الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصمات الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق

وسام محمد شاكر

2008 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عاشت ثورة 14 تموز الخالدة .
المجد والخلود للزعيم عبد الكريم قاسم .
تحظى شخصية الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بالحب الغامروالشعبية الكبيرة لدى الكثير من العراقيين الذين يأسفون على رحيل رئيساً مؤسساً للجمهورية العراقية من طراز هذا الرجل الوطني ولعل سيرته تزخر بالكثير من الحوادث التي تشهد ببساطته وطيبته ونزاهته التي استطاع بها ان يبني مع الشعب العراقي جسوراً من الحب والمودة ، خصوصاً بعد إن جعلها جمهورية للفقير تجسدت بواقع عملي كان يشرف عليه بنفسه ، حتى أثار حفيظة ذوي النفوذ والمال والإقطاع اللذين لم يجدوا من الإمتيازات والثراء غير المشروع الذي كرسه لهم الحكم الملكي الا ان يهبطوا من علياء ابراجهم الملكية ويعيشوا وفق الخطوط العامة التي يعيشها المواطن عراقي ، فكان قانون الإصلاح الزراعي هو ثمرة من ثمرات ثورة 14تموز الخالدة التي اعطت الحق لكل عراقي يستطيع الزراعة إضافة الى قانون رقم80/ لعام 1961 الذي كان النواة الحقيقية والخطوة الجبارة نحو تأميم النفط العراقي من أيادي الشركات الإحتكارية ، كما وقد اطلقت الثورة منذ يومها الأول الحريات السياسية والفكرية والتجمعات النقابية والصحف والطباعة لتضاف ثمرة اخرى كانت مفقودة في قاموس المجتمع العراقي وتفعيل مشاريع الإسكان وفق خطط مدروسة لصالح شرائح معدمة من الشعب العراقي من خلال ألغاء ظاهرة الصرائف التي كان يسكن فيها العراقي إضافة الى الإرتقاء بالمستوى الصحي والتعليمي ليس في المدن بل ليشمل كافة الأقضية والنواحي والقرى .
كان يطمح الزعيم لبلد خالي من التخلف يتساوى فيه الجميع دون تمييز وهو بذلك يبذر بذور المواطنة السليمة دون أن تكون هنالك فوارق إجتماعية تخلق من شأنها تفاوتاً ينتج عنه خلل في البنية الإجتماعية للشعب وصراعات طبقية بغيضة ، كان الزعيم ينظر للجميع بعين واحدة ومعيار واحد هو العراقي الوطني لنجده يختزل كل مكونات الشعب العراقي بشخصه فلاأحد يجروء اليوم بنعت الزعيم بأنه شيعي أو سني أو عربي أو كردي أنه يسموا فوق هذه التسميات ويحصرها بالعراق فقط لذا لم تشهد تلك الفترة الزمنية اية تشنجات طائفية او عرقية كان سببها طائفي أو عرقي سوى بعض الحركات التي وقفت من ثورة 14تموز الخالدة موقف المعارض والتي ثبت فيما بعد بعلاقاتها المشبوهة مع انظمة عربية وغربية كانت تطمح بالإطاحة بالزعيم وإعادة عقارب الساعة للوراء من خلال ربط البلد بتحالفات قومية وأجنبية غير مبررة وتكسير منظومة التنمية في العراق خدمة لشعارات قومية فارغة المحتوى وقع الشعب العراقي في ويلاتها فيما بعد ، لقد كان الزعيم مدركاً لحجم هذه المخاطر والأطماع التي تحيط بالبلد لكنه كان مؤمن بالقوى الوطنية وبالشعب العراقي كصمام أمان امام التوجهات الإحتوائية القادمة من القاهرة ودمشق بجلباب قومي وهي في حقيقتها عملية بهلوة للوصول الى أبار النفط العراقية لتستمر رحلة الزعيم في نجاح بعد أخر ليكون في كل شهر ثورة بالعراق ( ثورة على الفقر ثورة على الظلم ثورة على الإستغلال ثورة على التمييز ثورة على الجهل ثورة على البؤس) ليعيش الشعب العراقي في فترة ذهبية 1958-1963 كانت غاية في الصدق ، صدق مشاعر الجماهير التي هتفت ( ماكو زعيم الا كريم ) وصدق الثورة ونوايها من خلال أشاعة فلسفة الرحمة فوق القانون والعمل بمبدأ ( عفا الله عن ما سلف ) التي كانت احد الثغرات التي تسللت منها جرذان البعث وافاعي القوى الرجعية التي كان للبكر وعارف حصة الأسد في عملية الخيانة لعهد 14 تموز الذي جلب الخير للعراقيين والعراق .
في إنقلاب شباط الأسود ودع العراق كل منجزات الرفاهية التي رسمها الزعيم والضباط الأحرار لعراق التنمية لعراق العزة لعراق يسعد به الفقير وتصان حقوقه لتنطوي صفحة نيرة من صفحات العراق ولتبدأ مرحلة مظلمة وظالمة عملت على تكريس الحكم الديكتاتوري الرجعي جاعلة من البلد وثرواته مرتعاً لحكم القبيلة والطائفة والتحزب الضيق لتحيله باباً شرقياً للعروبة يدر نفطاً على رؤس ( القومجية ) التي حاولت بكل جهدها النيل من شمس تموز ورمزها المخلص الزعيم عبد الكريم قاسم لكن الرجل كتبها نقشاً في جبين التاريخ لتتلمسه الأجيال القادمة كحقيقة قائمة بذاتها تعبر عن مجداً وخلوداً لسيرة الشهيد عبد الكريم قاسم ومثالاً للعراقية والأصالة التي تحلى بها هذا الرجل الذي بات من نوادر الحكام سمواً وصدقاً وعفة فهو فقيرمنذ تصديه لدفة الحكم وهو فقيريوم رحل اي حاكم يرحل ولايترك خلفه رصيداً من المال وبيتاً واثاث أي زعيم هذا لايمنح أقاربه وذويه مناصب وقصور اي زعيم هذا تركته الوحيدة بزته العسكرية وبعض الملاليم التي وجدت في معطفه والتي لاتكفي لسد أجور وجبة غداء واحدة لكنه ترك خلفه حب كبير وسيرة عطرة يفتخر ويتغنى بها اي عراقي شريف وبصمة طيبة في أروقة كل حي فقير في العراق كانت لعبد الكريم قاسم به وقفة ونفس وذكر طيب ، هكذا علمنا الزعيم أن ثروة الإنسان الحقيقية هي حب الناس له الذي لاتنطفي جذوته ابداً ولايموت ذكره .

الثورتج تموز أرسل
بوسات من ضي الشمس
وللزعيم الأوحد أهدي
كل الشعر بزفة عــــــرس









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو