الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( شاكر مجيد سيفو ) من بغديدا الى بغداد ( 1 )

بولس ادم

2008 / 2 / 12
الادب والفن


يتخيل الشاعر مالايتخيله انسان اخر في هذا العالم ، ينقذ شاعر
واحد فقط في نص مؤثر واحد فقط ما يتقدم على شريط معامل العالم
الرؤية للتطوير كسلعة ا نتاجيا او فكرة قابلة للسيطرة الروحية
الملازمة لآلاف البشر .. اختيار الشاعر لطريقه جزء من رؤيته لعالمنا
ثم تدريجيا وبنصوص متعاقبة خلاقة .. يبدا في مغامرة غامضة الى يومنا
هذا ، انه الشخص الذي يحل محلنا في اي مكان وزمان كنا ويقدم لنا
رؤية عجيبة نتبصر من خلال تعرجاتها ولفائفها وذكائها باننا في
اللحظة التي نعجز فيها نلجا فيها الى من تولى تنصيب نفسه حكيما
يفسر او يفلسف لنا قليلا ما هو ابعد كثيرا من مرمى ابصارنا
ويتركنا كاجنة كاملة في رحم الدهشة لنولد اصحاء مندهشين مسحورين

هو الشاعر ..

هو من فدانا بغزل الكلمة لكي يكلمنا .. وعندما
نقرا .. نحن اليه نسمع .. وهو يتكلم ونحن ننطلق معه الى جنة الوضوح الراقية ، دعوتنا الى هناك .. حيث يقدم الشاعر
لنا بطاقة لدخول عرضه المسرحي النظيف لحياتنا، ثم نكتشف بانها جملة عروض ، ويقدم عرضه من ثم في مجموعة شعرية .. وبعد ان يكسبنا كجمهور يرافقه تفلسفا لواقعيهما معا ، يتبادلان توقيع ميثاق الثقة بينهما كمبدع ومتلقي وتستمر المحاكاة .. تستمر القصائد و...يموت الشاعر يوما ما!

من لم يات دوره ليموت قبلنا هو اللغة وحدها !


الشعر الذي نتعامل معه هنا وفي هذه المغامرة مع الشاعر هو
المكتوب بحروفها كقصيدة

الحكاية الأبداعية بلا شعر هي ثرثرة وبلا داع هي تسطيح وهي
كشف لقدرات بائسة ، الشعر يقتحم .لأن له القوة ليحل في موقع
نحن نحتمي فيه من خلفه ولكانه المعبر عن محبتنا واخفاقنا وتاسفنا
واذا كانت الأشياء بصورتها تلك ، ادوية الكلام لنا ، فيالغنى الشاعر الذي حقق ذلك لنا .. تستمر النقاشات حول العالم في موضوعة
موت الشعر .. تستمر بطولات وملاحم الشعراء لتضييق الفجوة بين
نشاطنا الفكري وخموله ، الشعر ولد اولا وهو في بدلات اعراس الفنون
كلها تويجة براقة تجذب النظر اليها اولا .. ثم .. نسموا !

في السنوات الأخيرة اعجبت كثيرا بكاميرا ( ردلي سكوت ) التي تعمل
في افلامه ، هو يفعل المستحيل لكي يجد للشعر مكانا في نصوصه السينمائية .. الشعر وحده من تحدى تراتيب وبرامج الرقمي من كفاح
شركات التكنلوجيا الرقمية في العالم .. والشعر الذي يتحدثون عن
هامشيته في عالم اللقاء المباشر بين البشر .. هو وحده من استعصى
على اتمتة البرمجة ، يحيا تماما في عالم المبدع وحده وفي ذلك اسرار كثيرة
.. الشاعر عالم خاص جدا ، له ديانته ، قوميته وسياسته خارج الموضوع اتفاقا لأدارة الواقع ، حتى في الأمتثال لقوانين معينة !

الشاعر عليه الخروج قليلا من ادعاءات المتعارف عليه ويتمرد

ليكون فقط .. مبدعا !

تلعب الفرائض بنصوصها المختلفة ككوابح في الطريق الى ذلك ..

الشاعر الذي يخشى .. عليه ان يتوقف !

والحرية لتكن من ضمن مستلزماتنا كشرط اول لأستمرارنا

لنكون شعراء احرار اولانكون -- تلك هي المسالة ..

في مكالمة هاتفية مع صديق قديم لي هو الشاعر ( هادي ياسين علي )

وبعد ساعة ونصف من تدوير تلك الأشياء ، وجدنا بان حلا مثل حل

ابطال مفعول العمل شعرا من اجل العالم انسانيا ، هو رغم رعبه

وخسارة العالم لصوت فاعل جدا في دورة حياتنا بمجملها ، لكم هو

قرار نتاسف له ، الا ان اللحظة التي قرر فيها رامبو اعتزاله فيها

كانت انتصارا مؤكدا لجمال الحقيقة عندما نشعر بانها ضحية ونعجز

عن تقديم الحل .. والحلول هي ماتمقته الولائد الشعرية وما يجعلنا

نتوقف .. هو انعدام الحرية !

ذلك يقودني الى سؤال :-

اذا كانت معاليم شاعر ما حول وقائع امته نابذة له
واذا كان ضحية مثل غيره في لعبة التاريخ ..

كيف ينقذنا ويحيا يومه شعرا ؟ ! في بغديدا اوبخديدا ، الحمدانية او قره قوش .. المدينة التي تبعد

440 كم عن بغداد وهي في خريطتها اشورية تبعد عن الموصل . مركز نينوى ب 40 كم .

.. سالت شاعرا نمساويا صعلوكا هو ( غونتر ) ويحلو له ذكر اسمه الأول
فقط ! عن رايه في التمثيل التاريخي للوديعة الوطنية في شعر العظيم
( ادلبرت شتيفتر ) ؟

قال لي بان احترام ابداعه لايعفينا من مسؤولية اطلاق وجهة نظر ساطعة حول عرضه البطئ للتاريخ !


في اي الأزمان تدفقت كلمات الشاعر ( شاكر مجيد سيفو ) فيها لتصلنا شعرا وكيف استمر ولماذا.. ليس هناك من طريق اخر له

الا ليموت كشاعر .. هل قدم جهدا ادام تاملنا لكراماتنا

هل فعل ذلك من اجل نفسه فقط ام من اجلنا ايضا ؟!..


نحن نعيش ازمنة لاتلتقي بازمنة ( الفن للفن ) نحن نعيش ازمنة سحب البسط من تحت اقدام اوطاننا !

هي امور لاتشغل بال نصف سكان عالمنا الا انها باتت للنصف الآخر انحدارا باردا نحو المقابر ..


حسنا اخي الشاعر شاكر /انت كتبت الآتي :-

( لكن روحَ العِراق نبتت في يافوختي
ولانَّ روح العراق تسكنُ الرغيف
وتجلِدُ وتكوي تجاعيده،
لذا لن أجوعَ ابدا..! )


( يتبع )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي


.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني




.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي