الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم ... لا صوت إلا للكفاح

رشيد قويدر

2008 / 2 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


"نفسي مع كل نفسي، تجهر بأن الحقيقة الوحيدة هي وطني"
لامارتين

مع ليلة السبت 26/1/2008، وفي الساعة العابرة من مساء الحزن العربي، يمّر الحكيم فوق الأزرق ... نجماً سابحاً في سمائنا هنا أو هناك ... يمر وجهه نجماً يتهمل فوقنا في هدأته ... يأتي صوته يتهلهل مزيجاً من غناء الكون ... يتبتلُ ... في أغاني الثورة ... لا شيء حائلاً بيني وبيني ... لا شيء حائلاً أمام دفق المعنى ...
فيا حكيم.. سمائنا بحر وميناء ... ها أنت تعود إلى الوطن الأبهى ... إلى اللد ... إلى البيت ... وقد أكملت الرحلة .
أعبُّ من زجاجة التاريخ ... فأرى على مسافة نصف قرن وعقد ... مذ كحل الضوء عيناي ... لا صوت إلا للكفاح ... لا صوت إلا للسلاح ... فاسترح الآن كي نجمع جزأين على درب اليسار ... لوطن يصًّعد الأنات ... لم يعد غير أسمال وطن. لأطفال يمرون إلى المدرسة من شقوق جدار ... فصلي وسلم على الأشم من بنيه وأهله.. لا صوت إلا للكفاح.. إذ جاءك بآياته من جبل النار ... أو من مارون الراس، فقلت هذا كتاب للناس ... فصلوا للكفاح الذي يجمعكم ... ينفلق الليل فجراً ...
أعبُّ من زجاجة التاريخ ... كي لا أبعثر أشلائي في الفوضى ... فأرى على مسافة نصف قرن وعقد ... فتىً أسمر من وطني ... وطن الشهداء ... وطني الصاعد في قلبي ... فأغذّ الخطى كي اصعد نبضي ... تسقط دمعة حرّى ... كيف تمضي ...
فتى أسمر لا يغفو في ممالك العرب، عرب القرن العشرين والحادي والعشرين ... ممالك الشوك والسفود الطازج تلو الطازج. ممالك مصنوعة بماركة البيت الأبيض ودوار البترول ... ممالك للنحيب حتى جفّ الدمع عن الإدانة ... ممالك يشوبها صمت ... و رعب ... المحافظين الجدد ... فتحصدها الفيافي ... وتذروها المراثي ... رماداً في ليل العرب ... حتى ملت ساعات الرمل العربي التي تذروها الرياح ...
تحتضن الحكيم روحُ سرمدية ... يجتاحها نسغ براءة الطفولة ... روح البدايات ... روح الربيع مع الصباح ... في غير هذا الزمن الرتيب ... روح الكفاح الذي تخضّل به مشرقنا ... روح العاشق للحرية ... حين يقعقع الجهل في حومتها ...
من البداية رتل الحكيم قصيدته رغم سطوة الإيديولوجيا.. "الصراع قومي وليس ديني" ... قال في لحظات الألق إشراقاتها ... قال: لا شيء سيمحوا هذا الدم ... لا العواصف ... لا الأمطار ... لا البلدوزرات ... الدم أريجٌ موغل في الوطن ... لا شيء سيمحوا هذا الدم عن الوطن ...

أسأل حزناً في خلوة "شرعية" مع الذات ... أسأل اليسار قطرة الماء التي تثقب الصخرة ... الشرارة التي تحرق بيدر ... أسأل صخب المد الثوري ... عن وطن ننفق العمر في البحث عنه ...
ماذا لو كان لدى ماركس فضاء إلكتروني ... !
ماذا لو كان لدى انغلز فضائية أممية ... !
وما قد يفعله لينين برسائله البلشفية ...

وعهدنا أن يفد الربيع مع الصباح ...
وعهدنا سلام على أطياف روحك ... نجماً سابحاً في سمائنا فوق الأزرق ...
لنصلي لدمنا فوق تراب البلاد.. ونعيد ترتيب المعاني في الذاكرة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل