الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن التسليم بديمقراطية المخزن ؟

احمد الطالبي

2008 / 2 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ان الانشغال الديمقراطي , ظل دائما يؤرق هاجس الطلائع التقدمية المغربية منذ مرحلة ما بعد الاستقلال الى يومنا هذا . و بالموازاة مع ذلك . انشغل المخزن بدوره في الجانب الاخر باعاقة و عرقلة ما يمكن عرقلته في التأسيس لهذا المشروع .
ولكي نتلمس بعض عناصر المؤامرة المخزنية على المشروع الديمقراطي الذي ناضلت من أجله الحركة الوطنية و من بعدها قوى اليسار التقدمي خلال عقود 70 80 90 من القرن الماضي , نورد بعض الوقائع و المعطيات كشواهد .
-منذ الاستقلال الشكلي , تولى المخزن مقاليد الامور وسيطر على اجهزة الدولة وسخر الاقتصاد الوطني لصالح الرأسمال الامبريالي بل ذهب ابعد من ذلك عندما تورط في اغتيال القائد الاممي التقدمي -المهدي بن بركة- .
-تعميم الامية و الفقر عن طريق حماية الاقتصاد التبعي مما نتج عنه حرمان الشعب من التعليم و الصحة والبنيات التحتية لمدة عقود و ما زال .
-تكريس الاستبداد عن طريق الدساتير الممنوحة .
-قمع اليسار التقدمي و الزج بمناضليه و كوادره في السجون طيلة ععقدي 70 و 80 و الالتفاف على المطالب الديمقراطية عن طريق ماسمي بالمسلسل الديمقراطي الذي كان مؤشرا على بداية ارباك الحركة التقدمية و اختراق بعض مكوناتها لاستقطاب رموزها .
غير انه رغم القمع الاسود , ظلت الطاقات الجماهيرية تتدفق باالنضال و العطاء فحصلت ر دات و اهتزازات كانت صفعة للدولة المخزنية من قبيل اضرابات 79 احداث يونيو 81 بالبيضاء , احداث 84 واصراب 14 دجنبر 90 .
هذه الحركات الاحتجاجية- المؤطرة في اغلبها من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل , و الاتحاد الوطني لطلبة المغرب - كان لها الصدى البليغ لدى الرأي العام الدولي , مما جعل المخزن مجبرا على مراجعة اوراقه امام الضغط الحقوقي الوطني و الدولي فبدأت طلائع المعتقلين السياسيين تغادر السجون لينتهي الامر بما سمي بالتناوب التوافقي الذي كان من جديد مناورة مخزنية توجت بالمصالحة و الانصاف وفق ما تقتضيه مصلحة المخزن و حلفاؤه الامبرياليون و ليس وفق ما يقتضيه روح التاريخ فماذا كانت النتيجة ؟
-بكائيات جماعية في جلسات الاستماع العمومية
- خلق المزيد من الشروط السياسية و القانونية للراسمال العالمي لابتلاع ما تبقى من البلد
-الهجوم المستمر على القدرة الشرائية
- التامر على ما تبقى من خدمات اجتماعية تعليم صحة و سكن
طبعا ان الديمقراطية المخزنية لا يمكن ان تكون غير ذلك لانها مدعومة من طرف المؤسسات الامبريالية لخلق المزيد من شروط تراكم رأس المال لصالح الشركات المتعددة الجنسية .
فهل بعد كل هذا يمكن التسليم بديمقراطية المخزن ؟
ان معركة الديمقراطية الحقيقية مفتوحة على مصراعيها و بشائرها الاولى تلوح في المعارك الاجتماعية التي تقودها التنسيقيات المحلية و كذا في المقاطعة الشعبية لانتخابات المخزن الاخيرة , و على اليسار التقدمي ان يكون في مستوى متطلبات المرحلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟