الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألف مشروب .. والف دين !!

حسن إسماعيل

2008 / 2 / 17
كتابات ساخرة


الإهداء ..
لكل ألوان طيف الوجود .. للشوك والأحجار والورود ..
لكل هذا التعدد الذي منذ البدء وسيظل للمنتهى

من منكم ذهب لبلاد الفرنجة .. في الضفة الأخرى للكـُرة المتكبرة الأرضية
ليجد ما لم تراه عين ولم تسمعه آذان ولم يخطر على قلب إنسان
خـَضار يجري من بين أهدابه الأنهار
وأحلام تعشق الحياة تحصد من البراكين نهار
مجتمع الوفرة وثراء التعدد المتفاعل وغير المتناحر
تختار ما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء
فأنت هناك مخلوق حـُر ( فقد خلقهم الله هناك أحراراً )
أمام هذا البوفيه المفتوح والمـُتاح للجميع
حيث نفس الحقوق ونفس الواجبات
بلا تمييز في اللون أو في اللغة أو في الجنس أو في الدين .
ألف مشروب .. وأيضاً ألف دين هناك
فحرية الاعتقاد هناك تجعل باب قلبك مفتوح على مصرعيه
لتـُجلس على عرشه ما تريد وتـُنزل ما وُقر فيه لسنين بكل بساطة وسلام
فتداول الأديان على عرش قلبك يتم هناك بشكل سلمي جداً ..
وبشكل شخصي جداً دون أن يزعج أحد
دون أن يسيء لأحد
دون أن يزدري بأحد
ففي دول الحـُريات كل شيء مـُتاح .. وكل شيء بوفرة
المشروبات والأديان
كل ما هو جسدي .. وكل ما هو روحي
كل ما هو آني .. وكل ما هو خالد
بوفيه مفتوح الظاهر والباطن .. الشكل والجوهر
وعولمة تضع كل العالم بين أنامل طفل
وتـُعَّرفه كيف يـُحلق دون خوف على كل الشجيرات
وكيف يغني كل الاغنيات
دون تلصص أو مراقبة أو وصاية من أحد
فالأبناء هناك متساوون الحقوق مع الآباء
فلا أخ أكبر ولا قلم أحمر ولا حجارة للرجم
والعجب العـُجاب أن الحريات هناك
لم تجعل الجميع يفرون من دين بعينه
إلى دين آخر
ولا من مشروب مـُشرك إلى مشروب موحد
إطلاقاً فهناك مازالت البوذية تكسب أعداداً كل يوم
ومازال الإسلام يكسب أعداداً كل يوم
ومازالت المسيحية تكسب أعداداً كل يوم
ومازالت البهائية وشهود يهوة والمورمن ..
حتى كنيسة الشيطان هناك تكسب كل يوم
لم ينتهي دين ولم تنقرض عقيدة .. لم تنقرض غير الديناصورات هناك
ولم يتلاشى أي لون من أطياف لون العابدين
فالأحمر جذاب .. والأزرق مازال يتلألأ .. والاصفر يتفحص بعمق
كل يذهب إلى هيكله .. إلى معبده .. إلى كنيسته .. إلى مسجده
كلاً يبكي على ليلاه .. وكلاً يضيء لأيقونته الشمع
وكلاً يصلي صلاته برهبة .. وتتجه بوصلته إلى قدس اقداس قـِبلته
بكل خشوع واحترام وهدوء وسلام
فدولة القانون تعدل .. دولة القانون تقدس الحريات

فالقلوب في الدول المتحضرة
لا تتصارع فيها جنة ولا نار .. كلها قلوب رابعة العدوية
حتى العقائد هناك لا تسكن الخنادق بل تسكن أماكن العبادة والقلوب
لا تتصارع ولا تتقاتل
الكل يعمل ويمر حيث رهان الكفاءة الوحيد
الكل يريد أن يجعل اليوم مهم والحياة أفضل
وسؤالي .. لماذا نحن هكذا .. دائماً خائفين
خائفين من المستقبل المجهول لأننا لا نصنعه
خائفين من العلم .. لأنه يكشف زيف أساطيرنا
خائفين من الآخر لأننا نجهله رغم أنه ونحن وجهي عملة الوجود
خائفين من الحريات لأنها تضعنا أمام مسئوليتنا وجهاً لوجه
ونحن لا نريد أن نكون مسئولين
نريد وننتظر من يحمل عنا عبء هذه الأمانة .. أمانة المسئولية
فالعبد لا يسأل
العبد يطيع فقط .. يخنع فقط
الحـُر وحده هو الذي يقرر مصيره
والشعوب الحـُرة وحدها هي التي لها حق تقرير المصير
هي وحدها مصدر السـُلطات
فالحـُر .. لا يخاف
والأحرار .. متساوون
ولأننا عبيد بطالون لسنا متساوون
ليس لنا نفس الحقوق ولا علينا نفس الواجبات
فالشعب في خدمة الشرطة .. والشرطة في خدمة الحكومة
والحكومة في خدمة النظام
والنظام طـُفيلي يحيا على بعضه البعض
مصاصي دماء في كهف العبودية يتعبدون
النتيجة فتنة طائفية .. وشرطة في خانة الديانة للبهائية
وحكومة أهلاوية .. ومعارضة زمالكوية
وبوفيه غير مفتوح .. مغلق بالشمع الأحمر
حيث الطعام الواحد واحتكار المشروب الواحد
واحتكار الحديد لواحد ..
وها صكوك الجنة والنار تباع على الأرصفة
وخنادق جديدة كل يوم تـُحّضَر لحرب مقدسة قادمة
يطلقون عليها صدام الخرافات ..
وهم يحارب وهم .. وسراب يريد أن يفني سراب
والخاسر الوحيد الإنسان
وحقوق الإنسان .. وحياة الإنسان .. ووطن الإنسان
ـــــــــــ
لا تجبر الإنسان ولا تخيره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيره
اللي انهارده يطلبه ويرضاه
هو اللي بكره بيشتهي يغيره

صلاح جاهين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي