الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للحب في عيده

جورج غالي

2008 / 2 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بدأ عيد الحب أو ال"Valentine s day" في كنيسة كاثوليكيّة على شرف القديس فلانتاين (Saint Valentine) الذي كان يعيش تحت حكم الإمبراطور الرومانيّ كلاديوس الثاني في أواخر القرن الثالث الميلاديّ, فقد لاحظ الإمبراطور أنّ العزّاب أشدّ صبرًا في الحرب من المتزوّجين الذين يرفضون الذهاب إلى المعركة، فأصدر أمرًا بمنع عقد أيّ قران، غير أنّ القسّ فالانتاين عارض ذلك، واستمرّّ في عقد الزواج بالكنيسة سرًّاً، حتى اكتشف أمره، وقد حاول الإمبراطور بعد ذلك إقناعه بالخروج من إيمانه المسيحيّ وعبادة آلهة الرومان، ليعفو عنه، ولكنّ القديس فالانتاين رفض ذلك بشدّة، وآثر التمسّك بدينه، فنُفِّذ فيه حُكم الإعدام يوم 14 فبراير، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الحبّ إحياءً لذكرى القسّ الذي دافع عن حقّ الشباب في الزواج و الحبّ.
هذه مجرّد مقدمة تاريخية عن أصل عيد الحب، أما دعوتي للحب في هذا المقال فهي عن حب شركائنا في الوطن "مصر"، فقد سمعت كثيراً عن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في مصر في ما قبل السبعينات، ولكني لم أعيش هذه الحقبة للأسف، وبعدها وفي السبعينات كان العهد الذي بدأ فيه استشراء الوهابية في مصر عن طريق الإخوان المسلمين.
وأتساءل.. لماذا لا نرى هذا الحب الآن في مصر إلا قليلاً؟
ولماذا عندما نرى هذا الحب الآن في مصر لا نصدقه؟
لا أعني هنا بالتأكيد الحب العاطفي بين شاب وفتاة ولكن العلاقة العادية بين مسيحيّ ومسلمي مصر.
أنا هنا لا ألوم المسلمين فقط ولكن أيضاً المسيحيين، فلو وجدت نفسك كمسيحي أو مسلم في موقف إنساني ولا بد أن تقف مع أحد طرفين أحدهما من نفس ديانتك، ستجد نفسك تقف تلقائياً معه –الشبيه في الديانة- حتى لو كان على غير الصواب، والسبب هنا هو الثقافة الوهابية الي زُرعت في كل المصريين من السبعينات وربما قبل ذلك، وهو الفكر الرافض والكاره للآخر في المُطلق..
لا أعتقد أنه من السهل الآن أن نتنقى من هذا الفكر الذي ظل ينخر في ثقافتنا المصرية القبطية منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى الآن، ولكن فلنحاول أن نبدأ بأنفسنا، ونعلّم أبناءنا الفكر المصري القبطي الصحيح، ونترك الأفكار الوهابية وأولها "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"..
أعرف أن هذه الأفكار صعب تطبيقها جدأ، ولكن هذه هي تعاليم السيد المسيح له المجد "سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتُبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5: 43 ، 44)
دعونا نعترف أن محبة الأعداء أمر غريب تماماً على طبيعتنا البشرية، بل أن الإنتقام من أحب الأشياء إلى القلب البشري، ولكن إنها الروح المسيحية الحقّة كما عبَّر عنها له كل المجد.
والله الذي أعطانا هذه الوصية هو القادر أن يساعدنا على تنفيذها.
جورج غالي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوات الإسرائيلية تقتحم طولكرم في الضفة الغربية


.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل




.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا


.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق




.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع