الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تُعيد البشاعة نفسها

عبد الكريم الموسوي

2008 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اجتهدوا البعثيون في تشييدِ أجهزة قمع دموية لإجهاض الأخر الذي لا يتفق
مع أفكارهم وشعاراتهم وممارساتهم في الشارع العراقي . الحرس القومي
أول جِهاز مُنضم على طريقة الأجهزة الستالينية والفاشية السرية للتصفية .
ثم جاء الجيش الشعبي الذي أكمل مسيرة الأول الذي سقط بِفشل انقلاب 1963 .
منتسبو هذين الجهازين من السنة والشيعة ، وكان الشيعة يتصدرون العدد !!!
لأنهم الأغلبية السكانية . كان الفرد العراقي يتجنب الخروج إلى عمله اليومي
ليس خوفاً من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فقط ولكن من هذا العدو الذي
يقنصه في الشارع ويرسله إلى جبهات الموت ، هذا العدو الساكن المترصد في
زوايا الحياة ، على السطوحِ في المقاهي في سرير الزوجة ،
في الطفولة ، عندما يسأل طفل أباه ، لماذا لا تقاتل؟
***
سقطوا هؤلاء المتربعين على ذهنية العراقيين وأجسادهم دون عودة ، ولكن ما
الأئارالتي تركوها في هذه الذهنية خلال ثلاثة عقود ؟
لِثلاثين سنة تمرّغ الفرد في تراب الأغتصاب والتعذيب والبؤس والسجن والتشرد
والفقر ..... بينما قادة السلطة ومرتزقتهم في الأرياف والمدن ، في الجنوب
والوسط والشمال ومن كافة القوميات والأديان والطوائف ، يتبركون بِعطايا الأب
القائد . هذه العطايا التي زحفت خارج حدود الوطن ، لِتشمل العرب الشهداء
العرب الشعراء العرب الفنانين العرب المؤرخين ........ النخبة !!!!!!!! .
***
هكذا الطاغية يحيل ضحاياه ومعارضيه إلى أجنّة ممسوخة ، وعندما يتلاشى
وتتلاشى ( المظلوميّة ) , ينبع من رحمِ الطاغية جلادون جُدد ليس كَمُنجِبهم
الحامل راية الحزب الواحد ، ولكن الدين الواحد التابع للمؤسسة الطائفية العليا في
قَم وفروعها المغروزة في دول المنطقة !!!

***
جلادٌ جديد بِمسميات طائفية وزخرة دينية يفتي بقطع رقبة المرأة التي لا تُسجن
جسدها بِحجاف العِفة ، والعفةُ للمرأة فقط ...!!! يغتصبها في البداية كما إغتصبوا
أجدادهه الخلفاء السبايا الكافرات !!! ثم يقطع رأسها ويهشم جسدها ويترك
رسالة يخاطب أهلها بِعدم اللجوء إلى الشرطة أو الشكوى . كان النظام البعثي
(السابق ) !!! يطلب من أهل المعدوم كلفة الرصاصات التي هشّمت جسده وعدم
إقامة مأتم عَزاء ، أين اليوم مِن البارحةِ ( الأمسِ ) .
وتحويل الطفل إلى أداة للتطبير واللطم على رمزٍ في التاريخ القديم قُتِل من أجل
العدالة والتسامح والمحبة وليس من أجل الدين الأسلامي ، لان الجميع كانوا
مسلمون ( وان لم ينتموا ) . لماذا العويل والصراخ السنوي على بطلٍ يتبوء
سيادة شباب الجنة !!!

***
البعثيون المتنفذون ومرتزقتهم لم يكتفوا بِمليارات الدولارات في حساباتهم في
البنوك العربية والغربية بل أظافوا لها مليارات اخرى ، عندما هربوا خارج
الحدود وكان النظام في أنفاسه الأخيرة تسحقه الدبابات الأمريكية المحتلة أو المحررة ..... .
أصالة الضيافة العربية فتحت حضنها لهم ولِمسروقاتهم وتفانت في الدفاع عنهم ،
كعائلة الطاغية السابق في تنقلاتها بين العواصم القومية ، تماشيا مع مبدئ إنصر
أخاك ظالما أو مظلما .
***
وهكذا تَنسال البشاعة القديمة ثانية بأسماءٍ جديدة مُتلحفة بالدين والطائفية
وتُعيد مجدها أكثر من السابق في دوامة القتل اليومية لِكلّ مُختَلِف ، لِكلّ مُتَمدن
يحاول أن يزيح القمامة عن عقل الكائن ، لِكلّ من يعلن إنتمائه لوطنٍ مُجرد ٍ
من الدين والطائفة والقومية .
لقد أجادوا اللعبة والضحك على ذقون البسطاء والمهشمين ، أكثر مِن مَن سبقوهم
في تاريخ العراق الدموي . تعددت مؤسساتهم وأجهزتهم وميليشياتهم الطائفية
الدينية في مناطق الجنوب خاصتا . عصابات في خزائنها المليارات من ودائع
النفط المسروق والمُعلن ( الحكومي ) والأسلحة المستوردة من الشقيقة والحبيبة
الجمهورية الأسلامية ( الأيراعراقية ) !!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في طهران.. لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟


.. نديم قطيش: حادث مروحية رئيس إيران خطر جديد على المنطقة




.. البحث مستمر على طائرة رئيسي.. 65 طاقم إنقاذ وكلاب خاصة| #عاج


.. تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي -بدقة-.. واجتماع طارئ للمسؤولين




.. مسيرة تركية من طراز- أكنجي- تشارك في عمليات البحث عن مروحية