الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟

وديع شامخ

2008 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


من المفترض أن يشهد الحقل السياسي انتعاشاً بارزاً في فترة الأزمات التي تمرّ بها الشعوب لا سيما بعد سقوط الأنظمة عسكرياً وحاجة المجتمعات إلى إعادة تأسيس أو تأهيل مؤسسات الدولة البديلة وذلك لأسباب عديدة أهمها قدرة السياسي علي الاشتغال في هذه الفترة الحرجة بوصفه فاعلاً في استثمار الفرصة المتاحة وتحويلها إلي حل أو مشروع لولوج خيارات متعددة للخروج من أزمة شعبه إلي فضاء أكثر معقولية وهذا ما حصل في أغلب تجارب الشعوب في تعاملها مع الوضع الطارئ الجديد ولعل تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية تشكل درساً لنجاح الساسة في اليابان لإزاحة العقلية العسكرتارية التي أثبتت فشلها واستثمار عامل الزمن لإعادة بناء الدولة الوطنية فإذا كان هذا المثال لا ينطبق واقعياً علي تفاصيل تجربة اليابان مقارنة بالتجربة العراقية للفشل السابق للسياسة العراقية في احتواء ملابسات الوضع الحالي منذ عام 1990 وبعد غزو الكويت تحديداً كما يدعي بعضهم فأنا أرى أن السياسي العراقي كان ينتظر دوره في بناء مستقبل العراق فإن تأخر لسبب ما في تفعيل دوره في فترات سابقة فهو الآن في الميدان المناسب لعمله، فبعد سقوط النظام السابق ما الذي قدمه الدرس السياسي العراقي؟ يبدو أن هذا السؤال يحمل في طياته سوء نية مسبقة لدور السياسي العراقي في بناء مستقبل بلده لكنه في الوقت نفسه يحمل تقديراً للمسؤولية الوطنية العليا التي يجب أن لا تخضع لمنطق (ميكافيلي)، فهناك خطوط حمراء داخل الحقل السياسي ولا سيما عندما تكون الأهداف غير قابلة للوصول إليها عبر جراحة قيصرية فما بالنا في العراق ونحن نشهد مظاهر الانهيار لدور السياسي وكأن هذا السياسي ارتبط شرطياً بسقوط النظام السابق، وداهمته شيخوخة مبكرة فأصبح موزعاً بين صوت مواطن بسيط أو حزام ناسف لآخر وعلى مستوي سعر الصرف، إن ما يحدث في العراق الآن لهو ضرب من فقدان الشعور بالمسؤولية الوطنية وذلك لانخراط السياسي في دائرة الصراع المهلك للحصول علي صورة أخرى طفحت علي المشهد السياسي والإعلامي وهي صورة الرافض والمنساق إلي تغيرات مؤقتة كان للسياسي أن يحتسب لها في ظروف كهذه فأصبح السياسي اما صوت شاحب للجولة الانتخابية اللاحقة أو حزام ناسف لتفعيل البراغماتية وظلالها القائمة علي الساحة العراقية
فهذا الفراغ والضبابية اللتان تركهما السياسي العراقي قد خصّبت أقواماً من اللافتات يقف وراءها لاعبون استثمروا هذا الفراغ للدخول من خرم الإبرة فأدخلوا الفيل في غفلة من الساسة فإذا كان السياسي العراقي بكل ثقله التاريخي لم يستطع طرح مشروع للتعامل مع المناورة وفن الممكن، فهل نستطيع أن نمضي مع السياسي العراقي الذي ترك موقعه للفراغات ولعبة الكلمات المتقاطعة وجاء بغير إرادته لفاعلين آخرين لا يحكمهم شرط الدخول إلي الحقل السياسي فاستثمروا رأسمالهم الرمزي وهمشوا الساسة وتاريخهم الوطني فصاروا عناوين جديدة لتفسير الوطن أهو وطن حقاً أم هو خرم إبرة؟
نطمح الى رؤية سياسيين عراقيين يمتلكون منهجا وطنيا واقعيا يستطيعون الوصول به الى الحافات القصوى للتوافق والموائمة مع كل الفرقاء .. دون التفريط بالوطن والمواطن واللعب على حباله الصوتية ضمانة لصوته في انتخابات قادمة او مكاسب زائلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس