطيها مصداقيتها هو صدق مسيرتها وسجل نظافتها ومقدار حرصها على وحدة العراق وشعبه.
لقد أن الأوان في تصحى القوى السياسية وتصحح المسيرة بالعمل والتركيز على موضوعية المعركة وجعل هدفها الأول هو طرد الأجنبي أي كان شكله وأطماعه في نفس الوقت وجب على مرجعيات العراق من القيام بواجبها التوجيهي الواضح في لم صفوف العباد ولكن بعيداُ كل البعد عن أي تدخل في شؤون العراق السياسية بما فيها ميول بعض الهيئات الدينية وعلماءها أو مراجع الدين الأخرى وساداتها . إن دماء المليون ونصف من ضحايا شيعه وسنه العراق والطوائف الأخرى تطلب منا جميعاَ برد الاعتبار وإرجاع الحق لهم. لامجال ولا شرعيه خاصة لغير الوطن وحرمته. لامجال ولا فداء ألا للأرض التي سُرقت . العالم يتفرج والامه العربية سكتت أو اُسكتت . أما العراقيين فلم يبقى لهم الخيار بعد هذا الدمار والانقسامات الطائفيّة والمذهبيّة التي قتل به الاحتلال هذا العدد الكبير من أهلنا ... أنهم أكثر من مليون شهيد لحد ألأن . . . ! وسيحاكمنا بسببه أيتام العراق والاجيال القادمه. أنهم ضحايا المليون ونصف شهيد وسيكون لهم الوطن على من جرم بحقهم شاهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل