الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( شاكر مجيد سيفو ) بين بغديدا وبغداد ( 3 )

بولس ادم

2008 / 2 / 17
الادب والفن


مخطط الأول والتالي، انتهاءا بالمخطط الأخير في كتاب ( الشمس والغبار) ,
ياخذك في رحلة افقية مع كل مااشتغل عليه الشاعر طوال تدرج اشتعال شبابه الأبداعي بالجنون مع براري ووحشة الحراك الداخلي
ليجد نفسه اشيبا في النضج المتنوع ، تماما مثل فضة فروة راسه
.. تعثر في انجاز الشاعر ( شاكر مجيد سيفو ) على كل الظواهر
الشعرية منذ انبثاق ( نصوص التفعيلة) وحتى النص المفتوح !
غير ان المسايرة تلك ، ضاعفت ميزة الصورة الحسية لديه كي
تخلق النظام المتوالي لمران تشذيب (الحس المنفلت ) فيكون الشعر
على حدبة الموجة وليس في قعرها .. / سارقة الحليب أُدينكِ من ثدييك
وموانيء تُشرِقُ على دِنان العالم / ..

وكما يمد ذراعا طويلة في ابار الأزمان الغابرة لينشد في اله القمر
وحفيده ( اصحاحاحات الملك نرام سن ) ويهديها الى ( لوثر ايشو )
ويؤرخ ملامح العائلة في متحفها ويلخص من مر في حياته من اصدقاء
ومجانين ، ضعفاء واقوياء ، ملوكا اساطير وعوران ايضا ويلوح لنا
مؤكدا / ,, مازلنا نسرح ضفائر الوردة السابعة ,, / !

هو الشاعر الحروفي تارة والصوفي تارة اخرى ، العبثي في سخريته
المرة . الواقعي في قصه الشعري داخل الغبار والثائر لبهاء الشمس
المشرقة على نينوى وسماء بغداد وفوهات الحرب التي فوهتها المفتوحة
في جسده جنديا في زيارته لمناطق العراق وتاملاته في مستشفى بعقوبة
العسكري .. حامل لون شقائق النعمان على متونه التي خلفها وشجوه
العراقي مغنيا لمساكين بلاده .. وهو ليس لديه مايقدمه لهم اطيب
واعطر مما يلاحق حياته من رائحة هي رائحة الحندقوق ! ويتاسطر في
رعب النبوات القديمة ويتاسى متهلوسا في نوستراداموس .. ليتنبا
لنا .. حول تسونامي اسيا في عاشورائها على حد رؤاه بتسونامي
عراقية مستمرة على حد رؤى طوفانات الواقع منذ احتراق العربات
الآشورية تحت اسوار نينوى وعبس الثيران المجنحة الى يومنا هذا ..
يوم يذكرك بسدوم وعامورية !

ان ضغط اامحتويات في ثنيات مجلد واحد هو (الشمس والغبار)
لم يكن ليؤدي الى غير ماصار اليه طريق الشاعر .. هذيانا منظما !

يبدا ذلك الهذيان في فورة متاججة ماان نتهي من جملة شعرية
حتى يجد نفسه بحاجة الى هامش ما .. وهو بذلك ياخذنا الى الأكتشاف
معه فاتحا طريق معرفته في نصوصه بالأسماء الأولى ويسطع ضوء تلك الأسماء
ويبدا متهجا بالحروف السريانية لينتهي الى المحاكاة اللآهثة .. وهكذا .. لكانه يرغب لننفذ الى الغار ونتلمس قرص الحرية معه
شمسه التي لاتقبل المغيب ان في ( باب المعظم - بغداد ) او ( سرجخانة
الموصل ) او .. متخيلا نفسه على بساط الريح .. ليس معنا ومعكم
بل مع ( ميشيل فوكو ايضا ) ..

وهكذا يطل علينا بالقصيد الأول ( ضوء الأسماء الأولى ولسانها )

بسطر يتضمن حروفا سريانية ( سين، شين، ميم، سمكث
ش م س ش مـ س )

وهو هنا يؤلف بلغتين ليكون المعنى واحدا !

..لكنني كنت ألقم كاميراتي باشعة القلب،
وأُثقِّبُ أشعة الصدر وأطردُ السخامَ
لأرى بلادي وهي تغلي في أوردتي،
اجمعي ظِلالَ الكسوف من على صلعة الجبل
يا لقسوة هذا التصوير ! ... )

وان كنت لتسال عن تلاقي الحرف بصداه كصورة يعنونها حرف فيعقبه
بصورة متشظية ، فلن تغفل سوريالية الشاعر وعلاقة (السمكث )
كحرف في اللغة السريانية بما ياتي لاحقا كانطباع حول مطابخ
( لوتريامون ) .. ثقة الأختلاف كملاذ ملاصق لروح الشاعر هو حرية
(سيفو الشاعر ) في ازمنة ارتفع فيها غبار ضجيج الألم الذي شوش
كثيرا رؤية شمس الحياة .. ليجد ( نفسه منزلقا على نفسه كالكسيح ،
وذلك مالايريد ) وهو تعبير لي ورد في قصيدتي ( يريد ولا ..) المهداة
الى الصديق القاص ( طامي هراطة ) فهو الذي همس لي بان ثمة هزيمة
في حياة المبدع ، الا ان تلك الهزيمة مؤقتة !.. نعم عند كتابة نص
جديد ومختلف ، نلحق بحضارتنا الشخصية من جديد ونرى الشمس من
خلف اكثر غبارات العالم سماكة ونخدع الألم وندحر الظلمة وننير شمعة
نحن احترقناها .. والشاعر (سيفو) في ذلك هو صنونا !

( ..
تتزاحم في منخفضاته العتمات
خذي لساني، الى أمّه،
وإن شئتِ خذي عينيَّ الى لسانها
خذي لساني الى بريق حروفي
(ش. م. س. سين، ميم، سِمْكَثْ)
أو ضمّيه في صندوق الجدة
لموسم آخر من رضاعات اخوتي،
أغصاني الثمانية، كانوا يجلدون ياقتي
بمكواة الضّنكِ
ويثقِّبونَ مرآتي بدبابيس قمصانهم،
ويرشّون الدمع في لمعانها،
وكلّما كانوا يدمعون أكثر،
كانت تجاعيدي تتكاثر وتتزاحمُ
في ألِفِ المرآة ورائها،
هذه ليست نزهة عاطلين يتمرّنون
على شطب أحلامهم من سهراتهم
وحكِّ ايامهم من روزناماتهم بأعواد الشخاط،
ويدفنون نكات النفانيف في أهزوجة الريح،
ليس لي شخاطة أسرافيل
لأُوقِدَ ميلادي، ...... )


اي نعم عزيزي المبدع ( هذه ليست نزهة عاطلين يتمرّنون
على شطب أحلامهم من سهراتهم )
.. هذه لحظتنا المتورطة تماما ! والا لم اخترنا الأبداع قناعا
ابديا ليعكس لون اطاليس نرحل معك لفك طلاسمها .. ادري بان لقائي
الوحيد بك شخصيا ، في ظلمة الرواق الخارج في فناء( نادي المعلمين )
حسبما اتذكر ، عرفنا ببعض الفنان ( لوثر ايشو ) وكانت المصافحة
اليتيمة وبلا كلام ، ثروة تواجه وحيدة واللحظة قبل ربع قرن من
الزمان ، ( بولس ادم ) سجل في ايامه بعد تلك اللحظة هروبه الثاني .. في حرب ثانية .. في كل حرب ، احترقت فيها لأهرب باسمال
فاحمة .. هذا حقيقي في حياتي .. هرب قبل اللحظة صفر للموت ..
.. لقائي بدخاخين ظلي في شعرك .. هو ماترك لديك شعورا ونحن نلتقي
بالمراسلة والنصوص فقط باننا نلتقي في الأختلاف . وتلك فرحة
لولا شغف في الأبداع لما كانت !

اهدي لك روزنامة لعام مجهول لشاعر غير مجهول
لأنني اراك تنبت في الحقول التي خرجت اليها من صالون حلاقة ( مار
ميخائيل ) وتلوح لنا ليس بالوردة الأولى ولاباسمها المفقود حضورا
في ( امبرتو ايكو ) ولا بوردة شعراء العراق الخارقين الثانية ولا..
بل بوردة حدس ( برجسون ) السابعة .. !

كتب العظيم ( بابلو نيرودا ) ..

.. من النشيد العام:

بقايا الربيع المبعثرة على الطاولة

نهر هائل من عالم بعيد عن أغنيتنا

أنا نديم بسيط

وأنت لم تأتِ

لكي أكتب شيئاً عن حياتك

وحين أغادر

ستأتي لتأخذ بعض أشيائي

زهور أو حبات كستناء أو جذور أصيلة

لتقتسمها مع صديق.

يمكن أن تغرق معي

حين يجري الشراب على الطاولة

يصبغها بالأرجوان

نهر يتقدم متدفقاً إلى فمك

من عناقيد قريبة

كم من العزلة ستبدد أغانينا

صديقي القديم. ) ........

.......................
بقلم: بولس ادم

نهاية 2007 في مدينة لينتز - النمسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان