الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبو بتي .... نزيهة سليم

محمد العبيدي

2008 / 2 / 16
الادب والفن



حبو بتي .... نزيهة سليم
عشت ليلة أمس وسط أشجار معتمة.
بين مد وجزر.. لعمرك بلا وسادة.
بلا رفيق بلا عشق بلا حب.
أبوك الحاج سليم وأخوك جواد والآخر نزار.
حديث النساء حلو معك أتوق توقا شديدا لنبتة لون في لوحاتك.
في يوم كهذا ، أنت في زيارة اهلك .. ولكن بلا دهاء الموسيقيين..
بلا ألوان ، بلا أفكار ، بلا عطاء قدرك أنت تحتضري بعد معاناة من المرض الطويل.
أحزاننا تتضاعف، بالأمس جواد يتصدع بنصبه الحنين، واليوم أنت ترحلين
في يوم الجمعة كان الحصاد ، هذه هي مصيبتي مطرودا واسمع الأنين.
مهموما وضالا وعاما كاملا حتى ليلة أمس تطلبين الراحة ، وتنادين
أيتها الرسامة والفنانة ، تأملي جيدا ، كلنا في سائر الطريق
أيتها العزيزة الحبوبة ، كيف تنكر لك الأصدقاء منذ زمن طويل ، إنهم رحلوا
هاربين ولم تبقى سوى الذكريات ، ضيف شرف بعد السنين...

يقول الفيلسوف ( مارتن بوير)
إن كل حقيقة هي لقاء ، وعلى هدي ذلك سأحاول أن استرجع مكان لتلك اللقاءات .
كنت طالبا في أكاديمية الفنون الجميلة، وهي تدخل إلى الكلية بملابس تبدو لي وكأنها في ريعان الشباب، وقلت لها يوما حبوبه قالت نعم . حلوة كلمة حبوبه فهل تقصد أنا امرأة كبيرة أم ماذا ؟ قلت لها لا أنا لم اقصد انك جدة وإنما آنت حبو بتي قالت: أنا حبوبه اللوحة واللون وأحب نزار كثيرا لأنه لم يفارقني طيلة حياتي ، وهذا الكلام لها ، ولا يعتب علينا أستاذنا الكبير فيصل الياسري ليقول لنا ( هاي شلون دبرتها )
إنها أخت نزار وتحبه كثيرا ومن بعده جواد ، وتجولت معها في حدائق كلية الفنون الجميلة إلا أن وصلت معها إلى النادي ، لتقول( شوف محمد هذا المسبح مال نوري سعيد) فقلت لها أين هو ، قالت في هذا المكان ونحن جالسين الآن على بلاج المسبح ، لتقول لي كم تمنيت أن ادخل هنا عندما كنت في المدرسة ولاسيما بيتنا قريب من هنا وبعدها بدأت بالحديث معي ، وتقول لي أحب نزار فقلت لها تحبيه كثيرا حبوبه؟ قالت انه ذات قدرة وحرية ومغامر في اللوحة ، محترم لم تأخذه العصبية أبدا يحبني لأني حلوة وشابة وامتلك خيال جامح ولكن لا استطيع إفرازه حتى في اللوحة الفنية وإثناء الرسم غير كاف .
أحب كثيرا النهر ، والجور والبندق ، واحترم اللبلاب الأخضر لأنه كثيف ، وأحب الأغصان المحملة بالفواكه تومئ وتنحني ، وإذا كنت قرب الشلال أكون منهكا بالبرد حتى إذا كان الوقت صيفا دائما أحب أن أكون أسفل الأشجار .
تحدثت معي كثير عن لوحاتها وكيف ترسمها ، تقول أحب لوحتي واحتفل بها عند الانتهاء إنها حمامة ، ترفرف فوق البركة ،لوحاتي تردد أغاني وكان يقول لي نزار سأعيش غدا في مكان وأكون راضيا عنك .
هذا ماتذكرته منها في لقاء كان معها لأنها عندما تدخل تسال عني أولا أحيطها بنوع من المحبة والألفة والاحترام ، إنها حبوبتي وبها من شبه والدتي الكثير .
ثم غشت اليوم إغماءة الموت ونهضت لأرى نفسي محاطا بعدد من محبيها لنضع كل واحد منا ذرة رمل على قبرها .
محمد العبيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل