الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الأمين العام للجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية 36

احمد سعدات

2003 / 12 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الإخوة والأخوات الرفاق والرفيقات الحضور الكرام
نقفَ اليومَ لاحياءِ ذكرى مناسبتينِ عزيزتينِ على قلوبِ شعبَنا وامتنا ، الذكرى السادسةَ والثلاثون لانطلاقةِ الجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطين، والسادسةَ عشرَ لانطلاقةِ انتفاضةِ كانونَ المجيدة .
وفي هاتينِ المحطتينِ نجددُ عهدنا لشعبنا الصامدِ في وجهِ العدوانِ الهمجيِ الصهيوني، لشهدائهِ واستشهادييه، شهداء الحجرِ والمولوتوفِ والبندقيةِ والعبوةِ والقلمِ والموقفِ ، لفارسِ الشهداء الحاضر دوما بيننا، القائدُ والمعلمُ الرمزُ ابو علي مصطفى واخوته ورفاقه وكلُ من قضى على دربِ الكفاحِ الوطني ، للاسرى والمعتقلينِ المرابطينِ في الخنادقِ المتقدمهِ للنضال، للاجئي شعبنا في المنافي والشتات، لجماهير شعبنا في الجزء المحتلَ من فلسطينِ عام 1948 ، الذين يواجهونَ بعزمِ وصلابةِ كل اجراءات القمعِ الصهيوني العنصري الهادفِ لطمسِ هويتهم الوطنيةُ والقومية، لهؤلاء جميعاً اقولُ باسمي وباسم كافة هيئاتِ ورفاقِ وانصارِ الجبهة الشعبية ان عهدنا هو عهدكم، وقسمنا هو قسمكم، ودربُنا هو دربُكم، وسنواصلُ المسيرةَ حتى تحقيقِ الاهدافَ التي ناضلتم من اجلها او نقضي شهداء .
الحضور الاعزاء
تتزامنُ وقفتنا هذه مع تواصلِ الهجومِ الامريكيِ الصهيونيِ الشاملِ على امتنا الذي بدأ باحتلالِ العراق ، هذا الهجومُ الذي ترافقِ مع ارتفاعِ درجاتَ العدوانِ الصهيوني على شعبنا في اطار مشروع امريكي صهيوني شامل، يستهدفُ احكام  السيطرةَ الامريكيةَ المطلقةَ على امتنا .
وعلى الرغم من عِظم الالهَ العسكريةَ الامريكية،  فقد اصطدم هذا المشروعُ بضراوةِ المقاومةِ الوطنية العراقية لجنودِ الاحتلال الامريكي وحلفائة، ومع كل يومٍ جديدٍ يتعمقُ مأزقُ هذا الاحتلال.  وفي فلسطين تتفاقمُ ازمةُ العدوِ الصهيونيُ ومشروعَ احتلالهِ ويزدادُ تخبطهُ بفعلِ صمود شعبنا واصراراهِ على مواصله المقاومة، وفي لبنان تقف المقاومةُ المنتصرةُ الظافرةُ، شامخةً متحديةً استفزازاتِ العدو وتهديداته ، كما تتسعُ حملةَ المناهضةَ الشعبيةَ الدوليةَ لنزعة العربدةِ والحرب الامريكية على الشعوب ، وفي اطار هذه الحملةَ تتسعُ رقعةُ الاستنكارُ الشعبي الدولي لسياساتِ حكومةِ الاحتلالِ الصهيونيةِ وتعمق عزلتها ، ويزدادُ طردا نسبةُ التاييدِ الدوليُ لنضالنا العادل من اجل حقوقنا الوطنية الثابتة .
ان هذه الزوايا المضيئة، يجب ان يؤسس عليها برنامجُ النضالُ القوميُ والوطني، فامريكا لم تترك لشعبنا وامتنا سوى خيارين: المقاومةَ او الاستسلام ، وقد جندت لتحقيقِ اهدافِ مشروعها جزءا مهما من طاقتها العسكريةِ والسياسيةِ والاقتصادية، والى جانب القمعِ المباشر لجماهيرنا في العراق، وتوفيرُ الغطاءَ والاسنادَ لجرائمِ حكومة شارون، اطلقت العديدُ من المبادراتِ السياسيةِ كاطارات للاحتواءِ السياسي، وبناءَ الادواتِ المحلية المساعدة لانجاحِ مشروعها ، ففي العراق انشأت ما سميَ بمجلسِ الحكم الانتقالي، وفي فلسطينِ اطلقت خارطة الطريق. وفي ظلِ غيابِ البرنامجُ الوطني الموحدَ للمواجهة ، وارتهانَ السلطةَ الفلسطينيةَ للوعودِ الامريكيةِ وقبولها بخارطةِ الطريق، وحالة الفوضى العامةِ التي تعيشُها الساحةَ الفلسطينيةَ اليوم، فُتح البابَ وبتشجيعٍ واسنادٍ رسمي لاطلاقِ البعضَ ومن بينهم شخصياتٌ رسميةٌ في منظمةِ التحرير والسلطةِ الفلسطينية،  مبادرات اقل ما يمكنُ وصفها انها تتعدى الاجتهادَ المشروعِ وتفرطُ بالثوابتِ الوطنيةِ والقومية ، فقبل عدة ايامٍ تم الاحتفالُ بمراسيم توقيع ما اصطلح على تسميتةِ بوثيقةِ جنيفَ وقد سبقَ هذه الوثيقةُ ما سميَ بخطةِ( عامي ايلون- نسيبة) وفي كلتا الوثيقتين تنازل اصحابُها جهاراً عن حقِ العودة،  جوهر القضية الوطنيةِ الفلسطينية، واستسلموا لكاملِ ثوابتِ الرؤيةِ الصهيونيةِ في تسويةِ الصراعَ العربيِ الصهيوني ، فلهؤلاء الذين استخفوا بالشعب وحقوقة وثوابته الوطنية وتضحياته نقول:  ان حقَ العودةَ ليس فقط حقا فرديا وجماعيا لشعبنا بالعودة الى القرى والبلدات والمدن التي هجروا منها ، بل هو جوهر القضية الوطنية الفلسطينية، والجسرَ الذي يوصلُ بين حقوقنا الوطنية المباشرة والتاريخية، وبدون انجازة لا يمكن الحديث عن السلام الدائم والمصالحة والاستقرار في المنطقة ، واذا كانوا يجهلون ذلك، عليهم مراجعة ابجدياتِ جذورَ وتاريخَ الصراعِ العربي الفلسطيني- الصهيوني.
الاخوة والرفاق الاعزاء
ان تعزيزَ صمودُ شعبنا وتوفيرُ مقوماتُ مواجهته للعدوان الصهيوني  ودفاعهُ عن ذاتهِ  وثوابتهِ الوطنية،  يتطلبُ منا اليومَ اكثر من أي وقتٍ مضى، تسليحةُ بالرؤيةِ السياسيةِ الواضحةَ والبرنامجُ الوطنيُ الموحد، الذي يمكنُ ان تبنى عليه وحدتنا الوطنية، هذه الوحدةَ التي تشكلُ  الرافعةَ الاساسية، واهم شروط تحقيق الانتصار،  وقد تطلعنا الى كل حلقات الحوار التي جرت سابقا او قبل ايام في القاهرة لان تكون منابر لانجاز هذه الوحدة، ولا زلنا نتطلعُ ونرى ان الحوارَ يجبُ ان يستمرَ ويتواصلَ ، وقد رأينا في الجبهةِ ان اولى متطلباتُ نجاحُ حوارنا الوطني، هو ان يكون شاملا، وان لا يُختزل حول نقطةٍ واحدةٍ يحتاجها هذا الطرفُ او ذاك، فاحتياجاتُ الوضع الفلسطينيُ الراهن، اوسعُ من ان تحصرَ بمسألةِ الهدنةِ او وقفاً لاطلاق النار، اننا نحتاجُ وقبل كلِ شيءٍ الى الاتفاقِ او التوافقِ حول البرنامجِ الوطني السياسي العام. لمواجهةِ تحدياتِ المرحلة، وعلى اساس هذا البرنامج واحتياجاتِ النضالِ العامة، يتوجب الاتفاق على خطةٍ وطنيةٍ للاصلاحِ الوطنيِ الديمقراطي، لاعادةِ بناءَ وترتيبِ البيتَ الفلسطيني الداخلي، واذا ما تم انجاز هاتين الركيزتين وتم تشكيل مرجعية قياديةَ سياسيةَ جماعية موحدة، لقيادةِ النضال الوطنيِ فانها ستكونُ قادرةً على تحديدِ اساليبِ ادارة الصراع الملائمة في كل لحظة سياسية، وبهذه الروحيةِ تعاطينا في كل منابر الحوار،  وللاسفِ وبكل مرارهَ نقول ان حوارَ القاهرة الاخير، لم يكن مختلفاً عن انماطِ جلساتِ الحوارَ السابقة، التي استهدفت فقط الحصولُ على استعدادٍ فلسطيني بالهدنة ، مع انَ هذا الموضوعُ يرتبطُ اساسا بوقفِ العدوانِ الشاملِ على شعبنا، فقد سبقَ للفصائلِ الوطنيةِ والاسلاميةِ ان تقدمت بمبادرةٍ من جانبٍ واحد لوقفِ المقاومةِ المسلحةِ، فماذا كانت النتائج ؟  لقد تمادى العدوُ في تجاوزاتهِ بل وتبجحَ بان هذه الهدنهَ لا تعنية وان المطلوبَ هو تفكيك بنيةُ المقاومة، تحت مسمى الارهاب ، ولا اعتقدُ ان الشعب الفلسطيني وقواهُ المقاومةِ هي من يجب إن يطلبَ منها تقديم المبادرات ، ان من يحتاجُ المبادراتَ لحمايتهِ من عدوانِ حكومةِ شارون هو شعبنا . والى جانب هذه النقطةِ وبدلاً من البحثِ عن وضعِ الاساسَ التنظيميِ لمشاركةِ الكل الفلسطيني في رسم القرار السياسي، وبشكلٍ جماعي ديمقراطي طُرحَ على طاولةِ الحوارِ ضرورةَ تفويضَ الفصائلُ للسلطة، للقيام بالتحركِ السياسي الذي تراهُ مناسباً وحين يتم الحديثُ عن التفويض يلغى موضوعياً أيُ استعدادٍ لفتحِ المجالِ للمشاركةِ الجماعيةِ في صنع القرار، كما يملي على الاطرافِ السياسيةِ  القبولَ بالمشاريعِ السياسيةِ التي رفضتها كخارطة الطريق.
وكان لحوارِ القاهرهَ ان يتكللَ بحدٍ معقولٍ من النجاح، خاصة وان العديد من القضايا السياسيةِ والتنظيميةِ قد تم التوافقُ عليها من حيث المبدأ، لولا الاصرار على مسألتي التفويض والهدنة .
الرفاق الرفيقات الاخوة الحضور
اننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن واقعِ حرصِنا على المصلحةِ الوطنيةِ نعيدُ التأكيدَ على القضايا التالية :
1- نؤكيدُ على موقفناِ برفضِ خارطةِ الطريق باعتبارها مشروعا امنيا يستهدفُ احتواءَ الانتفاضةَ والمقاومةَ ونقلُ التناقضَ للشارعِ الفلسطينيِ والالتفافُ على القرارِ الدولي باقامة الدوله الفلسطينية المستقله ، فلا نعتقدُ ان شعبنا قد دفعَ الاف الشهداء وعشراتُ الألوفَ من الجرحى وآلافُ الاسرى وتحملَ كل صنوفَ المعاناهَ ليعودَ من جديدِ الى النقطةِ التي بدأت منها الانتفاضة، للتفاوض على ما تم التفاوض عليه ، وندعو السلطة الفلسطينيةَ الى رفضِ هذا المشروع، او على الاقل عدم اجراء أي مفاوضاتٍ سياسيةٍ مع حكومة شارون قبل ان تبديَ الاخيرةَ استعدادُها  لوقف العدوانِ والاستيطانِ وبناءِ الجدارِ العنصري العازل، واطلاق سراح كافةَ الاسرى والمعتقلين .
2- نجدد مطالبتنا لاصحابِ القرارِ في السلطةِ والمنظمة، بضرورة وضع حد لحالة الفوضى السياسيةِ التي عبرت عن نفسها بمجموعةِ مبادرات خرجت عن اطارِ الشرعيةِ والثوابتِ الوطنية، واعلانُ موقفا واضحا برفضها ومساءلةُ ومحاسبةُ كلَ الشخصياتِ الرسميةِ في المنظمةِ والسلطةِ التي سمحت لنفسها بهذا التجاوزَ الخطير .
3- ندعو كافة فصائلَ شعُبنا السياسيةِ لاعادةِ الاعتبار لكافةَ ادواتِ الانتفاضة القياديةِ الموحدةِ وامتداداتها في المحافظات، كما ندعوا مؤسساتَ السلطةَ الفلسطينيةَ والمؤسساتُ الاهليةَ لتوجيهِ امكاناتُها لمساعدةِ جماهير شعُبنا المتضرره من العدوان، وتلبية احتاجاتهم اليومية المباشرة، في الوقت نفسه نتوجه لجماهيرَ شعبُنا بتعزيز كافةِ اشكال التضامنَ والتكافلَ لامتلاكِ مقومات الصمودِ وتصعيدُ وتطويرُ الانتفاضةَ والمقاومةَ كروافعَ اساسيةٍ لتحقيقِ الاهدافَ الوطنيةَ .
4- ندعو المجتمعَ الدوليَ لتحملِ مسؤولياته بتوفيرِالحمايةِ الدوليةَ لشعبُنا، والزامُ اسرائيلَ بوقفِ عدوانها وجرائمُها بحقِ ابناءِ شعبُنا، وانهاءِ احتلالها للاراضي الفلسطينية، وتوفيرُ كل الظروفِ لممارسةِ شعبنا حقةُ في تقريرِ مصيرهُ وانتخابَ مؤسساتَ دولتهِ الفلسطينيةِ المستقلةَ الديمقراطية .
واخيرا اسمحوا لي باسمكم إن اوجه تحية الاكبار والاعتزاز للمقاومة الوطنية العراقية الباسلة ، والمقاومة اللبنانية ، وكافة مقاتلي ومناضلي شعبنا في خنادق النضال المتنوعة ، والى كافة تشكيلات المقاومة الوطنية  والاسلامية مؤكدين لهم اننا سنظل معهم والى جانبهم في الخنادق المتقدمة للمقاومة .
المجد للشهداء
الحرية للاسرى والمعتقلين
والنصر لشعبنا العظيم
واننا حتما لمنتصرون
رفيقكم الامين العام
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
احمد سعدات
9/12/2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل