الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض كتاب - الأخر ..الحوار .. المواطنة .. - للباحث سمير مرقص

باسنت موسى

2008 / 2 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


"الأخر ... الحوار ... المواطنة " عنوان للكتاب محور عرضنا اليوم وأجد هذا العنوان مرتب جدا فالأخر يحتاج منا للحوار لكي نحقق له مواطنته أو إنسانيته فربما لأننا لا ندرك الأخر في أحيان كثيرة ولا نتحاور معه نتخذ ضده مواقف وسلوكيات عصبيه غير مفهومة .
يبدأ الباحث سمير مرقص كتابه بالحديث عن العلاقة بين الذات والأخر ويرى أن تلك العلاقة من العلاقات المركبة على المستويين الفردي والحضاري فالذات مهما بلغت من ثراء وخبرات تظل في حاجة ماسه لان تعبر حدودها الذاتية للأخر لأن ذلك العبور للأخر يساعد الذات على أن تكتشف مواطن القوة بالأخر ومواطن الضعف لديها .
الأخر هو مغاير للذات وهو منطقة تحتاج دائما لإدراك والذات عندما تخرج من حدودها لتكتشف الأخر تعيد بذلك إعادة اكتشاف نفسها وتدرك ذاتها أي أن هناك علاقة شرطية وجدلية بين الذات والأخر حيث أن الأخر شرطا لتحرر الذات من الذاتية العمياء التي لاترى إلا نفسها .

المسيحية المصرية الأرثوذكسية ومفهوم الأخر :-

المحبة هي نقطة الانطلاق الأساسية في المسيحية والمقصود بها محبة البذل والتضحية المحبة التي لا تنتظر مقابل حب فيه " لا يطلب أحد ماهو لنفسه بل كل واحد ماهو للأخر " كورنثوس الأولى 10-24
وهذا الحب يسمى أغابى تمييزا عن الحب الأيروس " حب الذات " . الحب في نظر المسيحية ليس مجرد هوى عنيف يتخذ من الأخر واسطة لزيادة إحساسه بالحياة أو تحقيق أمله في السعادة بل هي اتجاها غيريا نحو الأخر لكي يعمل على خدمته ويسعده ويشترك معه في تثبيت دعائم ملكوت الله على الأرض . وتأتى أهمية المحبة في المسيحية في كونها ركنا جوهريا فيها فالله ذاته محبة الله في المسيحية إله محب والمحبة الإلهية هي محبة لا حدود لها ولاسقف بل أن محبة الله تتجلى في تحويله الخراب والخواء والفوضى والظلمة في الكون ليصبح كون متناسق منظم خاضع لقانون .

الله..... الأنسان....... الآخرون :-

الله خلق الأنسان على أرضية المحبة وعلى الذات أن تقدر ما فعله الله نحوها من حب لتستعيد من خلال علاقاتها بالأخر محبة الله لها لذلك فأن محبة الأنسان لأخيه الأنسان تتجاوز المشاعر المؤقتة والمتقلبة لان الله هو مصدرها أي أن العلاقة الروحية الوثيقة بين الله والأنسان تتجسد ماديا من خلال حركة الأنسان ونزوعه نحو الأخر مثل " أرواء العطشان وإيواء الغريب....." وكأن كل تلك السلوكيات الإيجابية نحو الأخر هي موجهه لشخص الله ذاته . والكتاب المقدس تناول قضية الأخر بشكل مباشر من خلال قصة دالة بطلها السيد المسيح نفسه حيث يذكر القديس لوقا إنجيله " الإصحاح العاشر " القصة التالية :
" وإذا ناموسي قام يجربه " يجرب المسيح " قائلا يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ فقال له ماهو مكتوب في الناموس كيف تقرأ فأجاب المسيح وقال :
تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك .... افعل هذا فتحيا ...
عاد الفريسى ليسأل المسيح من هو قريبي ؟
فأجاب السيد المسيح عن السؤال بالقصة التالية :
إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حى وميت
فعرض أن كاهنا نزل في تلك الطريق فرأه وجاز مقابله وكذلك لأوى أيضا إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله ولكن سامريا جاء إليه ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق وأعتني به وفى الغد لما مضى أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك " وطرح السيد المسيح السؤال التالي عقب نهاية القصة السابقة كما يلي
" فأي هؤلاء الثلاثة صار قريبا للذي وقع بين اللصوص فقال الذي صنع معه الرحمة فعاد وقال له السيد المسيح أذهب أنت أيضا واصنع هكذا "

العلاقة المسيحية الإسلامية في مصر جدلية قائمة على قاعدتي التفاعل الاجتماعي والتعددية الواقعية :-

العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في مصر ليس تعبيرا عن وجود فيزيقي لأفراد ينتمون إلى ديانتين يعيشون في إطار جغرافي واحد لا يترتب على وجودهم أي تفاعلات على أي من المستويات الاجتماعية كانت أو الثقافية أو السياسية لكن خصوصية الحياة المصرية في استيعاب المسيحية والإسلام بحيث لم يبتلع أحد على وجود الأخر والمسيحي في علاقته بالأخر يجسد المحبة المسيحية فالأخر الذي يعيش معه المسيحي مهما كان جنسه ولونه وانتماءه الديني هو أنسان على صورة الله ومثاله وخليقة له مثلي .
هناك أنواع لشكل الحوار الإسلامي المسيحي :-

** الحوار الموجة : وهو الذي يكون من أجل هدف موضوع كاتخاذ موقف معين من قضية بعينها .
** الحوار المجرد : محاولة كل طرف للوصول معا إلى المطلق حسبما يرى كل طرف والالتقاء سيكون من خلال الفكر والتأمل .
** الحوار من خلال الحياة المشتركة : يمضى أصحاب الأديان في تلك الأديان لبناء الواقع وتطويره ومواجهة التحديات بمعنى إذا كان المسيحي يحمل فكرا خاطئا عن الروحانية مثلا يعكف رجال الدين المسيحي بالبحث في أيات الكتاب المقدس تدعم الإيجابية في العمل الحياتي .
** الحوار الدعوى التبشيري : يحاول كل طرف نفى الأخر والتبشير بعقيدته .
** الحوار السجالى : يحاول كل طرف إبراز أفضل ما لديه بالنسبة للأخر دون تجريح أو أن يطالبه صراحة بتغيير دينه .
وخبرة الحوار الإسلامي المسيحي أسفرت برأي الكاتب عن مجموعة من النتائج :-

** الصياغة الفكرية المشتركة لتجاوز " الأنى " المحمل بالمصالح والتنازع إلى ماهو " مستقبلي " يحمل الاندماج والتكامل للصالح العام .
** مقاومة " المغايرة " التي تعنى الإلغاء والاستبعاد أو النفي ورفض ما يعوق الارتباط الوطني .
** ليست العلاقة بين المسيحيين والمسلمين علاقة قائمة على الندية والتنافس وإنما تقوم على التكافؤ الوطني .
التأكيد على الحوار الوطني الداخلي ورفض أي حوار خارج الإطار الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا