الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمعات الإرهابية!

هشيار بنافي

2008 / 2 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


في كافة المجتمعات الإرهابية، لا يجوز مناقشة رأي الأغلبية! و لا فكرها الاجتماعي أو الديني أو السياسي أو المذهبي أو الحزبي....الخ. لذا فالتحديث فيها تتم بتلبيس القديم حلّة جديدة تتلاءم و متطلبات الظروف الموضوعية!. و نظرا لتكرار هذه العملية مرارا خلال سير الزمن، يصبح القديم مقدسا! و لا يجوز المساس به، و مجرد مناقشته يعتبر من المحرمات و الممنوعات، و المخالف يعرّض نفسه للمعاقبة الشديدة التي تعتبر إرهابا بحقه الإنساني في إبداء الرأي استنادا لكافة لوائح حقوق الإنسان المتحضر.
أي مجتمع يمنع الفرد من إبداء رأيه يعتبر إرهابيا.. و من الصعب على الإنسان الحر أن يعيش ضمنه، لذا نرى مجاميع اللاجئين تقصد البلدان المتحررة يوميا و تفضل الغربة القاسية بين الأحرار على مرض الاغتراب القاتل في أوطانهم!، فما أضيق العيش بين أناس ينحنون لأصنام متعددة تمجيدا للماضي و مسايرة له، و ما أتعس الذين اجبروا على البقاء ضمن جغرافية لا تحترم الإنسان!. إن كافة مؤسسات الدول المتخلّفة بما فيها الثقافية و الدينية تخدم السلطات و ترهّم نفسها لكي تبرر الطغيان و الإرهاب الفكري و النفسي الواقع على المواطنين! لذا تفقد مصداقيتها و تفوح منها روائح كريهة أينما ذهبت و مهما استندت على أيدلوجيات قوية التأثير و إن كان كلام الله نفسه!، لان الأكاذيب لا تنطلي على عالم اليوم... و لكن مسايرة هؤلاء هو الشغل الشاغل للدول العظمى و خاصة أمريكا لكي تحلب من اضراعهم، دون أذية للبقرة المجنونة الحلوبة نفسها، و هذا يعتبر عين العقل، و إن كنا في موقعها القيادي للعالم، لفعلنا مثلها تماما!، فهنيئا لها حليبهم و حليبنا المهدور على أية حال!!، و خاصة لأننا في انتظار انهر منه بعد الممات في جنات نحن فيها خالدين و مكان الشعب الأمريكي الحر (الكافر) في أسفل السافلين أو دونه إن وجد!، لذا.. فالإنصاف تدعو الله أن يشبعهم اليوم من فتات خبز زائل في دنياهم الفانية، طالما لنا الحياة الباقية لابد الآبدين! في جنات النعيم و نحن على الأرائك متقابلين مع الحور الحسان، إضافة إلى أملس الغلمان، و كؤوس الخمر المعتق بين أناملهن ترقص شهوة عند ملاقاة ثغر تلك الحبيبات المصنوعات من نور الله ! نفسه، فالجماد أيضا يكون في ذلك اليوم ناطقا شاعرا يحس و يتكلم لمعبود الأرض و السماوات!.
يا لها من استخفاف برب العالمين، و يا لسخرية الأقدار التي رجعت بنا إلى القرون الوسطى، ففي عصر الكومبيوتر و الانترنيت و الموبايل و الفضائيات علينا تصديق أبو هريرة (رض) و كتبته المفترين الذين البسوا دينهم ثياب الفجار من بني أمية الملحدين، إرضاء لحكام جائرين، و على الشعب كان و ما يزال التصديق و السمع و الطاعة كالقرود التي لا تسمع و لا ترى و لا تتكلم، و الويل لمن سولت له نفسه الأمارة بالسوء! من مجرد مناقشة تلك الأساطير و الخرافات طالما تخدم أصحاب السلطات و الحاشيات المبجلات و رجال الدين و الثقافة! الأفاضل دوما و أبدا!.
كان مما ذكرنا عن الإطار الديني لعقل و إدراك أفراد المجتمعات المتخلفة الإرهابية، أما الدنيوي فحدث عن الإرهاب و لا حرج، بحيث أمست من المحظورات التفكير في حال أفضل لنا و لأجيالنا اللاحقة طالما نغني خارج جوقة المطبلين و المزمرين لهذا الرئيس وذاك القائد و المرحومين منهم أيضا لأننا مصابون بعمى الألوان، فلا نرى غير الأسود و الأبيض، أما إذا جاء إنسان أو حيوان من عالم آخر و اخبر عن ألوان و أضواء أخرى فلا بد لنا من تجريمه و تخوينه و الإيعاز لوعاظ الرؤساء لتكفيره أيضا و نترك أمر الإجهاز الأخير عليه لأمننا و مخابراتنا و استخباراتنا للبحث عن مكسرات عائلته! و من تكن زوجته و ماذا فعلت المراهقة أخته، بل يجب توفير السجل الأخلاقي لعماته و خالاته و جدتيه لإيجاد و لو ثغرة بقدر فتحة الدبوس لكي نلطخ من خلالها سمعته أيضا، لنشفي غليلنا منه لأنه تجرأ و فتح فاه لمناقشتنا أو ربما استنتجنا بان يفكر في ذلك!، فإذا كان الفرد لا يصفق مع الجماعة لا بد من استقصاء أمره، و استدراجه لكي يبوح بخلجات تفكيره، لان الواجب الوطني يدعونا أن نكون صفا واحدا. بموجب هذه الحجة المنطقية علينا أن نبتلع ألسنتنا (فلا صوت تعلوا فوق صوت المعركة) و (كل شيء من اجلها)!!، أي دجل هذا؟! انه حق يراد به الباطل طبعا، فالمقصود به منعنا من التفكير و إبداء الرأي.. فكنا إثناء المعارك الفعلية نمتلك إراداتنا و شخصياتنا و آرائنا و أفكارنا و ننتقد أعلى القيادات المصاحبة لنا ضمن المفارز القتالية ذاتها و التي كانت تشاركنا الدم و الدموع و نشوة التحدي لعدو فاشي، لذا كنا أمل امة كاملة رغم تواضع قوتنا و محدودية تحركاتنا . كان مفهوم الثقافة و المثقف عندنا هو التضحية أكثر و تقديم الأحسن لقضيته العادلة و كان الحزب تكاشفنا في كل شيء و لم تكن هناك مقدسات سوى كوردستان،و كنا نطلع بيشمه ركتنا على أخطاء البارزاني مصطفى نفسه في (( تقيم ثورة أيلول)) مثلا .
أما الآن فهناك الكثير من الثعالب الذين يقودون ثقافتنا الوطنية و الروحية، يلحسون أحذية القادة و يستأسدون على (الرعية) لأنهم لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، يصادرون الأفكار! و يعملون بسرية تامة ضمن قواقعهم و شلل الأصدقاء و الأقرباء و المحاسيب، بعيدا عن جموع الشعب التي تأن شبيبته خاصة، تحت أثقال مجتمع محافظ متخلف بتراث هجين، و ذلك بعد إفساحنا المجال أمام الأفكار الإسلامية السياسية التي لا تخدم سوى أعداء التقدم و الإنسانية و التطور. لقد كانت المناهج و الأنظمة الداخلية لأحزابنا المناضلة، يسارية متفتحة شفافة تجذب الأفراد من جميع الأديان و الطوائف، و الآن... نخاف أن نجري انتخابات جديدة لبرلمان عشش فيه الوصوليين، لأننا ندري، جيدا سيكون كلمة الإسلاميين عندها هي الأعلى، بالرغم من ماضيهم المشين، بوقوفهم المغزى مع أعداء وطننا و إلى الآن!. إن الثقافة الضحلة لدينا حاليا سببها المسئولين و ليس الأعداء أبدا، فالكيان الديمقراطي المتحرر لا يبالي بأعدائه و تسير قافلته إلى الأمام دائما لكونه الأصح و لا يصح إلا الصحيح.
ليت أصحاب المواقع الحزبية الالكترونية الملتزمة! يرحموننا ولو قليلا من محتكري الأفكار و الآراء الذين يتشنجون على صحفهم و يرهبون الناس بدعارتهم الفكرية، لان في عالم اليوم عيون ترى و تقرأ ما يقيأ البعض من إرهاب لا ولم تكن منهج لنا سواء كان في ثورة أيلول و كولان أو قبلها ضمن تراث كوردستان عندما كان أصيلا طبيعيا بسيطا متسامحا حرا لأبعد حدود الحرية. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم المضحك وراء ممثلي الكوميديا في العالم العربي - يستاهل


.. موجة حر خانقة تضرب مصر والعراق والحرارة تصل إلى 72 في السعود




.. لماذا ينجح الحوثي في استهداف السفن بخليج عدن ويفشل في البحر


.. بسبب الحروب.. أزمة نزوح ولجوء تجتاح العالم #بزنس_مع_لبنى




.. ترامب يعود للكابيتول.. هل ينحي الجمهوريون خلافاتِهم ويصطفون