الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية المائعة و-الواقعية-

و. السرغيني

2008 / 2 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


توجيه أولي:

استمرارا للنقاش الذي أثارت زوبعته اقتراحات المناضل "الحقوقي" عبد الحميد أمين، في علاقته مع ادعاءاته لتطوير وإنقاذ تجربة الحركة المناهِضة للغلاء عبر تخريجة "شبكة التضامن الاجتماعي" كبديل متجاوز للتنسيقيات، تلك التجربة الجماهيرية النوعية التي لم يعد يجادل في أهميتها سوى المحبطون المراهنون على قوى مهترئة غير قادرة على قتل ذبابة.. في هذا السياق سنحاول تقديم بعض التوضيحات للرد على "رفاق" دخلوا على الخط بهدف تصفية الحسابات مع معارضيهم، بأحط الطرق الغارقة في التجني ونشر المغالطات.
وكم ترددت كثيرا قبل الرد عن المسمى "عزيز العقاوي" والذي لا سابق معرفة لي به، تحسبا لما قد تفعله الحزازات الذاتية فلربما أكون قد شاركته تجربة ما وبقي في نفسه شيء من حتى.. وهو ما دفعني للتقصي قصد التحقق من تواجده الميداني في ساحة النضال حتى لا أصطدم خلال الصراع مع شبح! و"المناضلون الأشباح" ما أكثرهم في هذا الزمن الرديء الذي رمى ببعض "الرفاق الجذريين" و"الحقوقيين فقط" لقعر الذل والانحطاط والاستخذاء أمام زعامات كارطونية تتاجر بالشهداء وبالمجيد من تاريخ اليسار الجذري الحقيقي..الخ
زعامات حولت دكاكينها إلى إقطاعيات وزبناءها إلى رعايا "جذريين" شغلهم الشاغل هو التربص بالناقدين والمنتقدين "الكفرة" الماسين بقداسة الزعماء! عصاة وجب رجمهم ولو بنفث السموم والأكاذيب والتشهيرات الحقيرة في حقهم.
فليست هذه هي المرة الأولى التي تتم فيه مواجهة كل من سولت له نفسه ومبادئه الرد أو الانتقاد أو حتى النقاش الرفاقي.. لبعض ما يصدره "الرفاق الجذريون" داخل "النهج الديمقراطي" أو "الرفاق الحقوقيون" ـ وكلاهما سيان ـ داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. ليست المرة الأولى التي تنتصب فيه أقلام من هذا النوع الرديء، أقلام لا تناقش ولا تجتهد فيما طرح وما قيل، بقدر ما تتجه مباشرة للدفاع عن الزعيم الذي لا يخطئ، وعن الحزب الذي بحوزته معتقلين، وعن الحركة التي قدمت التضحيات الجسام..الخ وكأن هذا فيه ما يشفع للانزلاقات والانحرافات والترهات..الخ
وبدون أن تستحوذ على المقال مهاترات "الرفيق" الذي استحلى جدا الجدل ـ وبين فكر الجدل وفكر الديالكتيك مسافات وشوارع سيارة ستصيب الكثيرين بالعياء المضني الذي خبره جيدا "الأمين ومن معه" قبل عزيز ومن يتزعمه"..
سنعيد البعض مما تقدمنا به من توضيحات حول تجربة الحركة المناهِضة للغلاء، ومن أفكار واجتهادات متواضعة قصدت تقديم الفعل داخلها من خلال التشبث بالتنسيقيات وبتطوير تجربتها الأدبية والميدانية ضدا على كل محاولات التقزيم والتجاوز..الخ

في انتقادنا لاقتراحات "أمين"

أعتقد أن انتقاداتنا "لأمين" ولتخريجته كانت واضحة بما في الكفاية، وكنا ننتظر من الردود أن تتناول مضمون ما كتب لأننا لم نكتب بالصينية ولا باليابانية.. كتبنا بالعربية حتى يتيسر الفهم للجميع، لانتقاداتنا التي انبنت على تفنيد معطيات خاطئة وكاذبة قدٌمها أمين كأساس لتخريجته.
فما قيل عن ريادة "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" في التأسيس لهذه الحركة لا يعدو أن يكون مجرد افتراء تحاول "الجمعية" و أنصارها من خلاله الاستحواذ والهيمنة وفرض الوصاية على كل مجالات الصراع داخل الساحة السياسية وداخل ساحات الصراع الطبقي بشكل عام.
فجميع مناضلي التنسيقيات يعلمون جيدا السبق النضالي لعديد من المدن الصغيرة المفقرة والمهمشة.. كوادزم، طاطا، إفني، خنيفرة.. في مجال المناهضة للغلاء وفي الدفاع عن قضايا أخرى تهم النقل، التعليم، التطبيب، الماء، الطرق..الخ
جميع مناضلي التنسيقيات لهم سابق انخراط في تجارب تنظيمية احتجاجية ناهضت مشاريع الخوصصة، بالدفاع عن مجانية التعليم والتطبيب، وعن الحق في خدمات أخرى.. لم تكن فيها عناصر "الجمعية المغربية" ريادية ولا مؤسسة، بل كانت معرقلة ومخربة في العديد منها..
هذا مع التذكير بأن تجربة الرباط وما يتم التصريح بخصوصها، عرفت وما زالت نوعا من الحيف والإجحاف في حق مجموعة من الرفاق والفعاليات التي لا علاقة لها بـ"الجمعية المغربية"، حيث كان الدور، ومنذ التأسيس، بارزا لمجموعة من النقابيين والمعطلين إلى جانب المساهمة القيٌمة لثلة من أنصار "الجمعية"، وبالتالي كان من الواجب والإنصاف التذكير بإسهامات الجميع في التأسيس لتجربة الرباط، وكذا في الدعوة التي بادرت بها تنسيقية الرباط من أجل عقد الملتقى الوطني الأول.
النقطة الثانية التي عرفت اللبس والتأويل من طرف "أمين" ومن طرف المدافعين عنه من شاكلة المدعو "عزيز العقاوي" هي الترويج لمقترح "الشبكة" وكأنه "الإنقاذ" أو "التطوير" لتجربة التنسيقيات، وهنا تكمن خطورة أقلام "أنصر رفيقك ولو كان.."
فمن عجائب العجاب التي لم نستوعبها نحن، عجائب فاقت الطلاسم في أمرها ومفعولها، والتي لا قدرة لنا على فك رموزها إلاٌ بمساعدة "عزيز ومن شابهه" هي التخريجة الجديدة لتخريجة "أمين" الذي أراد "الإسهام" ـ جازاه الله خيرا ـ من "أجل إنقاذ حركة مناهضة الغلاء"!
هكذا إذن! وكأن الرفاق في التنسيقيات مصابون جميعهم بداء الزهايمر، عدا الرفاق في جبهة "أنصر رفيقك ولو كان..".
ألم نذكر في مقالنا السابق بأن "الأمين" أعلن عن "شبكته" يوم التأسيس لتنسيقية التنسيقيات أو ما أسميناه بالملتقى الوطني الأول؟ وبالتالي فإن ذريعة "التطوير"و"الإنقاذ" مردودة على صاحبها الأصلي وعلى جميع السطحيين والمنبهرين بقداسة "الأمين" الذي لا يخطئ.
فقراءة الطالع والفنجان التي يبدو أن "الأمين" قد احترفها دون سابق إنذار، لم تعلن آنذاك عن "الأزمة المتوقعة" وعن "المأزق المحتمل" الذي يمكن أن تدخله حركة مناهضة الغلاء ـ لا قدٌر الله ـ وإلاٌ فلماذا ساير "الرفاق الحقوقيون" مهام التأسيس دون أدنى اهتمام بمقترح الشبكة والتشبيك؟!!
أما الخطير في الأمر والذي لم يحسب لعواقبه حساب، هو رفع مطلب "الشبكة" في لحظة عرفت التنسيقيات أوج عطاءاتها، أي لحظة احتجاجات شتنبر/رمضان، والتي انطلقت بمسيرة الرباط ثم بانتفاضة البهاليل/صفرو، وبعدها بالعديد من الوقفات هنا وهناك.
ألا تلاحظوا معي أيها الرفاق المتتبعون بأن في ذلك قلب للمعطيات وتطويع للحقائق لتكييفها مع تخريجة "الأمين" التي لم تكن في حدٌ ذاتها سوى تكييف وأخذ بعين الاعتبار لانتقادات السلطات القمعية المتحرشة بالاحتجاجات عموما وبتجربة الحركة المناهضة للغلاء، بشكل خاص.

مسيرة 2 شتنبر بين التعاطي المبدئي وبين التقديرات الانتهازية

بداية، واحتراما لجميع النشطاء والفعاليات والمناضلين والمناضلات.. الذين حضروا الملتقى الثالث، وجب علينا الصد والفضح لكل الأصوات الانتهازية النفعية التي لا تقدر مغزى القرارات الجماعية إلاٌ بما يخدم مصلحتها السياسية الضيقة، نذكٌر الرفاق بمن فيهم "الأمين" وطابوره الخامس من شاكلة المدعو "عزيز" بأن قرار المسيرة لم يعارضه أي تيار من التيارات السياسية الفاعلة داخل تجربة التنسيقيات، بما يعني أنه اتفق وتوافق المهادنون الإصلاحيون التحريفيون مع أنصار "التسيس الشاذ والاعتباطي" على إنجاز المسيرة بالنظر لعدم تقدم الحركة من نيل مطالبها مع اختيار جيد لذلك التوقيت المرتبط بالحملة الانتخابية، وقد زاد حماس الرفاق نشطاء التنسيقيات، كثيرا بعد تهديدات الدولة والأحزاب الموالية لها.. التي رأت في الاحتجاج تشويشا على مسار اللعبة الانتخابية.
واستمر التحضير على قدم وساق وعمل الجميع على إنجاح المسيرة باستثناء تيار "المناضلة" التروتسكي الذي أصدر بيانا في آخر اللحظات متنصلا بشكل انتهازي ولا مبدئي من التزاماته السابقة. ومضفيا عن تراجعاته نوعا من الذرائعية "الواقعية" ومسوحات من "النضج والتعقل"..الخ
فكانت الحصيلة هي حضور المائة والعشرون، وهو رقم مشكوك في صحته.
فالعيب إذن ليس في "المائة والعشرين" التي التزمت وحضرت قاطعة العشرات والمئات من الكيلومترات، العيب في الأربعة مائة التي قضت الليلة بالرباط ولم تلتزم بالحضور صباحا للمسيرة.
فلن يستغفلنا أحد بلغة تبٌا "للجماهير".. تلك "الجماهير الغبية" التي سمعت فجأة شعارات إسقاط النظام الاستبدادي والقضاء على الرأسمالية الاستغلالية عبر الثورة الاشتراكية.. لتطلق ساقيها للريح خوفا من أن تنعت بالمناهضة للنظام القائم..! في الوقت الذي لا تناهض فيه تلك "الغبية" سوى الغلاء أما النظام فهي متشبثة به، مثلها مثل "عزيز ورفاقه"، وعزيز عليها لحد التمسك بأهداب عرشه.
إنه التطويع ولي عنق الحقائق، فالرفاق في "النهج الديمقراطي" أقاموا وقفة احتجاجية يومه 1 سبتمبر أي عشية المسيرة، بالرباط وفي نفس الشارع الذي ستمر منه المسيرة، وأخذ زعيم الحزب عبد الله الحريف الكلمة وندد بالحيف الذي لحق بحزبه المحروم من الحق في الإعلام الانتخابي، وذكٌر بكل شيء إلاٌ بمسيرة ضد الغلاء دعى لها ملتقى التنسيقيات ومن المفروض أن تنجز في اليوم الموالي للكلمة!!
طيب، ممكن أن ترد علينا انتقاداتنا وتنعت بالتجني، لأن "الرفيق"، لربما نسي التذكير بالمسيرة ـ جال من لا ينسى ـ آنذاك ممكن أن يتقبلها بعضنا برحابة صدر، لكن ما معنى أن يكون الغياب في الصبيحة، والتواجد عشية المسيرة بنفس العدد بمقر الاتحاد المغربي للشغل، أي يومه الأحد 2 سبتنبر على الساعة الرابعة لحضور نشاط يقصد الدعم والتضامن مع المعتقلين ـ معتقلي فاتح ماي وفقط ـ دعت له الجمعية المغربية.
هذه حقائق ومعطيات لن يكذبها سوى مزور من الدرجة الثانية لأنها واضحة وثابتة تفقئ الأعين، فمبررات "التسيس الشاذ" مردودة هي كذلك على أصحابها لأن الغياب وعدم الحضور للمسيرة كان قرارا سياسيا تداركه الزعماء الإصلاحيون بعد الملتقى أي بعد فوات الأوان، ولم يبق عالقا سوى التبرير المحكم أو "التخريجة" حسب التعبير الانتهازي المتداول.

وعن ما تبقى من ترهات المدعو "عزيز العقاوي"

الملاحظة الأولى هي أن "الرفيق" عزيز لم يقدم لنا دوافعه لمناهضة الثوريين وأنصار الثورة الذين يريدون إسقاط النظام والصهيونية والإمبريالية، الرفاق المنادين بتشييد الاشتراكية. ثانيا ما مصلحتك في هذا؟
أهو رفض لهذه الشعارات أم هو دفاع عن أبدية النظام والصهيونية والإمبريالية؟ صحيح أنني لا اعرف عنك شيئا لأنك لم تقدم أطروحتك ومرجعيتك وخطك السياسي، كما لا أعرف شيئا عن حضورك في الميدان الذي لم تر فيه سوى فضاء للمرح وتفريع الكبت والتمييع défoulement كما جاء في تعبيرك.. وبالتالي فقد ترددت كثيرا في تشريفك ببعض مصطلحات القاموس الماركسي اللينيني كالإصلاحية والتحريفية، لأن لا علم لي بالطريقة التي ترى بها بناء الاشتراكية، أهي عبر الإصلاحات أم عبر الثورة، ولا علم لي كذلك بمرجعيتك وإذا تبنيت في يوم من الأيام مرجعية حتى أنعتك بالتحريفي.
أما عن الفعل الميداني والارتباط بالجماهير الكادحة، فيجدر التساؤل بشأنه معك ورفاقك، فمن يجتهد في لجم نضالات الجماهير، وفي الإغراق و"إبداع" الأشكال النخبوية والمائعة لـ"النضال"، ليستعيض بها عن النضال الميداني الكفاحي مع وإلى جانب الجماهير؟ من حوٌل الانتفاضة إلى "أحداث"؟! من يميع نضال الكادحين ضد الغلاء بالتطبيع مع من يتحمل المسؤولية فيه ـ أي الغلاءـ؟ من يجهد نفسه سرا وعلنا ليفتح باب التنسيقيات في وجه الأحزاب الحكومية لتصبح ـ التنسيقيات ـ على المقاس المطلوب؟!! فيما يبذل مجهود أكبر لمحاصرة المناضلين اليساريين الحقيقيين المدافعين عن كفاحية وتقدمية التنسيقيات نظريا وممارسة؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات كفيلة بأن توضح أن الوجه الآخر لهجوم النظام على التنسيقيات هو السياسة الانتهازية المائعة لبعض الأطراف السياسية العاملة بها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|