في البداية إذ نشيد- نحن أعضاء لجنة ميثاق النضال الليبي•- بتاريخ الفيدرالية الدولية لكرة القدم(الفيفا) في التقارب بين الشعوب على أساس المساواة والتضامن الإنساني والدعوة للسلام العالمي واحترام حقوق الإنسان، متذكرين دور الفيفا البارز في مكافحة نظام الميز العنصري البائد في جنوب إفريقيا، نود بمناسبة تقدم بلادنا ليبيا بطلب تنظيم دورة كأس العالم لكرة القدم العام 2010، الإشارة إلى ما يلي:
• احتضان دورة كاس العالم 2010 كان سيكون بلا شك تشريفا لبلادنا ومحل ترحيب من قبل شعبنا، لو لم تكن ديكتاتورية القذافي العائلية تحكم ليبيا وتقمع شعبها وتسرق ثرواتها منذ ما يزيد عن ثلث قرن.
• تؤكد سجلات التاريخ المعاصر استمرار تورط النظام الليبي الجسيم في ممارسة الإرهاب المحلي والدولي ودعمه له ورعايته.
• التقارير المتلاحقة من طرف منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية ورقابة حقوق الإنسان وبيت الحرية وغيرها، تتفق على تصنيف النظام الحاكم في ليبيا كواحد من أكثر الأنظمة دكتاتورية وانتهاكا للحقوق الإنسان في العالم.
• تقارير متابعة الفساد في العالم الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية تصنف الدولة الليبية كواحدة من أكثر الدول فسادا في العالم.
• إن الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم الليبي: العميد خيري خالد، هو جنرال عسكري وصهر للعقيد القذافي، ويرأس في الوقت نفسه جهاز الأمن الداخلي(المخابرات الداخلية)، وهو شخصية متورط في جرائم انتهاك حقوق الإنسان من قتل وتعذيب وسجن وتشريد، ومنها أنه كان قائدا للشرطة العسكرية المسئولة عن سجن" بوسليم" أثناء وقوع مذبحة جماعية راح ضحيتها المئات من سجناء الرأي والسياسة في يونيو من العام 1996.
• إن العقيد الساعدي القذافي، رئيس الوفد الليبي إلى لجنة الترشيح لاستضافة كأس الفيفا العالمي 2010، ونائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القادم، متورط مباشرة في جريمة قتل جماعي عشوائي أثناء مباراة لكرة القدم في طرابلس بين فريق الاتحاد وفريق الأهلي في العام 1996، حين أمر حرسه الخاص بإطلاق الرصاص على جمهور المشجعين الذين هتفوا بشعارات ضد شخصه.
• العقيد الساعدي نفسه مسئول عن إغلاق نادي السويحلي وملعبه بمدينة مصراتة العام 1996، وكذلك هدم مقر نادي الأهلي ببنغازي –أحد أعرق الأندية الرياضية في القارة الإفريقية- وشطب تسجيله، والتدخل في مجريات القضاء لإصدار أحكام قاسية وغير عادلة على بعض إدارييه ومشجعيه، بسبب تظاهرهم والهتاف ضد شخصه، وهو مشهور أيضا بسلوكه البعيد عن كل روح رياضية، ومنها تدخلاته في قرارات الحكام وإرهاب اللاعبين ضده في الملعب.
• يتناقل الشارع الكروي الليبي عشرات القصص حول معاملة وسلوكيات الساعدي القذافي المتهورة غير الإنسانية وغير الرياضية مع زملائه في الحقل الكروي، من رياضيين وإداريين.
• ليس بعيدا عن الذاكرة الرياضية تحريض الساعدي القذافي للجمهور الليبي للشغب في الدورة العربية للكرة القدم في الأردن، وما ترتب عن ذلك من فوضى وأضرار.
• إن إعلان اللجنة الأولمبية الإيطالية عن نتائج الفحص الذي أجري على الساعدي القذافي والذي اظهر وجود آثار منشط "ناندرولون" بكمية تزيد عن الحد المسموح به، مؤشر على مدى ابتعاد الساعدي القذافي عن فهم الروح الرياضية الشريفة وفلسفة ورسالة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
•  إن وضع وسلوكيات الساعدي القذافي المشينة لا تؤهله أن يكون طرفا في أية نشاطات رياضية، ناهيك أن يترأس ويسيطر على مرفق الرياضة في ليبيا أو أن يكون على رأس لجان إعداد وتنظيم مناسبة رياضية دولية هامة مثل فعاليات كأس العالم لكرة القدم. 

لذلك، وحيث أن حال الشعب الليبي وتطلعاته معاكسة ومضادة لسير النظام الحاكم المسيطر عليه، فأننا نناشد الفيفا بان لا تكتفي فقط برفض الملف الليبي لأسباب مرتبطة بفحوى هذا الملف فقط، وإنما أن يتضمن رفضها المعلن الإشارة إلى انعدام الديمقراطية في ليبيا، وإلى فضائع السجل الإرهابي المحلي والدولي للنظام الحاكم، وإلى استمرار هذا النظام في ممارسة الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان الليبي، كما أن سجل هذا النظام في نهب الثروات الليبية وإهدارها يجدر بأن يكون مبررا آخر لرفض الليبي.

وفي الختام تود "لجنة ميثاق النضال الليبي" التأكيد بأن رسالتها هذه تأتي كخطوة في حملتها لكشف وفضح حقيقة نظام القذافي الديكتاتوري الفاسد المقيت، ضمن اهتمامها بأوضاع الشعب الليبي، وكمواصلة لنضالها العادل الهادف إلى إقامة بديل دستوري ديمقراطي يقوم على احترام حقوق الإنسان ويحقق تطلعات الشعب الليبي في الرفاهية والرخاء والسلام. وفي ذات الوقت تتطلع "لجنة ميثاق النضال الليبي" إلى مساندة هيئات المجتمع الدولي الإنسانية في العمل على التخفيف من معاناة الشعب الليبي القاسية الناتجة عن سياسات القمع والإرهاب التي يتبعها النظام الديكتاتوري العائلي الفاسد المتسلط على مقدرات وإمكانات ليبيا.

إبراهيم عبد العزيز صهد
منسق لجنة ميثاق ثوابت ومنطلقات وأهداف النضال الليبي

صورة إلى:
السادة أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي لكرة القدم،
السيد لينارت جوهانسون، Lennart Johansson) )، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم
السادة أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم،
السيد عيسى حياتو (Issa Hayatoy )رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم