الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية تصنع رموزا يخلدها حب الناس سوط الجلادين يصنع ندوب القهرلتجرح كرامة إله الناس

سلام فضيل

2008 / 2 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما تكون الشعوب حرة فإنها تصنع رموزها ممن هم الاقرب الى هوى فكرها وقلبها‘ ممن لاتفصلهم عنها جدران طبقات السادة والعبيد‘ وهم ليس واحد احد بل كثر ومن كل الالوان والاجناس والطبقات ومواقفهم هي التي تسكنهم قلوب المحبين وحديث الابداع .
‘فزينب لم تكن حاكما يقود الجيوش ويقتل ليقهرويحتل البلدان‘ بل واحدة ممن نجين من مذبحة كربلاء‘ وحملت على ظهر الجمال ايام وليالي محاطة بالجلادين‘ ورؤس اهلها واحبتها المعلقة تقطر دما من فوق رماحهم الى قصر الجلاد.
وفهد كان عاملا وفي المعتقل حتى يوم اعدامه كان هو من يعد الطعام لرفاقه في السجن (زكي خيري-ك- صدى السنين)‘ وسلام عادل يجوب احياء البصرة وقراهى مشيا‘ وينام هو وزوجه في غرفة متهالكة نصف جياع وهم في شهر العسل (ثمينة ناجي يوسف نزار خالد سيرة مناضل ).
في منتصف التسعينات تحدث محسن دولول وزير الدفاع اللبناني السابق لمجلة الوسط عن الوفد الذي ذهب لمقابلة صدام وكان هو احدهم‘ وكانت مهمة الوفد هو الاستفسار من صاحب نظام المقابر الجماعية‘ عن سبب منعه العراقيين من الاصتياف في لبنان بالرغم من العلاقات الطيبة فيما بينهم آنذاك؟
وكان رد صدام انتم في لبنان كل يوم تتظاهرون ضد النظام ورموزه‘ ولاتترددون من سبه وسط الساحات والمدارس والطرقات وهذا يؤثرفي العراقيين عندما يعودن وهم الذين يقدسون رموزهم حد التأله!
وفي نهاية الثمانينات سأل صحفي امريكي صدام‘ في لقاء معه في بغداد ونشرته كل وسائل النظام البائد‘وكان سؤال الصحفي ‘ نحن نقف امام البيت الابيض وامام العالم كله ونحتج ونسب الرئيس وكل ادارته وفي المساء نسهر ونرقص نحن ونسائنا في مقاهي المدينة‘ وانتم تضعون كلمة الحرية وسط شعاركم وإذا ما سمعتم كلمة تضمر قالها احدما‘ همسا تحت سرير نومه‘ تذهبون به الى سراديب الموت ليفصل رئسه عن الاكتاف ويدفن تحت الارض بعيدا عن اهله وعن حياة الدنيا ونسيم هواها ؟
بعد سقوط نظام صدام النازي 2003 باقل من عام كتب رئيس تحرير جريدة الصباح نقدا لاحد القادة في وزارة الدفاع وجاء رد الوزراة‘ لقد تجاوزت على رمز من رموز الامة ورموز الامة دونها الموت!. ونشرتحت تعليق النظام البائد وارهاب الرمز‘ وبعد عدة اشهر ادين" رمز رموز" الوزارة بالسرقة وهرب هووما نهبه من اموال المحرومين ضحايا نظام صدام ورموزه جلادين السلطة.
وبعد خمس سنوات من سقوط النظام والاحتلال وحديث الحرية ودولة المواطنة والتمدن .
لم يتغير سوى اسم الرمز الذي يدوس الحرية واجساد من يهمس بها ضد عائلة السلطان. هذا ما قاله رئيس تحرير الشبكة العراقية الكاتب حميد المختار‘وهو الذي عاش قسوة زنازين النظام البائد وكاد ان يفقد حياته ثمنا لحريه الرأي التي تمس رمز الامة السلطان‘ قال قبل نحو عشرة ايام في لقاء مع قناة العراقية‘ في رده عن سؤال مالذي تغير من سلطة نظام الرموز وكبتها للحريات ؟ فقال ما تغيرهو الاسماء وتعدد عوائل السلطة واسلوب القمع اما الكتاب والصحفيين‘ فقد عادوا لما كانوا قد اتقنوه ايام النظام البائد‘ وهو إما طبال ويكون من المنعمين احباب القائد وكل رموزه وإما يقول مايؤمن به ويكون مصيره طلقة طائشة او اقامة في احدى زنازين عوائل السلطة او‘ الاهون وهو التجويع والحرمان‘
وفي زمن القسوة قد ابتدع اسلوب ما بين الاثنيين‘ وهو التواري في الكتابة اي ما يفسر للسلطة وضدها‘وهو الذي عدنا له بالرغم من صعوبته وسط ظلام السلطة ورموزها السلفية من العرقية الى الطائفية‘ من لبس الجوبة او البدلة الإطالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة