الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يخرج العربة العراقية من أوحال الطائفية ؟

هرمز كوهاري

2008 / 2 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يسألني بعض الأصدقاء والبعض يعاتبونني ، لأنني لم أتناول بكتاباتي قضايا المسيحيين أو الشعب الآرامي ( أوأي كلمة أخرى موحدة يتفقون عليها )! المضطهد في العراق و التأكيد على مشاكلهم بصورة خاصة ، ولا أنكر أني مقصر في ذلك بنظرالبعض ليس لعدم إعتزازي بقوميتي وبمن أنتمي اليهم بحكم الولادة والنشأة ليس إلا ،لأن من حق كل إنسان أن يعتز بقوميته ويدافع عنها ، ولكن الإعتزاز والدفاع هو غير التعصب و التفضيل على الغير ،هذا و من حقنا أن نتفاخر بإنجاراتهم وبما قدموه للأنسانية والبشرية من خدمات ، هذا من جهة ومن الجهة ثانية ، من واجبنا وواجب كل من يعتزبأجداده أن يكشف أيضا عن أخطائهم وتقاعسهم إن وجدت ... .

ومع إعتزازي وإحترامي وتقديري لهؤلاء الأصدقاء والزملا ء أبدأ أحيانا بالكتابة ثم أقول : ولكن كيف يمكننا حماية أو المحافظة على أي جزء من الشعب دون الكل ؟ وهذا الكل في زورق واحد ، فلو غرق يغرق الكل لا سمح الله ، ولو سلم ووصل الى شاطئ الأمان والسلامة ، يسلم الكل . حقا نحن العراقيون جميعنا في زورق واحد ، كما يقول المثل الأوربي ، وكل من هو في الزورق يطلب وصول الزورق الى شاطئ السلامة ، وإن كان سلامة الزورق يعني سلامة عدوه أيضا الجالس الى جانبه في الزورق !!
إن المجانين فقط يتصارعون على ظهر زورق تتلاطمه الأمواج ،ولا يتعاونون لإنقاذه
وهذا ما يفعله الآن القادة العراقيون الطائفيون والقوميون الأنانيون الشوفينيون !!

و هب أننا في مركبة كبيرة تضم العربي والكردي والتركماني والكلداني أو السني والشيعي والمسيحي واليزيدي والإلحادي وغيرهم ، كلهم يصبحون يدا واحدة خلف المركبة لدفعها إذا غرزت عجلاتها في الأوحال أو ضعفت بطاريتها ليتمكن السائق من مواصلة السير بها للوصول الى الكراج ، و طبعا تضم رجال الدين : القس والملاّ والحاخام ،كلهم يطلبون حتى من الملحدين اللادينيين أن ينضموا الى إخوانهم !! وربما يضطرون أن يقولوا لهم أي للملحدين: " يا الله ..ياالله يا وليدي إنزلوا ساعدوا إخوانكم في دفع المركبة وإخراجها من الأوحال "!! ، هنا فقط يصبح الملحدون اللادينيون بمثابتة أولاد المؤمنات و إخوان للمؤمنين !! للمساعدة لدفع المركبة وإنقاذها . حتى رجال الدين المؤمنون جدا يستنجدون باللاديين الملحدين للمساعدة لإنقاذ السيارة وإنقاذهم من الموت المحقق في تلك الصحراء الموحشة !! أما رجال الدين فيبتهلون الى الله بصلواتهم الخاصة كل منهم موسطا أنبيائه كشفيع ووسيط ، فالمسيحي يبادر الى رسم علامة الصليب ويطلب من المخلص يسوع المسيح ومريم العذراء ، والشيعي يتوسل بالعلي والحسين والعباس ، والحاخام يرجو موسى وراحيل بالمساعدة !! .

ولكن في الواقع أن المركبة أخرجتها من الأوحال السواعد القوية للشباب من العمال والفلاحين والطلبة والكسبة وبتشجيع من الشابات من المؤمنات وغير المؤمنات ووصلت الى الكراج بسلام ، ولكن رجال الدين المؤمنين يدّعون ويصرون أن شفاعة أنبيائهم و صلواتهم هي التي أنقذت السيارة !! دون أن يقرّوا بالحقيقة الثابتة التي راؤوها روية العين ولمسوها لمس اليد !

ولكن المركبة العراقية ليس كحال تلك المركبة التي غاصت عجلاتها فقط بل
غاصت في الأوحال حتى السقف ! في أوحال التخلف والطائفية والمصالح الأنانية ، ولم تتمكن أية فئة دينية أو قومية طائفية ولا دعوات وصلوات المعممين ، الذين بحت أصواتهم وأرهقوا سامعيهم بالخطب الرنانة خلال قرون ، وأمور الأمة تزداد سوءا بعد سوء ولكنهم يصرون على أنهم خير أمة إخرجت !!
ولكن ليس لهم بديل لأنقاذ المركبة العراقية غير السواعد والإرادات القوية للعمال والفلاحين والكادحين والشغيلة من كل الشعب دون تمييز أو تفريق والذين هم أولى ضحاية الإرهاب والفقر والبؤس وأصحاب المصلحة في إنقاذ العراق .

كيف يمكن إنقاذ أي راكب أو مجموعة من الركاب دون إنقاذ المركبة ، هذا جوابي لكل من يحاول أن ينقذ شعب أو طائفة أوفئة دون إنقاذ الوطن كله .
، فلا يفيد أن أن تدفع مجموعة جهة واحدة من المركبة ،قدتنقلب ويهلك الجميع !!
ولا يفيد الخروج من مجموعة من المركبة بغرض الإنقاذ لأن الخارجيون يواجهون الموت المحقق في صحراء موحشة ، وهكذا لم تفد نداءات إنقاذ الصابئة أو الفيليين أو المسيحيين أو اليزيديين وسوف لن تجد مثل هذه الدعوات بإنقاذ فئة إذا لن ينقذ العراق .

ولكن بمن نستنجد إذا أردنا ذلك بالمسؤولين !؟، فهم مشغولين في قضايا أهم من حماية الشعب ومعيشته ! وهي تشكيل حكومة من الطوائف على ألا تكون طائفية !! وتطبيق الديمقراطية على هدى الثوابت الإسلامية ، ولم يبق إلا الإرهابيين فهولاء ينفذون شريعة الله كما قال أحدهم بكل صراحة ووقاحة من على إحدى شاشات الفضائية !! وهم ، أي، الإرهابيون يستهدفون من وكلاء السيستاني الى قس السرياني ، ومن أهالي البصرة الفيحاء الى سكان موصل الحدباء ، ومن أهالي الحويجة الى من من خانهم وقلب عليهم في الفلوجة والعوجة !!

سابقا وقبل خمسة سنوات ،كانت المركبة العراقي واقعة في وادي الدكتاتورية الشوفينية المظلم ، ولم يكن بيد العراقيين حيلة غير الأستعانة بالرافعة الأمريكية لرفعها من ذلك الوادي السحيق ، ولكن قادتها بدلا أن يضعوها غلى الطريق الصحيح ، الطريق المبلط بالحرية والعدالة والمساواة والتآخي وقليلا من الديمقراطية !، خرجوا بها من الطريق الصحيح وأوقعوها في الأوحال الى أن غاصت حتى السقف ، فلم يبق لنا سبيل غير الأستعانة بالشباب الواعي العمال والفلاحين والطلبة والنساء بإشراف من المثقفين المخلصين لإنقاذ تلك العربية .

لذا فلا أمان ولا إطمئنان إلا بإنقاذ الأوطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟