الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزائدة الدودية....!!

جواد كاظم اسماعيل

2008 / 2 / 12
الادب والفن


كانت قد تعودت الاستيقاظ مع الخيط الأول للفجر..وبعد دقائق تنبعث في البيت رائحة الشاي الممزوج برغيف الخبز الحار من تنور الطين, الكل في سكون تام الأ هي في حركة دوؤبة.. هكذا هي في كل صباح تغالب النعاس وتمارس عملها بحيوية نادرة يحسدها عليها أهل القرية وبناتهن , وفيما الظلال الرمادية مازالت تداعب عذرية الانبلاجة أحست بألم شديد ومفاجيء.. حاولت ان تداري الألم بصبر خرافي لكنها في النهاية صرخت بصوت حاد لتستيقظ الأم على صراخ ابنتها المدوي الذي مزق سكون البيت , وحاولت ان تبدو متماسكة لتخفف من الرعب الشاهق في وجه أمها وتغالب اوجاعها لكن الألم سرعان ما عاودها وهذه المرة كان أشد شراسة مما جعلها لا تقوى على الحراك .

وبدا وجه الام خائفا وهي لا تفهم ما يجري حولها فيتحول كل شيء حولها إلى موج متلاطم .. فيما اختلطت على محياها الالوان لتشكل قلقا غير مفهوم … احتضنت جسد وحيدتها المسجاة وغاصت بها الافكار الى مدايات لا قرار لها يملؤها الخوف والقلق لاشيء يغسل عنها هذه الوساوس وهذا التوجس الأ الإسراع لأيقاظ زوجها واولادها الأربعة جاء الكل يهرول الى مكان أبنتهم فوجدوا الألم يزداد عندها والصراخ يعلوا مما اضطر الأب ان يوجه أبناءه بضرورة الذهاب الى المركز الصحي اليتيم في القرية التي سكنوها منذ عقود من الزمن عرضوا حالتها على الطبيب الخفر .. عاينها و شاهدها ..

حاول أن يتلمس جسدها ويحدد مكان الالم جوبه بمعارضة شديدة من الأهل فحينها لم يتمكن الطبيب من تشخيص حالتها بشكل دقيق . توالت الاعتراضات بعدم لمسها بدا الطبيب ملولا من كل ذلك الصراخ الذي يطوقه لذلك خطر ببال هذا الطبيب أن ينتقم لذاته في ان يشعرهم بأن ابنتهم قد تكون حاملا , أندهش الاب والإخوة وإلام … حاااامل ؟؟ …. كيف ؟؟ ياللعار .. ياللفضيحة… نقلت الى البيت مرة اخرى … وهناك اجتمع الاخوة بأبيهم … وحدث للفتاة ما كانت تخشاه؟؟ بدأ الضرب المبرح ينهال عليها وهي مستسلمة لألام اخرى لا تجعلها تقوى الدفاع عن نفسها .
تعالت الصرخات :
- لقد أتت لنا بالعار و الفضيحة
- أين نحن من كلام الناس وهي دنست سمعتنا وسمعة عائلتنا ، هذا ما فكر به الجميع بأستثناء الأم المدهوشة والمذبوحة أمام هذا المشهد المرعب ..كيف لا وأن أبنتها الوحيدة أمامها يفعل بها هكذا وهي لا تملك أجوبة للدفاع عن أبنتها فيما أستمربكاء البنت وصراخها المدوي ويدها لا تفارق موقع ألمها الذي شغلها عن صد الضربات المتتالية عليها .
وتمتمت بصوت ضعيف لم افعل شيئ .. والله لم افعل شيئ ..
ألى أن ضعفت وخارت قواها ..
وتوجهت بعينيها الى أبوها وهمست
(( بوية والله ما فعلت شيئ وانا بريئة وانتم ظلمتوني )) وبعد أن فرغت من هذه الكلمات فقدت الوعي حتى أعتقد الجميع أنها فارقت الحياة.. الأب ينظر الى زوجته وهي مذهولة تأخذ ساحة البيت ذهابا وأ يابا .. فيما شوهت اظافرها معالم خديها .. وناثرة شعرها مولولة حزينة منكسرة .. هذه الصورة حركت مشاعر الأب طالبا من أولاده أن ينقلوا أختهم الى المستشفى في مركز المحافظة عل هناك تستكشف الحقيقة وتبان .. نقلوها للمستشفى .. وادخلت العناية المركزة ..
وجاءهم الجواب كالصاعقة
انها تعاني من مرض عادي لكنه تفاقم كونه مضى عليه وقت طويل ياللعجب .. ياللهول ..
لقد اثبتت الفحوصات ان البنت كانت تشتكي من الزائدة الدودية وليس من ألم الحمل كما صور لهم طبيب القرية ذلك..
وحين طبع الأب قبلة العرفان على جبين أبنته المدمى صدمته برودته التي ما حفلت بأن تستلم جوابا من الاب على عبارة بقيت ترن في رأسه …
- لست مذنبة صدقني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-