الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة - تسبيحات صوفية عند بوابة الحاضر الغائب

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2008 / 2 / 11
الادب والفن



على عتبات ظلّك العالي
زرعنا العمر آمالاَ وانتظارا
وشربنا كؤوس الصبر معتّقة
فيحلو المر في لقياك
ونغفو ثم نصحو
ونصحو ثم نغفو
على صدر الأنتظار طويلا
تطير بنا الأشواق ..تعلو
وترسمنا الأشعار حلما جميلا
فذا أنت على صهوة بيضاء جئت
وحيدا ولم يأتي العراق؟!
وتسيل على الوسادة
آهة ودموعا
سيّدي ..
البعد طال
وطال طال الأنتظار
الزمن ريح وأشرعة
والسفن تبحث عن شواطئها
حتى الدموع فقدت مآقيها
أنت أدْمَيت القلوب
وأشعلت الّرّموش شموعا
أتدْري سيدي ..
ما فعلت سود الليالي
وجثت على صدر العراق عقودا ؟
ثلّة من الأوباش صالت وجالت
في ظلمة الثامن من شباط
كشّرت عن أنيابها في كل حيّ
وفي كل درب والبيوتات
حتى المقابر
ما كان لها شكلا ولا وجها جميلا
يا بئس ما فعل الزمان
بالت على عرش الأسود قرود
باعوا واشتروا من كل عهر
وداسوا على الشرف الرّفيع
ويلاه لم أستطع تفصيلا
فهبت عليهم ريح صرصر
صراخات الثكالى والعويلا
ففروا للجحور كفئران
يا ويلهم تركوا العراق جريحا
فالخزي والعار ثوبهم
وهل يوجد في الفئران أصيلا؟
سيدي..
في السر عهدناك وفي العلن
وشهدناك نقيّاَ وتقيّا
كيسوع كنت تصلي
مع الشحاذين و(أبناء الملحة)
تفترش الطرقات وأرض الله
شموس خلفك صلّت
ونجوم سجدت وقمر
يا راهب آل الفقراء
كنت للأحرار شيخا
وللثوار قائدا وإماما
محرابك في قمم الجبال
وفي شط العرب
وفي القلوب حبّاَ وحنينا
قبلتك آلام المعدمين
وصلاتك حب الوطن
ليلاَ تسبح ,تسجد , تتفكّر
ونهارا أحلام الجياع تبني
تكبيرة إحرامك ..
الله ياوطني
ودعائك يحيا العراق
جرحك ينزف حبّاَ
وآيات الأيتام على الشفتين
قلبك يعرج كل مساء
نحو سماوات المحرومين
ومملكة الفقراء
كنبي في القرن العشرين
ضنّت تغويك بِبُهرجها
أو تثنيك الدرب بوعورتها
فكنت الزاهد والباسل
لا مال وسْوس في صدرك
والغل لم يدن من قلبك
وليس لديك جواري وقصور
وليس لديك أرائك وطنافس
وكؤوس خمور ذهبية
إلاّ حبك للوطن
وثمة بيت للأيجار
ورأس يتصدع بالهم
ومعاناة المحرومين
عيسى ولدته العذراء
فجاء المولود جراحا وصليبا
وأمك بغداد الحبلى
قروناَ حملتك وسنينا
مخاض في الزمن الرّث
دهراَ يمضغها الطلق
ودهرا ينخرها الجوع
وبين الطلق وبين الموت
بين الحر وبين البرد
بين المطر وبين الرّيح
بين البرق وبين الرّعد
وُلِد قاسم صاعقة
سقطت كل الأوثان
كنت الدرع وكنت السيف
تحمل تموزك على كتفيك
ومضيت
الوطن يبكيك طويلا
وفلسطين تأمل عودتك الكبرى
وبلاد المغرب والثوار
كتبوك على الجدران قصيدة
بنيت لنا حبك وطنا
وبعدك في الوطن غرباء
مولاي..
مازالت بغداد تنزف
ثوارا وجراحا وشعراء
صيرها بُعدك أحزانا
هزتنا الأشواق اليك
مازلنا نأمل لقياك
مازلنا نأمل لقياك

الدكتور ابراهيم الخزعلي
20/9/2007
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف